أمريكا ترصد ملايين الدولارات للإبلاغ عن “خليفة سليماني”.. تعرف إليه

رصدت الولايات المتحدة الأمريكية عشرة ملايين دولار مقابل الإبلاغ عن القيادي في “حزب الله” اللبناني، محمد كوثراني، والذي يعتبر “رجل المرحلة” في العراق ولبنان، بعد مقتل قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها نشر عبر “تويتر”، الجمعة 10 من نيسان الحالي، إن “كوثراني تولى بعض الأنشطة للتنسيق السياسي بين الجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران”.

وأضافت أن “كوثراني يعمل على تسهيل عمل الجماعات التي تنشط خارج سيطرة الحكومة العراقية، وقمعت الاحتجاجات بالعنف وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية، وتورطت في أنشطة إجرامية منظمة على نطاق واسع”.

وأشارت “الخارجية الأمريكية” إلى أنها تعرض مكافأة من عشرة ملايين دولار مقابل معلومات عن أنشطة كوثراني وشبكات مرتبطة به، في إطار الجهود للقضاء على الآليات المالية لـ”حزب الله” اللبناني.

وسبق وأن رصدت الولايات المتحدة الأمريكية مكافآت مالية للإبلاغ عن شخصيات مدرجة على قوائم الإرهاب إليها.

وفي آخر التطورات الخاصة فيما سبق، كانت واشنطن قد وضعت في أواخر العام الماضي شخصيات سورية على قائمة المطلوبين، وعرضت مقابل ذلك ملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عنهم.

لكن الشخصيات التي أدرجتها في وقت سابق ترتبط بشكل مباشر بتنظيمات “جهادية” تقاتل في سورية، تحت مسميات عدة أبرزها تنظيم “حراس الدين” و”هيئة تحرير الشام”، اللذان أدرجتهما واشنطن سابقاً على قائمة الإرهاب.

ومنذ ثلاثة أشهر كان قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني قد قتل بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، في تطور شكّل تغيراً كبيراً على الساحات، في العراق وسورية ولبنان، وبالنسبة للنظام الإيراني.

وعقب مقتل قاسم سليماني اتجهت الأنظار إلى الميليشيات التي كان يدعمها في العراق وسورية، والمستقبل الذي ستكون عليه، بالإضافة إلى مصير القادة العرب والأجانب المرتبطين به، والذين كانوا على علاقة مباشرة معه.

من هو كوثراني؟

ويعرف كوثراني بأنه أبرز المسؤولين في “حزب الله” اللبناني، و”رجل المرحلة” بعد مقتل سليماني، في العراق.

وهو واحد من القيادات البارزة التي كانت تعمل عن قرب مع سليماني، في السنوات الماضية، وقيادات أخرى من أجل الحفاظ على هيمنة طهران في العراق، والتي بدأت تهددها الثورة المستمرة حتى الآن، ولاسيما في مدن الجنوب.

ويحمل كوثراني الجنسيتين اللبنانية والعراقية، ومسجل لدى السلطات الرسمية تحت اسمي “محمد كوثراني وجعفر الكوثراني”.

ولديه قيود رسمية بتواريخ ميلاد في أعوام: 1945 و1959 و1961 بحسب بيانات وزارة الخزانة الأميركية والتي أفادت بأنه مولودة في مدينة النجف بالعراق، ودرجته في وقت سابق على “قوائم الإرهاب”.

وبحسب شبكات محلية في العراق ولبنان، فإن كوثراني ينظر إليه في الوقت الحالي بأنه “الشخصية الأنسب لتوجيه الفصائل المسلحة العراقية إلى أن يتم اختيار خليفة إيراني دائم” (بعد مقتل سليماني).

وأضافت أن القيادي له صلات مع الفصائل المسلحة في العراق والميليشيات المدعومة من طهران، مشيرةً: “كان سليماني يثق به، واعتاد الاعتماد عليه والاتصال به لمساعدته في الأزمات وفي الاجتماعات في بغداد”.

على أكثر من جبهة

وبحسب وزارة الخزانة الأمريكية في بيان سابق لها كان كوثراني مسؤولاً مباشراً عن العديد من الهجمات ضد قوات التحالف في العراق، بما في ذلك التخطيط لهجوم يناير 2007 على مركز تنسيق محافظة كربلاء المشترك والذي أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين.

إضافةً إلى دوره في إرسال مقاتلين إلى سورية، لدعم نظام الأسد وفق الوزارة.

وكوثراني متورط أيضاً في عمليات الاستثمار بأموال “حزب الله”، لتهريب الأسلحة بين العراق وإيران.

وكان من بين أربعة شخصيات (عراقيان ولبناني وسوري) مسؤولون عن عمليات تهريب السلاح للمليشيات العراقية، عبر الحدود الإيرانية- العراقية.

على قوائم الإرهاب السعودية

وبحسب ما رصد فريق “السورية.نت” كانت المملكة العربية السعودية قد فرضت على كوثراني وآخرين من “حزب الله” عقوبات عام 2015، استناداً لنظام جرائم الإرهاب وتمويله.

إذ تم تجميد أية أصول لهم أو من يعمل معهم أو يمثلهم ويحظر على المواطنين السعوديين التعامل معهم، وفق وكالة الأنباء السعودية، في تقرير لها عام 2015.

وضمت القائمة السعودية بالإضافة إلى كوثراني، كلاً من علي موسى دقدوق ومحمد يوسف أحمد منصور وأدهم طباجه، وهو من القادة العاملين ضمن تشكيلات “حزب الله” اللبناني.

خليفة سد الفراغ في العراق

في سياق ما سبق كانت وكالة “رويترز” قد نشرت تحقيقاً، في شباط الماضي، قالت فيه إن ميلشيا “حزب الله” عقدت اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، بعد مقتل سليماني، وذلك “لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلفه مقتل مرشدهم القوي”.

ونقلت الوكالة عن مصدرين قولهما إن “الشيخ محمد الكوثراني ممثل حزب الله في العراق، والذي عمل عن قرب مع سليماني لسنوات في توجيه الجماعات المسلحة العراقية استضاف الاجتماعات”.

وأضاف المصدران أن الكوثراني حل محل سليماني، وأشارا إلى أن “كوثراني وبّخ الجماعات المسلحة مثلما فعل سليماني في أحد اجتماعاته الأخيرة معها، لتقاعسها عن التوصل لخطة موحدة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة بغداد والقوات شبه العسكرية التي تهيمن عليها”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا