“أستانا 21” في ثلاث نقاط.. “طمأنة” إدلب وتنصل و”إدانة هجمات إسرائيل”

قال رئيس وفد المعارضة السورية في “أستانا 21″، أحمد طعمة، إنهم ركّزوا خلال المحادثات الأخيرة، على ثلاث نقاط أساسية، تتعلق بـ”خروقات وقف إطلاق النار”، و”استئناف اللجنة الدستورية”، و”قضية المعتقلين”.

وخلال تصريحاته لـ”السورية.نت” مساء الجمعة، تحدث طعمة عن نقلهِ وسماعهِ خلال اجتماعٍ عقده الوفد الذي يترأسه، مع الدبلوماسيين الذين يمثلون روسيا، عدة نقاطٍ تتعلق بالقصف الذي تتعرض له مناطق في إدلب، خلال الأسابيع القليلة الماضية.

كما علّق خلال حديثه، على تصريح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكساندر لافرينتيف، حول “انتقادات حادة” سمعها من المعارضة السورية بشأن الغارات الإسرائيلية في سورية.

“تنصل وطمأنة”

وتشهد محافظة إدلب منذ أسابيع، تصعيداً لهجمات النظام وحلفاءه، إذ أدى ذلك خلال الشهر الفائت فقط، لمقتل 26 مدنياً، وإصابة نحو 120، إثر 118 هجوماً موثقاً.

وخلال “أستانا 21″، ناقش وفد المعارضة السورية، هذه الهجمات مع المسؤولين الروس، الذين تنصلوا منها حسب أحمد طعمة، بقولهم “لا نقصف مدنيين”، إذ ألمحوا إلى مسؤولية النظام عن تلك الضربات، رغم زعمهم أنها تستهدف “البنى التحتية للإرهابيين”.

الضحايا المدنيين في شمال غربي سورية بقصف روسيا وجيش الأسد
و”تذرع” الوفد الروسي خلال اجتماعه بوفد المعارضة السورية، بأن التصعيد في شمال غربي سورية مؤخراً، سببهُ “الهجمات بالطائرات المُسيرة التي تنطلق من بعض مناطق إدلب”.

إذ يعتبرون بحسب كلام الكسندر لافرينتيف، في المؤتمر الصحفي الختامي للمباحثات، أن الولايات المتحدة هي التي تزود الفصائل المُهاجمة بهذه المُسيرات.

رغم ذلك، فإن البيان الختامي لـ”أستانا 21″، أكد بأن المجتمعين بحثوا “بالتفصيل”، الأوضاع في مناطق “خفض التصعيد” في إدلب، واتفقوا على ضرورة “الحفاظ على الهدوء” في المنطقة.

بموازاة ذلك، بدا رئيس وفد المعارضة السورية في “أستانة 21” أحمد طعمة، متفائلاً بعد المباحثات التي انتهت الخميس، بقوله “نطمئن أهلنا في إدلب، أنه لن يحصل اجتياح من قبل النظام أو تغيير لخطوط التماس، ولن يقوم النظام بعملية تحرك عسكري نحو المناطق المحررة”.

لكنه استدرك لاحقاً: “لا نستطيع أن نضمن وقف انتهاكات النظام الصارخة ضد المدنيين”.

قصف إيران و”حرج النظام”

واعتبر أحمد طعمة، أن “النظام يقف محرجاً أمام حاضنته من القصف المكثف الذي تنفذه إسرائيل في أراضيه، ويلجأ نتيجة عجزه عن الرد، لقصف مناطق إدلب، التي يعتبرها مستباحة له”.

كذلك قال طعمة، إنه تسائل أمام الوفد الروسي في “أستانا 21″، عن القصف الإيراني الذي استهدف إدلب قبل أيام، وقال “بأي حق يقصف الإيرانيون صواريخ بالستية من ايران لإدلب.. يقول الإيرانيون إنها رسائل لإسرائيل بقدرتهم على إرسال صواريخ بعيدة المدى، ونقول لهم تفضلوا اقصفوا إسرائيل لو تستطيعون بدل إدلب”.

في نفس السياق، كان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكساندر لافرينتيف، قد ظهر الخميس من العاصمة الكازخستانية في ختام “أستانا 21” على برنامج “نيوز ميكر” الذي تبثه قناة “روسيا اليوم”، وتحدث عن الجولة الأخيرة ومخرجاتها.

وعند حديثه عن القصف الإسرائيلي المتكرر لمطاري حلب ودمشق، قال بأنه “حتى المعارضة السورية التي أجرينا لقاء معها اليوم، انتقدوا بشكل حاد هذه الضربات الجوية الإسرائيلية”.

لكن رئيس وفد المعارضة السورية نفى ذلك، وأشار إلى أنه “لم يتم التطرق على الإطلاق لقصف مطاري حلب ودمشق خلال لقائنا بالوفد الروسي”.

وكان البيان الختامي لـ”أستانا 21″، قد أدان الغارات الإسرائيلية التي تصاعدت وتيرتها مؤخراً في سورية، واعتبر أن “هذه الأعمال تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سورية ووحدة أراضيها”.

التصعيد والدستورية والمعتقلين

وقال أحمد طعمة، إن الوفد الذي ترأسهُ لـ”أستانة21″، ركّزَ على ثلاث نقاط أساسية.

الأولى “وقف الانتهاكات الصارخة من قوات النظام” لخفض التصعيد في إدلب، والثانية “العمل بجدية على استئناف اللجنة الدستورية (..)الأمم المتحدة حريصة على استئناف أعمال اللجنة الدستورية في جنيف رغم عدم اكتراث النظام”.

وتتعلق النقطة الثالثة في “قضية المعتقلين(..)مجموعة العمل الخاصة بالمعتقلين عقدت 17 اجتماع منذ أستانا 8 وناقشت تفاصيل كثيرة في مسألة المعتقلين والمختطفين والمفقودين، لكن النظام لا يريد لهذا العمل أن يُنجز”، قائلاً إن النظام يضع العصي في عجلات هذا المسار “عندما يطرح حصول عمليات الإفراج المتزامنة بعيدة عن رعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.

بيان الختام وجولة جديدة

وانتهت جولة “أستانا 21” يوم الخميس الماضي، بعد يومين من المباحثات التي حضرها وفد النظام برئاسة نائب وزير خارجيته بسام صبّاغ، ووفد المعارضة الذي يقوده أحمد طعمة.

كما حضرت الدول الثلاث “الضامنة”، حيث ترأس الوفد التركي، نائب وزير الخارجية أحمد يلدز، والإيراني علي أصغر حاجي مستشار الشؤون السياسية بالخارجية، والروسي الكسندر لافرينتيف المبعوث الرئاسي لسورية.

إلى جانب حضور مسؤولين يمثلون لبنان والعراق والأردن والأمم المتحدة بصفة مراقبين.

وإضافة لمسألة تبريد التصعيد في شمال غربي سورية، تطرقت الجولة 21 من اجتماعات أستانة إلى مسألة “زيادة المساعدات لجميع السوريين في أرجاء البلاد”.

ولقضية اللاجئين، إذ أكد البيان الختامي على “ضرورة العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم بإشراف أممي”.

كما جددت “الدول الضامنة”، الحديث عن “معارضتها الاستيلاء والنقل غير الشرعي لعائدات النفط التي يجب أن تعود إلى سورية”، وكذلك إدانة “جميع الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد سورية”.

وتم الاتفاق وفق البيان الختامي، على عقد الجولة 22 خلال النصف الثاني من عام 2024، في العاصمة الكازاخية أستانة، التي تستضيف منذ مطلع سنة 2017 أطول مسارٍ مباحثات سياسية وعسكرية في الشأن السوري.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا