أزمة الخبز تتفاقم في لبنان.. طوابير واشتباكات واتهام لـ”السوريين”

تزايد الجدل في لبنان حول المخاوف من انقطاع الطحين، وتوفره بأسعار مضاعفة في السوق السوداء، وسط اتهامات لجهات حكومية بالوقوف وراء المشكلة، وهناك من ربطها بـ”التهريب”، وأخرون تحدثوا عن دور لـ”الوجود السوري”.

وأثار نشر المزيد من الفيديوهات عن الطوابير التي تشهدها الأفران اللبنانية، وتخلل بعضها اشتباكات وشجار من أجل الحصول على رغيف الخبز، المزيد من الضوء حول أزمة الطحين التي تعصف بالبلاد، وسط تساؤلات إن كان ذلك يوحي بمجاعة قادمة؟

وأوضح نقيب أصحاب صناعة الخبز في لبنان انطوان سيف، أن “سبب الأزمة، هو توقف عدد من المطاحن عن العمل وحلول فترة الأعياد من دون تأمين المخزون للافران”.

وحذر سيف في حديث اذاعي، من أن “مخزون القمح غير كافٍ وبعض المطاحن يكفي مخزونها لأسبوع، فيما البعض الآخر يكفي لأيام”، منوهاً إلى أن “الأفران لا تعمل بكامل انتاجها، بسبب عدم وجود طحين كاف لإنتاج الخبز”.

تقاذف الاتهامات..

مسؤولون لبنانيون على مدار الأيام والأسابيع الماضية، تقاذفوا الاتهامات حول أسباب الأزمة، ومنهم من اتهم “الوجود السوري” بذلك، بعد تصريح وزير الاقتصاد أمين سلام، بأن 400 ألف ربطة تذهب يومياً للاجئين، محملهم المسؤولية.

وقال سلام من جانب آخر، إن تهريب الطحين إلى سورية بلغ نسبته 40%، مؤكداً أن لديه أرقاماً ووقائع ومستندات متصلة بأزمة الخبز والطحين.

ودعا المسؤول اللبناني في تصريحاته التي نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط“، في 10 من الشهر الجاري، إلى “عدم رمي الاتهامات من دون حقائق”، في إشارة لمشكلة الطحين التي تعيشها البلاد، وأضاف: “فليتفضّل مَن يصوّب أصابع الاتهام، لمناقشة مواضيع التهريب على الحدود، والطوابير أمام الأفران تتألّف من عدد كبير من السوريين”.

ورأى الوزير اللبناني، بأنه “اليوم لا نستطيع مواجهة السارق والمهرّب وحدنا، مشيراً في سياق متصل، إلى أنّ “موضوع دعم القمح تم وضع آليات لتنفيذه من الحكومة السابقة، بعد أن اتخذ قرار بدعمه بنسبة 100%”، لافتاً إلى “أننا حين بدأنا العمل، عالجنا تداعيات هذه القرارات، وبدأت أفهم ما اخطائها وما نقاط ضعفها، خاصة حين تفاقمت الأزمة”.

وسائل إعلام لبنانية، ومن بينهم صحيفة “الأخبار“، رأت بأن أزمة طوابير الخبز مفتعلة، غايتها التمهيد لرفع الدعم عن هذا المادة.

وذكّرت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الخميس، بما حصل في أغسطس/ آب الماضي أمام محطات المحروقات. عندما أنهى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هذه الطوابير بزيادة ضخمة على سعر صفيحة البنزين وتسعير المازوت بالدولار النقدي.

وحسب الصحيفة، فإن “سلامة وضع المستهلكين أمام خيارين: لا بنزين ولا مازوت، أو الحصول على البنزين والمازوت بأسعار تضاعفت 4.5 مرات خلال ثلاثة أشهر فقط، لتصبح اليوم مضاعفة 8 مرات”.

وبناء على ذلك، يرى تقرير “الأخبار”، بأن “سعر ربطة الخبز سيتضاعف عدّة مرات. حالياً يبلغ سعرها 16 ألف ليرة، وقد يرتفع إلى أكثر من 40 ألف ليرة”.

أين يذهب الطحين؟

موقع “درج” سلط الضوء عبر سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر الضوء على هذه المشكلة، وفند الاتهامات التي تطال السوريين في هذا المجال.

وأشار إلى أن لبنان يستورد ما بين 600 و650 ألف طن من القمح سنوياً، لكن استيراد القمح تضاعف نحو ٦ مرات منذ بدء الأزمة في سورية، مشدداً على أن “هذه الكميات تكفي أضعاف عدد سكان لبنان، لكنها لم تصل إلى الأفران التي تشكو من شح استلامها للطحين”.

يذكر أن الهجوم الروسي على أوكرانيا، زاد من القلق الاقتصادي والمعيشي في لبنان، الذي يستورد معظم حاجاته من القمح من أوكرانيا وروسيا، إضافة إلى السكر والزيوت النباتية.

وفي تصريحات سابقة لوزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج حسن، لـ”الأناضول“، فإن إن بلاده تعتزم التوجه نحو زراعة القمح والقنب والزعفران، مؤكداً أن لبنان من بين الدول الأكثر تضرراً جراء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وكشف الحاج حسن، في تصريحاته التي نشرتها الوكالة في 10 يونيو/ حزيران الماضي، أن بلاده تعتزم وضع خطط لزراعة “القمح الطري” المستخدم في صناعة رغيف الخبز، حيث يستورد لبنان معظم حاجته من هذا النوع من القمح البالغة سنوياً 600 ألف طن.

ويُزرع في لبنان القمح “الصلب” بإنتاج يقدر بنحو 120 ألف طن سنوياً، لكن هذا النوع لا يستخدم لصناعة رغيف الخبز، إنما لإنتاج البرغل والسميد.

كما أن جزءاً من هذا المحصول يُصدر إلى إيطاليا، حيث يستخدم في صناعة عجينة “السباغيتي”، إلا أن الحكومة منعت مؤخراً تصدير الأغذية حفاظاً على الأمن الغذائي مع استمرار التصعيد العسكري الروسي ضد أوكرانيا.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا