“أوميكرون يستنفر الجميع”.. هل يعود العالم إلى النقطة صفر؟

عشرات الدول تعلّق دخول المسافرين إليها، وفي المقابل تصدر “منظمة الصحة العالمية” بيانات تحذيرية عن مخاطر المتحور الجديد من فيروس “كورونا”. ذعرٌ وترقب وقلق و”إنذار خطير” من جهة وبقع جغرافية معزولة من جهة أخرى. فهل يعود العالم إلى “النقطة صفر” في مواجهة الجائحة؟

ما القصة؟

قبل أيام قالت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور جائحة “كورونا” إنها أبلغت منظمة “الصحة العالمية” باكتشاف متحورة جديدة تحت اسم “B.1.1.529″، وذلك لأول مرة من جانب جنوب إفريقيا.

وتحتوي هذه المتحورة على عدد كبير من الطفرات، وقد أعطته “الصحة العالمية” يوم الجمعة اسماً رمزياً يونانياً هو “أوميكرون” (مثل متحورات ألفا ودلتا).

وقالت المنظمة إن النتائج الأولية تشير إلى أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا والتي تم اكتشافها لأول مرة في جنوب إفريقيا، “هي الأشد عدوى بين كل متحورات الفيروس التي ظهرت حتى الآن”.

وأضافت أن معرفة مدى تأثير المتحور الجديد قد يستغرق بضع أسابيع، بينما يبحث العلماء شدة العدوى التي يتسبب فيها.

بماذا يختلف؟

يختلف المتحور الجديد عن السلالات المعروفة حتى الآن، آخرها “دلتا” الذي انتشر هذا الصيف.

ويقول علماء إن “أوميكرون” أكبر طفرة حصلت على الفيروس، بمعنى أن اللقاحات التي صممت ضد السلالة الأصلية قد لا تكون فعالة معها.

في المقابل شرعت شركة “فايزر” وشريكتها الألمانية “بيو إن تك” في تقييم مدى فعالية لقاحهما أمام المتحور الجديد.

وستحصل الشركة الألمانية على معلومات أدق عن المتحور الجديد خلال أسبوعين عندما تصلها بيانات أكثر من المختبرات، بحسب وكالة “رويترز”.

من جهتها قالت شركة “نوفافاكس” الجمعة، إنها بدأت العمل على نسخة جديدة من لقاح مضاد لكورونا، لاستهداف المتحور “أوميكرون”، وأن الجرعات ستكون جاهزة للاختبار والتصنيع في الأسابيع القليلة المقبلة.

وتحتوي الجرعة الجديدة على جزء من البروتين الخاص بالمتحور، والذي لا يمكن أن يسبب المرض، ولكن يمكنه تحفيز جهاز المناعة.

وأوضحت الشركة أنها بدأت في تطوير اللقاح بناء على بروتين خاص بالتسلسل الجيني المعروف للمتحور “B.1.1.529”.

“الدول تستنفر”

رغم توصيات “الصحة العالمية” بعدم فرض قيود على السفر، حظرت بعض الدول الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا وخمس دول مجاورة لها على الأقل.

عربياً، حظّرت سلطنة عمان السبت دخول القادمين من دول إفريقية بسبب مخاوف مرتبطة بـ”أوميكرون”، بعد قطر التي أعلنت أيضاً منع دخول المسافرين من جنوب أفريقيا وزيمبابوي وموزمبيق.

وقبلهما أعلنت السعودية والإمارات أنهما ستعلقان الرحلات الجوية من سبع دول أفريقية (جنوب أفريقيا، نامبيا، بوتسوانا، زيمبابواي، موزمبيق، ليسوتو، إسواتيني) بسبب المتحورة الجديدة.

وقررت مصر، الجمعة، إيقاف الطيران المباشر من وإلى وجنوب أفريقيا.

كما حظرت المملكة المغربية دخول المسافرين القادمين من جنوب إفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموازمبيق وزيمبابوي، بسبب المخاوف المرتبطة بانتشار سلالة المتحورة.

وكذلك فعلت البحرين التي حظرت دخول المسافرين من جنوب أفريقيا وخمس دول أخرى مجاورة.

أما عالمياً فقد أعلنت كل من: تايلاند، بريطانيا، هولندا، إيطاليا منع دخول القادمين من ثماني دول أفريقية، بينما ذكرت سريلانكا أنها قررت منع دخول الوافدين من (جنوب أفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو وإيسواتيني).

وفي الولايات المتحدة، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، الجمعة، إن الرئيس جو بايدن سيقيد السفر من ثماني دول في الجنوب الأفريقي، وهو ما أشارت إليه أيضاً إسرائيل، والتي فرضت بدورها حظراً على السفر يشمل معظم أنحاء قارة إفريقيا.

وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا، حيث قال وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة الجمعة إن بلاده أغلقت حدودها أمام المسافرين القادمين من بوتسوانا وجنوب أفريقيا وموزامبيق وناميبيا وزيمبابوي، باعتبار ذلك إجراء احتياطياً ضد سلالة فيروس كورونا الجديدة.

هل اللقاحات فعالة؟

أمام ما سبق من تحركات دول العالم والتحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، تدور تساؤلات عن مدى فعالية اللقاحات لصد هذه المتحورة الأشد عدوى.

وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن تحذير مجموعة الخبراء المكلفين بمتابعة تطور الجائحة هو أخطر فئة تحذيرية تستخدمها “الصحة العالمية” لتتبع المتحورات.

وتنقل “نيويورك تايمز” عن ويليام هاناج، عالم الأوبئة بجامعة هارفارد، قوله: “هذا يمكن أن يكون سيئاً، سيئاً للغاية. لكننا لا نعرف ما يكفي لدفع هذه الطفرة”.

وتضيف الصحيفة الأمريكية أن الدكتور هاناج وباحثين آخرين يتحدثون عن أن “اللقاحات ستحمي على الأرجح من “أوميكرون”، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد مدى فعالية الجرعات”.

فعندما يتكاثر فيروس كورونا بين البشر، تظهر متحورات جديدة باستمرار. معظمها لا تشكل خطراً لكن عندما تظهر سلالات مقلقة تستخدم “الصحة العالمية” الأحرف اليونانية لتسميتها.

وقد ظهرت “السلالة المثيرة للقلق” ألفا في بريطانيا أواخر عام 2020، وسرعان ما تبعه متحور بيتا في جنوب أفريقيا.

وبحسب “نيويورك تايمز” فإن أوميكرون ظهرت لأول مرة في بوتسوانا، حيث قام الباحثون في جابورون بتتبع جينات فيروسات كورونا من عينات اختبار إيجابية.

ومنذ بداية الأسبوع الماضي تقول شركات أخرى تصنع لقاحات مضادة لكورونا، مثل “بيونتيك” و”جونسون آند جونسون” إنها تختبر فعالية لقاحاتها ضد المتحور الجديد (أوميكرون).

كما قالت شركة “إينوفيو” (Inovio) إنها بدأت اختبار لقاحها “INO-4800″، لتقييم فعاليته ضد المتحور الجديد، متوقعةً أن يستغرق الاختبار حوالي أسبوعين.

وأضافت “إينوفيو” أنها تخطط في الوقت نفسه لتصنيع لقاح جديد يستهدف “أوميكرون” على وجه التحديد.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا