مطار القامشلي.. بوابة جوية تثير ذعر “الإدارة الذاتية” في زمن كورونا

منذ قرابة شهر تحول مطار القامشلي شرق سورية إلى عامل خوف وذعر بالنسبة لـ”الإدارة الذاتية” التي تمسك بإدارة معظم المنطقة الشرقية، كونه البوابة الوحيدة التي ماتزال الحركة عبرها مستمرة، الأمر الذي من شأنه أن يكون عاملاً مساعداً لوصول أية إصابات بفيروس “كورونا” إلى المنطقة، ولاسيما أن الفحوصات الخاصة بالفيروس ماتزال على مستوى ضيق، ودون المستوى المأمول منها.

ويخضع المطار لسيطرة نظام الأسد، ومؤخراً تحول جزء كبير منه إلى قاعدة عسكرية لروسيا، والتي نقلت إليه طائرات مروحية ومنظومات دفاع جوي نوع “بانتسير”، وعلى الرغم من سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على معظم المناطق في محافظة الحسكة ومدينة القامشلي، إلا أن المطار في الأخيرة بقي تحت سيطرة النظام طوال السنوات الماضية، ولم تتوقف الرحلات عبره.

“الإدارة الذاتية” وعبر وسائل إعلامها لم تخفي تخوفها من المطار، في الأيام الماضية، والذي ما تزال الرحلات عبره مستمرة، مشيرةً إلى أنه يعتبر البوابة الوحيدة لوصول فيروس “كورونا” في المنطقة.

وفي عدة مرات حمّلت “الإدارة الذاتية” نظام الأسد مسؤولية وصول أي حالة مصابة بالفيروس إلى المنطقة، وفي بيان لها مؤخراً قالت إن “السلطات” التي تدير مطار القامشلي لا تتعاون معها لإجراء فحوص كورونا ضمن القادمين عبر المطار.

حالتان مشتبه بهما.. النظام يهرّب

ونقلت وكالة “ANHA” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، اليوم الاثنين، عن “خلية الأزمة في شمال شرق سورية” تأكيدها عن وجود حالتين مشتبه بإصابتهما بكورونا بين الوافدين من دمشق إلى مدينة القامشلي، عبر المطار.

وأضافت الخلية: “تم وضعهما في الحجر الصحي (…) السلطات السورية لا تنسق معنا بصدد الرحلات الجوية الوافدة إلى قامشلو، مما يشكل خطراً على حياة المدنيين”.

وبحسب “خلية الأزمة” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، فإن عدد الوافدين إلى مطار القامشلي يقدر بحوالي مئة شخص، متهمةً نظام الأسد، وللمرة الثالثة بتهريب البعض منهم، “لذلك عرقلت عمل الفرق الطبية داخل المطار مما اضطروا إلى المغادرة قبل الانتهاء من الفحوصات”.

وأشارت “خلية الأزمة” إلى أن نظام الأسد لا ينسق معها بصدد الرحلات الجوية القادمة من دمشق إلى مدينة القامشلي.

وصرحت “هيئة الصحة” في شمال وشرق سورية لوكالة “ANHA” أن “استهتار السلطات السورية وعدم إيقاف الرحلات الجوية إلى مدينة القامشلي، يشكل خطراً على حياة سكان المنطقة”.

حجر سابق

وبحسب ما رصد فريق “السورية.نت” على وسائل إعلام نظام الأسد الرسمية، فإن الأخير يتجاهل ما تطالب به “الإدارة الذاتية” شمال شرق سورية، من إغلاق مطار القامشلي أمام الرحلات الجوية، أو التأكد من سلامة الوافدين من دمشق إلى القامشلي.

وفي 5 من الشهر الحالي، كانت “هيئة الصحة” التابعة لـ “الإدارة الذاتية” قد وضعت 20 راكباً قادمين من دمشق عبر مطار القامشلي في الحجر الصحي، خوفاً من تفشّي فيروس كورونا.

وأخضعت فرق طوارئ من “هيئة الصحة” المسافرين للفحوصات الطبية للتأكد من عدم وجود إصابات بالفيروس، وقال الرئيس المشترك “لهيئة الصحة” منال محمد في تصريح نقلته وكالة “هاوار”، حينها: “سيتم نقل جميع الوافدين إلى مراكز الحجر الصحي، وسيبقون فيها مدة 14 يوماً فترة حضانة الفيروس، وفي حال التأكد من عدم وجود مصابين سيسمح لهم بالذهاب”.

وتابع محمد: “في حال وجود أية إصابة بين الوافدين سيتم نقله إلى مركز الحجر المخصص للمصابين”.

حلقة وصل مع دمشق

يقع مطار القامشلي في الجهة الغربية من المدينة، وهو القاعدة الثانية بعد فوج طرطب التابعين لنظام الأسد في القامشلي وريفها، إضافةً للمراكز الأمنية الأخرى الواقعة ضمن المربع الأمني.

كما يعد المطار المنفذ الجوي الوحيد في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية.

وعلى مدار السنوات الماضية لم تتوقف الرحلات من وإلى مطار القامشلي، سواء للمسافرين العاديين من المنطقتين، أو الرحلات العسكرية التي كانت تقل جنوداً لنظام الأسد وضباط ينشط عملهم في المواقع العسكرية في محافظة الحسكة.

في حين تحول مطار القامشلي مؤخراً إلى محطة لوصول مسؤولي نظام الأسد إلى مناطق شرق سورية، على رأسهم علي مملوك، والذي زار مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” عدة مرات، ضمن إجراءات التفاوض التي بدأت، منذ قرابة عامين.

كما شهد المطار اجتماعات بين مسؤولين من “مجلس سوريا الديمقراطية” ومن نظام الأسد، واندرجت جميعها في عمليات التفاوض على مصير المناطق الشرقية لسورية، والمستقبل الذي ستكون عليه.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا