إجراءات احترازية..كورونا بالشمال السوري بين الحقيقة والإشاعات

تصاعد الحديث، خلال الساعات الماضية، حول بدء تفشي فيروس “كورونا المستجد” في مناطق المعارضة في الشمال السوري، وسط تخوف من انتشاره بسبب ضعف الإمكانيات والوضع الصحي المتردي.

وبدأ مواطنون بتداول إشاعات حول وجود إصابات بكورونا، سواء في عفرين بريف حلب الشمالي، أو في مدينة إدلب، لكن ما حقيقة هذه الإشاعات؟.

البداية كانت من عفرين، عندما أعلن المكتب الطبي في المدينة وفاة رجل، عمره 55 عاماً، ظهرت عليه أعراض كورونا، وهي نزلة تنفسية وسعال إضافة لنقص في الأكسجة.

وأخذ المكتب الطبي عينات من المريض، وأرسلها إلى تركيا لإجراء اختبار، لكن النتيجة كانت سلبية(غير مُصاب)، بحسب ما أكده وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، مرام الشيخ.

وقال الشيخ عبر حسابه في “تويتر” إن “ثلاثة حالات مشتبهة بالفيروس، أخذ عينات منها في منطقة عفرين، اثنتان منهما كانت سلبية والحالة الثالثة لم تصدر نتيجتها بعد”.

وتزامن ذلك مع أنباء عن وجود أربع حالات يشتبه بإصابتها بكورونا في إدلب، الأمر الذي لم ينفه أو يؤكده مدير صحة إدلب، منذر الخليل، حتى الساعة.

وقال الخليل في تسجيل مصور، أمس السبت، إن أربعة مرضى لديهم أعراض ارتفاع في درجات الحرارة، وسعال جاف وبعض الأعراض التنفسية، وأُخذت عينات منهم وهي بعهدة مخبر الترصد الوبائي.

وأضاف الخليل أن المرضى وضعوا في الحجر الصحي لحين صدور نتائج التحليلات، مؤكداً أنه حتى الآن لا يمكن تأكيد أو نفي وجود حالات في المنطقة، بسبب عدم وجود تأكيد مخبري.

وأكد أنه لا يمكن إجراء فحص العينات للتأكد من وجود الفيروس قبل وصول “الكيتات الخاصة بتحاليل كورونا”، التي وعدت منظمة الصحة العالمية بإرسالها خلال الأيام المقبلة.

من جهته قال وزير الصحة في “الحكومة المؤقتة”، إنه تم رصد أربع حالات لمرضى مصابين بانتان تنفسي رئوي فيروسي.

وأكد أخذ العينات من المرضى وهي موجودة في مخبر الانذار المبكر في إدلب، ولم تجرى لها اختيارات فيروس كورونا، لعدم توفر الكيتات المخبرية.

إجراءات احترازية

ودعت” الحكومة المؤقتة”، في بيان لها، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، إلى تقديم الدعم لها لمواجهة كورونا.

وقالت إنها وضعت خطة شاملة للتعامل مع التطورات المتعلقة بالفيروس، إلا أن الخطة لم يُنفذ منها إلا قرابة 5% فقط لضعف الإمكانيات.

كما لوح رئيس الحكومة، عبد الرحمن مصطفى، إلى فرض حظر تجوال في المناطق التي تسيطر عيها في حال لم يتجاوب المدنيون.

وقال عبر حسابه في “تويتر”، إننا “نعيش مرحلة خطيرة وجدية، ونحتاج للتعاون والالتزام الكامل بتوجيهات وقرارات المؤسسات السورية كوزارة الصحة والمجالس المحلية”.

وأضاف أن الحكومة “قد تضطر في مراحل قادمة، لا سمح الله، إلى إعلان حظر تجوال شامل في الشمال السوري، حرصاً على السلامة والصحة العامة”.

وبدأت المجالس المحلية والدفاع المدني، باتخاذ عدة إجراءات لمنع وصول كورونا إلى الشمال السوري، منها إيقاف العملية التعليمية وإغلاق المعابر مع مناطق نظام الأسد و”الإدارة الذاتية”.

كما أعلن الدفاع المدني، اليوم الأحد، حملة توعوية تحت اسم “خليك في البيت”، بهدف حثّ الناس على البقاء في منازلهم كإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا.

وأكد الدفاع المدني أن الحملة تشمل إدلب وريفي حماة وحلب، لتجنيب المدنيين كارثة إنسانية.

ويتخوف سوريون من وصول كورونا إلى الشمال، ما يسبب كارثة حقيقية بسبب وجود آلاف النازحين في المخيمات على الحدود التركية، وضعف الإمكانيات الصحية في المنطقة.

وبحسب منسق الخدمات الطبية لدى وزارة الصحة التركية، في سورية، أوميت موطلو ترياكي، فإن تركيا وضعت خطط للتصدي للفيروس في المناطق التي تحكمها الفصائل السورية.

وقال ترياكي، بحسب وكالة “الأناضول”، إن من “الخطط توعية سكان المنطقة، وإعداد مقاطع فيديو للوقاية من الفيروس، وإحاطتهم بكافة المعلومات اللازمة، وفحص درجة حرارة المارة من المعابر الحدودية وتعقيم السيارات ووسائط النقل بالمنطقة”.

وأكد إرسال عينات من الحالات المشتبه بها إلى المختبرات في تركيا، لكن حتى الآن لا يوجد أي إصابة بالفيروس في المنطقة.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا