أنقرة وواشنطن.. حليفان في “الناتو” هل يتحالفان في إدلب؟

وسط ما يدور بشأن عملية عسكرية وشيكة لتركيا ضد نظام الأسد في إدلب، يبقى الموقف الأمريكي محط الأنظار، فيما إذا كانت واشنطن ستتخذ موقفاً محايداً أو مؤيداً لعمل عسكري، أو أنها تميل إلى حلولٍ بعيدة عن العسكرة، خاصة أنها عملت خلال الأشهر الماضية على تقليص وجودها العسكري في سورية.

ومن الواضح أن تركيا واثقة نسبياً من تأييد أمريكي لعمليتها العسكرية في إدلب، بالإستناد إلى تصريح صادر عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، الذي قال إنه من الممكن أن يكون هناك تضامن بين تركيا والولايات المتحدة على مختلف الأصعدة في أي لحظة، فيما يتعلق بملف إدلب.

وأضاف في معرض إجابته على أسئلة الصحفيين، في العاصمة التركية أنقرة، أنه “تباحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الوضع في إدلب، وتقاسم معه المعلومات المذكورة آنفاً”، ويقصد بها التجهيز لعملية عسكرية ضد قوات الأسد وتحويل إدلب إلى “منطقة آمنة”.

توجهٌ أمريكي لدعم تركيا

تشير التصريحات والتحركات الأمريكية الأخيرة إلى نية واشنطن تقديم الدعم لتركيا في إدلب، دون أن تتدخل هي عسكرياً أو ترسل جنودها إلى المنطقة.

كما أن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، تشير إلى تقارب بين الجانبين بهذا الخصوص، حيث قال ترامب في مؤتمر صحفي في واشنطن إنه يعمل مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، لحل المشاكل في محافظة إدلب.

ووجه ترامب مديحاً إلى أردوغان، بقوله إن الأخير “رجل شديد، لكن نحن لدينا علاقات جيدة جداً. هو (أردوغان) لا يريد للناس أن يُقتلون”.

تصريح ترامب أمس، سبقه تحرك للمبعوث الأمريكي إلى سورية، جيمس جيفري، الذي زار أنقرة الأسبوع الماضي، والتقى مسؤولين أتراك، مقدّماً عقب ذلك تصورات بلاده للوضع في إدلب، في ظل تهديدات تركية بشن عملية عسكرية.

جيفري قال في لقاء مع قناة “NTV” التركية، إن بلاده على استعداد لتقديم الدعم للجيش التركي، خلال عملياته العسكرية في إدلب، مضيفاً أن الولايات المتحدة قد توفر معدات استخباراتية وعسكرية لتركيا، بقوله “ندرس حالياً خيارات المساعدة التي يمكن تقديمها لتركيا، في إطار حلف الناتو، وقد تشمل نقل المعلومات الاستخباراتية وتزويد الجيش التركي بالمعدات العسكرية”.

واستبعد المبعوث الأمريكي إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى إدلب، مشدداً على أن الأوضاع لن تصل إلى هذا الحد، طالما أن الدول تتصرف بحذر فائق، على حد تعبيره.

حليفان في “الناتو”.. هل يتحالفان في إدلب؟

رغم أن العلاقات التركية- الأمريكية تشهد توترات مستمرة في ظل اختلاف توجهات وسياسات البلدين، إلا أن أنقرة وواشنطن تحاولان التغلب على تلك المطبات، انطلاقاً من تحالفٍ يجمعهما في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وتجلى ذلك في ملف إدلب، حين وجه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، تعازي بلاده إلى عائلات الجنود الأتراك الذين قتلوا في إدلب على يد قوات الأسد، مضيفاً “نحن نقف إلى جانب حلفائنا في الناتو (تركيا)”، ودعا بومبيو نظام الأسد إلى إيقاف الاعتداءات المستمرة شمال غربي سورية.

كما أن حلف “الناتو” اتخذ موقفاً مؤيداً لتركيا عقب مقتل جنودها في إدلب، حين قال الأمين العام لـ “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، في تصريحات خاصة لوكالة “الأناضول”، الأسبوع الماضي، “ندين الهجمات في إدلب، وأدعو نظام الأسد وروسيا لوقف فوري للهجمات”.

وصادف يوم أمس، الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ 68 لانضمام تركيا إلى حلف “الناتو”، حيث تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في “الناتو”، بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

وتأسس حلف شمال الأطلسي “الناتو” عام 1949، وهو عبارة عن منظمة عسكرية دولية، يتكون من 29 دولة، وتتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا