السوريون في الدنمارك يعيشون “على أعصابهم”.. حراك مضاد وخيارات بديلة

يعيش آلاف اللاجئين السوريين في الدنمارك “على أعصابهم” في الوقت الذي تصر فيه حكومة كوبنهاغن على ضرورة عودتهم إلى سورية وبالأخص العاصمة دمشق، والتي تعتبرها “منطقة آمنة”، في موقف فريد ووحيد يصدر من قائمة الدول الأوروبية.

الإصرار على العودة كانت قد بدأته الدنمارك في الأشهر الماضية بسحب إقامات مئات اللاجئين السوريين الذي يعيشون على أراضيها.

في حين تعهدت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن على سحب أعداد إضافية في المرحلة المقبلة، على أن يتم فيما بعد إعادتهم إلى سورية.

وألغت السلطات الدنماركية حتى الآن أكثر من 205 إقامات، الأمر الذي جعل الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من وضع اللجوء في وقت تصنف فيه معظم مناطق سورية، على أنها غير آمنة من قبل الأمم المتحدة.

وأمام ما سبق من تحركات وصفت بـ”الحرب النفسية” التي تشنها الدنمارك ضد اللاجئين السوريين خرجت إلى شوارع البلاد، في اليومين الماضيين حركة “Identitae Generation” التابعة للحزب “اليميني الدنماركي”، وألصقت إعلانات سفر وهمية في كوبنهاغن.

وأخبرت الحركة السوريين في الإعلانات بما وصفتها بـ”الأخبار السارة”، وأن بإمكانهم “العودة الآن إلى سورية المشمسة”.

تحركات مضادة

ساعات قليلة مرت على الموقف المناهض للاجئين السوريين في شوارع كوبنهاغن حتى تحركت منظمات مجتمع مدني في الدنمارك وأخرى حقوقية، وأثبتت بالإجماع أن “سورية ليست آمنة لإعادة اللاجئين السوريين من الدنمارك”.

وأطلقت مجموعة “The syrian campaign” حملة “سوريا ليست آمنة لإعادة اللاجئين”، وناشدت فيها رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، ووزير الهجرة والاندماج، ماتياس تسفاي، والمجلس الدنماركي لطعون اللاجئين، بالعدول عن قراراهم في إعادة اللاجئين، ووصفته بــ”المخزي”.

كما طالبت الحملة بتجديد تصاريح الإقامة للاجئين السوريين في الدنمارك، من الذين خيروا بين العودة إلى سورية أو مواجهة معسكرات الترحيل في الدنمارك، والتي تشبه السجون إلى حد كبير.

ودعت الدول الأوروبية إلى حماية اللاجئين السوريين في الدنمارك وإيقاف الترحيل اللاإنساني، في الوقت الذي لا تعتبر كل من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أن سوريا آمنة.

في حديثه لـ”السورية.نت” يقول محمد كاظم هنداوي مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان: “نحن مرتاحون بسبب توجه السوريين في الدنمارك إلى المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان، من أجل الدفاع عن قضيتهم”.

ويضيف هنداوي: “هذه التحركات ضد قرارات الحكومة الدنماركية تأتي من قبل حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، وقد يكون لها تأثير كبير في المرحلة المقبلة”.

واعتبر هنداوي أن “إجراءات الدنمارك لا ترتقي لأن تكون قانونية، ومن الصعب أن تتمكن من ترجيل اللاجئين السوريين لعدة أسباب منها لوجستية وأخرى مرتبطة بما يحصل في سورية، والتخوف من المحاكمات التي قد تطال أي وزير يعرض حياة الناس للخطر”.

“تحركات مطمئنة”

إلى جانب ما سبق كانت منظمات مدافعة عن اللاجئين قد دانت في اليومين الماضيين حملة “الحزب اليميني الدنماركي” حيال اللاجئين السوريين، وقالت ميشالا بنديكسن من منظمة “مرحبا باللاجئين في الدنمارك” إن ملصقات اليمين “ساخرة ومتحيزة”.

وأضافت أن الملصقات تأتي ضمن خطاب متطرف ضد اللاجئين تشهده وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم.

وقالت بنديكسن إن الدنماركيين يتهمون جميع اللاجئين، ولا سيما المسلمين، بأنهم مجرمون وكسالى ومتطرفون ويستغلون الخدمات الاجتماعية ويكذبون بشأن كل شيء

من جانبه يشير محمد كاظم هنداوي مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان: “على السوريين أن يلجؤوا في الوقت الحالي إلى القضاء الدنماركي، من أجل تقيم شكوى إلى محكمة العدل الأوروبية. هذا الأمر من الممكن أن يتم بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني”.

ويتابع الحقوقي السوري: “تحركات منظمات حقوق الإنسان مطمئنة وقد يرتفع الأمر للقضاء في الأيام المقبلة”.

وتوقع هنداوي أن تتضح كل الملامح الخاصة بوضع اللاجئين السوريين في الدنمارك قبل نهاية نيسان / أبريل الحالي، مؤكداً: “قرارات الحكومة الدنماركية غير صائبة وقانونية”.

“خيارات بديلة”

في سياق ما سبق اعتبر عاصم سويد عضو إدارة منظمة “فنجان” السورية-الدنماركية أن هناك عدة خيارات أمام السوريين في الدنمارك، في حال اتخذ قرار ترحيلهم التعسفي بالفعل.

ويقول سويد لـ”السورية.نت”: “السفر خارج الدنمارك هو حل ممكن، والذهاب إلى بلد أوروبي آخر أيضاً حلاً آخراً. مع ذلك يجب ألا نتجه لهذه الخيارات بل علينا التمسك بقضية واحدة وهي الإصرار على البقاء في الدنمارك”.

وتحدث الناشط الحقوقي عن “أعداد كبيرة” من السوريين الذين سحبت إدارة الهجرة الدنماركية إقاماتهم.

ويتابع: “منذ بداية عام 2021 هناك 200 شخص. هم الآن بانتظار القرار النهائي لمجلس تظلم اللاجئين بالإضافة إلى 170 شخص خلال عام 2020”.

ويتوقع سويد أن تسحب إدارة الهجرة في المرحلة المقبلة إقامات 500 من السوريين، بعد الانتقال إلى تصنيف باقي المحافظات السورية كمناطق “آمنة”، كما هو الحال الذي طبق على العاصمة دمشق.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا