أنقذها “الخوذ البيضاء” في إدلب واستغلتها أسماء الأسد.. قصة الطفلة شام

أثارت قصة الطفلة السورية شام الشيخ محمد، تعاطفاً واسعاً محلياً وعربياً، خلال الأسابيع الماضية، بعد إصابتها بـ “متلازمة الهرس” عقب إخراجها من تحت الأنقاض من قبل فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب.

ومنذ ظهور الفيديو الأول للطفلة شام، أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي في سورية والعالم العربي، وبادرت أطراف عديدة لتبني الطفلة ومعالجتها، بما فيهم نظام الأسد، الذي استغل حالتها الإنسانية، خاصة بعد نقلها من تركيا إلى الإمارات.

البداية من تحت الأنقاض

تبدأ قصة الطفلة شام (9 سنوات) من بلدة أرمناز في ريف إدلب، عندما أودى الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 فبراير/ شباط الماضي، بحياة أمها وشقيقتها، في حين بقيت هي وأخيها تحت أنقاض منزلهما المدمر لمدة 40 ساعة قبل تمكن فرق “الخوذ البيضاء” من إنقاذها.

ووثقت فرق الخوذ البيضاء إنقاذ شام بتسجيل مصور انتشر على نحو واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حديثها العفوي مع عناصر الدفاع المدني وطلبها عبوة ماء ومشاركة العناصر أغنية “يا شام”، وكل ذلك وهي ممددة تحت الأنقاض نتيجة انهيار سقف منزلها على قدميها.

واستمرت عملية الإنقاذ ست ساعات، تمكن عناصر الدفاع المدني بعدها من إخراج الطفلة شام ونقلها إلى مشفى “الشفاء” في مدينة إدلب، لتلقي العلاج.

وروت الطفلة، خلال مقابلة مع الناشط الإعلامي جميل الحسن، الساعات التي قضتها مع اخيها تحت الأنقاض، قائلة “كنت عطشانة كتير، ولما شفت الدفاع المدني فرحت كتير”.

ولم تدم فرحة إخراج شام طويلاً حتى نشر الدفاع المدني على صفحته في “فيس بوك” خبراً قال فيه، إن الطفلة مهددة بخطر بتر ساقيها بسبب “متلازمة الهرس”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن أخصائي الجراحة العظمية، طارق مصطفى، إن “وضعها كان حرجاً لأنها معرضة للبتر على مستوى الساقين، لكن بعض المؤشرات الإيجابية”، دفعت بالمشرفين عليها إلى تأجيل عملية البتر.

وتعرف متلازمة الهرس، حسب مصطفى، بأنها تنتج “عن أي ضغط تتعرض له الأطراف لفترة طويلة تفوق 12 ساعة، ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة”.

رحلتها إلى تركيا

وبعد تدهور صحتها، بدأت المناشدات من قبل ناشطين وإعلاميين بإدخال الطفلة شام إلى تركيا للعلاج.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المسؤول في “وزارة الصحة” التابعة لحكومة “الإنقاذ”، شادي حاج حسين، قوله إن “نقل شام وشقيقها جاء بعد التدقيق في حالتهما الصحية، وخصوصاً شام التي تواجه وضعاً حرجاً”.

وأضاف أن “حالة شام صعبة طبياً، وتحتاج لدقة أكثر في العلاج وتخصصات واستشارات عدة غير متوافرة في المناطق المحررة”، مشيراً إلى أن التنسيق تم مع وزارة الصحة في الجانب التركي.

وفي 23 فبراير/ شباط الماضي، نُقلت الطفلة مع أخيها ووالدها إلى تركيا عبر سيارتي إسعاف من معبر باب الهوى.

لكن بعد دخولهما إلى الأراضي التركية، انتشر تسجيل مصور للطفلة وهي تتألم وتطلب إعادتها إلى سورية.

كما انتشرت تسجيلات صوتية لوالد الطفلة، أكد فيها عدم وجود رعاية طبية للطفلة شام وأخيها، وذلك أثناء تواجدهم في مشفى أضنة.

وحمل والد شام “المسؤولين” عن إرسال شام وشقيقها إلى تركيا مسؤولية أي ضرر يصيبهما، بسبب تدهور صحتهما وعدم إخضاعهم للعلاج.

عقب ذلك نقلت الطفلة وأخيها إلى مدينة إسطنبول بعد دعم من قبل جمعية “عطاء” للإغاثة الإنسانية.

وقال خالد عيسى المدير العام في الجمعية في مقابلة مع “تلفزيون سوريا”، إن شام نقلت إلى مشفى “شام ساكورا” في منطقة باشاك شهير وهي أكبر مشافي تركيا، وخضعت لعمليات جراحية ووضعت في العناية المركزة.

نقلها إلى الإمارات

وبشكل مفاجئ أعلنت وسائل إعلام إماراتية وصول الطفلة شام إلى العاصمة أبو ظبي، عبر طائرة خاصة وبمبادرة من قبل رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ورئيسة الاتحاد النسائي العام، فاطمة بنت مبارك.

وقال مدير منظمة “عطاء”، إن القنصلية الإماراتية في تركيا تواصلت مع والد الطفلة شام وعرضت عليه نقلها لاستكمال العلاج.

وأضاف في حديث، أن “السلطات التركية منحت والد شام حرية الاختيار لنقل ولديه أو إبقائهم في المشافي التركية”.

وفي مقابلة مع قناة “دبي” يقول والد الطفلة، إن فريقاً طبياً من عدة أطباء مختصين كانوا باستقبال شام.

 ونُقلت الطفلة إلى مدينة برجيل الطبية في أبوظبي، أعقب ذلك إجراء عملية جراحية طارئة تم على إثرها بتر ساقها.

 وقال الرئيس التنفيذي للعمليات والتشغيل بالمدينة الطبية، ناصر سيف الريامي، لصحيفة “البيان” الإماراتية إن “حالة شام وشقيقها عمر، مستقرة بعد إجراء عملية جراحية عاجلة ستعقبها عمليات أخرى”.

استغلال النظام

وحاول نظام الأسد استغلال قصة الطفلة شام، عبر إظهار الاهتمام بحالتها ومسؤوليته عن نقلها إلى الإمارات وعلاجها.

ونشرت صفحة “رئاسة الجمهورية”، مساء السبت، سجيلاً لاتصال أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام  بشار الأسد، مع الطفلة شام.

وقالت شام “بس أرجع على سورية بدي قلن حكيت السيدة أسماء”، في إشارة إلى عودتها إلى إدلب في الشمال السوري، قبل مقاطعتها من قبل أسماء الأسد وتأكيدها “بدك تجي لعندي”.

ولاقى الاتصال ردود فعل غاضبة من قبل ناشطين في الشمال السوري، الذين حاولوا توضيح استغلال نظام الأسد لحالة شام الإنسانية.

وخلال الأسابيع الماضية، حاول نظام الأسد الترويج عبر الإعلام الموالي له، الزعم بمحاولته بإخراج الطفلة شام إلى خارج البلاد لعلاجها لكن السلطات التركية تمنع ذلك.

وقالت “روسيا اليوم” إن “السلطات السورية حاولت نقل الطفلة السورية شام من مستشفى “الشفاء” في إدلب إلى خارج البلاد لمعالجتها، لكن المحاولات هذه فشلت بسبب رفض السلطات التركية”.

وأضافت أن “الرئاسة السورية، حاولت بكل الطرق منذ عدة أيام عبر وساطة روسية لإخراج شام، لكن السلطات التركية منعت خروج الطفلة من إدلب ورفضت علاجها”.

كما اعتبر الإعلامي في تلفزيون النظام، نزار الفرا، أن نظام الأسد يحاول إقناع تركيا عبر وساطة روسية وإماراتية بإرسال الطفلة شام إلى أبو ظبي.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا