“مجلس الشعب” يدين تركيا بـ”إبادة الأرمن”..سوريون يسخرون

في حادثة نادرة، تزامنت مع توترات بين نظام الأسد وتركيا، تبنى ما يُسمى “مجلس الشعب” في دمشق،، قراراً يدين “العثمانيين” بارتكاب “إبادة جماعية” بحق الأرمن، بداية القرن العشرين.

حيث عقد “مجلس الشعب” جلسة برئاسة حمودة صباغ، اليوم الخميس، أقر وأدان في ختامه ما أسماه “جريمة الإبادة الجماعية”، المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية، معتبراً أن “هذه الجريمة هي من أقسى الجرائم ضد الإنسانية وأفظعها”.

واعتبر القرار، الذي نشرته وكالة أنباء النظام “سانا”، أن الأرمن حالياً هم أحد مكونات الشعب السوري، وتعرضوا لـ “انتهاكات” من قبل العثمانيين والأتراك، مثلهم مثل الآشوريين والسريان والكرد والعرب والشركس، وفق ما ذكرت “سانا”.

وأضافت أن أعضاء مجلس الشعب توافقوا على ضرورة “إنصاف الشعب الأرمني وتعويضه مادياً ومعنوياً، وتمكينه من الاستفادة من الأملاك التركية الموجودة على الأراضي السورية، وإعادة تسمية الأسواق والشوارع والمعالم الأثرية بأسماء شهداء سورية بدلاً من الأسماء العثمانية”.

يأتي ذلك في وقت زاد حدة العداء بين تركيا ونظام الأسد، عقب استهداف الأخير لجنود أتراك في إدلب ما أدى إلى مقتل 14 منهم، وسط تهديدات تركية بعملية عسكرية ضد النظام، في حال لم يسحب قواته خلف النقاط التركية شمال غربي سورية، حتى نهاية فبراير/ شباط الجاري.

سخرية على مواقع التواصل

أثار قرار مجلس الشعب، التابع لنظام الأسد، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ربطوا بين إدانة النظام لمجزرة وقعت قبل أكثر من 100 عام، وبين المجازر التي يرتكبها منذ تسع سنوات بحق الشعب السوري.

وكتب الحقوقي السوري زياد شيخاني، عبر حسابه في “تويتر” تغريدة قال فيها: “مجلس الشعب في نظام بشار الأسد يصحو بعد مئة عام ويصوت بإدانة تركيا لارتكابها مجزرة بحق الأرمن”، مذكراً بالمجازر التي ارتكبتها قوات الأسد في الغوطة الشرقية.

في حين كتب حساب “بلا وطن” عبر “تويتر” تغريدة ذكّر فيها بتشريد نظام الأسد لأكثر من 9 ملايين سوري وقتل مئات الآلاف منهم، وكتب: “مجلس الشعب للنظام السوري الذي هجّر وشرد أكثر من 9 ملايين سوري، وقتل مئات الآلاف منهم ولايزال حتى يومنا هذا، يقر بجريمة الإبادة الجماعية بحق الأرمن”.

وكتبت صفحة “بس لو” الموالية عبر “فيس بوك” منشوراً سخرت فيه من تبني النظام لقرار يدين العثمانيين بارتكاب مجزرة الأرمن، وأضافت “مجلس الشعب كانوا نايمين وفاقوا واجتمعوا وقرروا (…) وأنا أُطالب بتبني قرار يدين المغول و التتار على جرائمهم، كما أُطالب بمحاكمة ملك البيزنطيين، وبفرد مرة حابب أعرف ليش نيرون حرق روما”.

مجلس الشعب كانو نايمين وفاقو واجتمعوا وقرروا اخيرا مايلي :مجلس_الشعب السوري يتبنى بالإجماع قرارا يدين ويقر جريمة…

Posted by ‎بس لو‎ on Thursday, February 13, 2020

مجزرة الأرمن.. تعرف إليها

شهد مطلع القرن العشرين واحدة من أكبر المجازر المرتكبة تاريخياً، حين قُتل مئات ألاف الأرمن، خلال الفترة الواقعة بين عامي 1915 و1917، أي في فترة الحرب العالمية الأولى.

وأقرت ما يزيد على 30 دولة بارتكاب “إبادة جماعية” ضد الأرمن، في تلك الفترة، ومن بينها ألمانيا وفرنسا وبلجيكا واليونان والنمسا، موجهة الاتهام للدولة العثمانية، التي انهارت حينها.

الأرقام التركية الحديثة، تشير إلى أن 500 ألف أرمني قُتلوا في تلك الفترة، وتنفي الحكومات التركية المتعاقبة صلة الدولة العثمانية بذلك، كما تستنكر استخدام مصطلح “إبادة”، حيث تدافع تركيا عن نفسها بقولها إن الفترة الزمنية التي وقعت فيها المجزرة كانت تشهد فوضى، أقرب ما تكون إلى “الحرب الأهلية”، وراح ضحيتها أتراك وأرمن على حد سواء.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا