تركيا: كيف ستكون سياسة المعارضة الخارجية بشأن سورية؟

مع بدء العد التنازلي لموعد تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا تطلق تساؤلات بشأن السياسة الخارجية التي قد تتبعها المعارضة في حالة الفوز، وما إذا كانت ستقلب النظام السائد منذ عقدين بالكامل أم أنه قد تؤسس قواعدها عليه.

ومن بين الملفات الخارجية التي تتسلط الأضواء عليها على نحو كبير هي الملف السوري، والمسار الذي تسير الحكومة من خلاله في الوقت الحالي، وقبل ذلك بعدما نشرت آلاف القوات في مناطق متفرقة من الشمال السوري.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن مسؤولين في المعارضة، اليوم الجمعة، قولهم إن “سياسة تركيا تجاه سورية ستعتمد إلى حد كبير على الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ظل منبوذاً على مدى عقد من الزمان، لكنه يلقى ترحيباً متزايدا بين دول الشرق الأوسط”.

ولطالما دعت المعارضة إلى استئناف العلاقات مع الأسد بهدف عودة اللاجئين السوريين، وهي سياسات اكتسبت شعبية متزايدة وحاكها إلى حد ما الرئيس التركي، رجيب طيب أردوغان، الذي بدأت حكومته التواصل مع النظام السوري.

ومع ذلك، لا تزال القوات التركية في شمال سورية تدعم فصائل “الجيش الوطني السوري”، وتواجه أحياناً القوات الكردية المعروفة باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب”.

وقال أحد المسؤولين للموقع إن “تركيا اتخذت جانباً في الحرب الأهلية السورية، وسيتم تصحيح ذلك”.

وأضاف: “لن ننسحب على الفور من سورية. لا يمكنني إعطاء جدول زمني، لكننا سنناقش ظروفنا ونرى ما سيحدث”.

وأوضح المسؤول أن “العمل الإداري والمساعدات التركي الحالي في شمال سورية سيستمر، لكن الوجود العسكري سيعتمد على اتفاق نهائي يضمن أمن الحدود ضد التهديدات الإرهابية”.

“هذه الصفقة ستستند إلى اتفاق أضنة لعام 1998 حيث وعدت سورية تركيا بأنها لن تؤوي جماعات إرهابية وستسمح لأنقرة بالتدخل العسكري على بعد 5 كيلومترات من الحدود لحماية نفسها”.

وتابع المسؤول المعارض الآخر أن “اتفاق أضنة سيكون له أهمية كبرى لحل القضية”، مشيراً إلى أن “الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً لكسب ثقة دمشق وتفكيك الوضع في الشمال، لا سيما في محافظة إدلب، حيث توجد مجموعات مسلحة مثل هيئة تحرير الشام، الفرع السوري السابق للقاعدة”.

ومنذ بداية العام الحالي كانت تركيا قد مضت بعملية “بناء حوار” مع النظام السوري، ومن المقرر أن تحرز تقدماً ملحوظاً في الأيام المقبلة، بالاجتماع على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة الروسية موسكو.

ورغم انتقال الحوار من العسكرة والاستخبارات إلى الدبلوماسية ونقاشات السياسين، إلا أن الطريق بين أنقرة ونظام الأسد يراه مراقبون شائكاً، ولاسيما مع إصرار الأخير على شرط انسحاب القوات التركية من سورية.

ولطالما غازت أحزاب المعارضة في تركيا النظام السوري، فيما بعث مرشحها الرئاسي زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، كمال كلشدار أوغلو برقية تعزية للأسد، في أعقاب كارثة الزلزال المدمّر.

ووفق المسؤولين المعارضين الذين نقل عنهم “ميدل إيست”: “سيتعين على المعارضة إعادة التواصل مع السكان المحليين في إدلب، وإعادتهم إلى المجتمع”.

وقال أحد المسؤولين إن “عودة 3.7 مليون لاجئ سوري من تركيا مشروع مهم يتطلب قدراً هائلاً من الجهد وربما إطاراً زمنياً أطول من عامين”.

وأضاف: “لا شك في أن ذلك سيكون على أساس طوعي”، وسيتطلب ذلك تحفيزاً وفرص عمل وإعادة تأهيل، “وسنريد بالتأكيد تقاسم العبء مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة “.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا