إدلب ومنظومات الدفاع الجوي..تعرف إلى ميزات “إس 400″ و”باتريوت”

سلّطت تطورات إدلب العسكرية، مؤخراً، الضوء مجدداً على منظومات الدفاع الجوي الروسية والأمريكية، ومدى فاعليتها، خاصة أن تركيا اشترت فعلاً منظومة الدفاع الجوي “إس -400” الروسية. واستجد الآن،  تلويح “حلف شمال الأطلسي”(ناتو)، بتزويد تركيا العضو فيه ببطاريات باتريوت، في ظل احتمالٍ ولو ضئيل، لحصول مواجهة روسية تركية في سورية، على الرغم من تأكيد أنقرة على أن لا نية لمواجهة موسكو هناك.

وأغضب تركيا خرق قوات الأسد، لاتفاق “سوتشي” الموقع مع روسيا في أيلول/ سبتمبر 2018 حول “خفض التصعيد” في إدلب، عبر قيام النظام بعملية عسكرية بريفي حلب وإدلب، بدعم روسي ومن الميليشيات الإيرانية، تمكنت خلالها من السيطرة على عدد من القرى والبلدات المطلة على الطرق الدولية (M5 – حلب حماة دمشق) و(M4 حلب اللاذقية)، والتي يشملها ذاك الاتفاق القاضي بفتح الطرق الدولية، بإشراف روسي تركي.

ونتيجة لذلك أعطت تركيا مهلة لقوات الأسد، لنهاية فبراير/شباط الجاري،  للانسحاب خلف حدود اتفاق “سوتشي”، إلا أن التطورات العسكرية تسارعت، وتجلت بشن فصائل المعارضة السورية، بدعم تركي، عصر الخميس، هجوماً ضد قوات الأسد شرق إدلب.

ورغم حديث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عن أن بلاده، ليس لديها نية في دخول مواجهة مع روسيا في سورية، لكنه قال أيضاً،  إن الولايات المتحدة قد ترسل لبلاده منظومة صواريخ باتريوت لاستخدامها لحفظ الأمن في ظل الصراع بمحافظة إدلب.

ووقعت تركيا وروسيا صفقة حول توريد أنظمة “إس-400” الصاروخية الروسية لتركيا في أبريل/نيسان عام 2017. وأصبحت هذه الصفقة أكبر صفقة سلاح بين موسكو ودولة عضو في حلف الناتو.وقامت روسيا بتوريد 4 وحدات من أنظمة “إس-400” لتركيا، بمبلغ نحو 2,5 مليار دولار.

وسلمت روسيا جميع مكونات منظومة الدفاع الجوي “إس-400” إلى تركيا، إذ أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن عملية تركيب المنظومة الروسية، وتدريب الكوادر التركية متواصلة، وتسير وفقاً للخطط المرسومة، مبيناً أن عمليات نصب المنظومة والتدريبات ستكتمل في الربيع المقبل.

وحذرت الولايات المتحدة مرارا تركيا من تداعيات شراء منظومات “إس-400″، قائلة إن هذه الأسلحة لا يمكن تطابقها مع نظام الدفاع لدول الناتو، وهددت بفرض عقوبات.

من جهته، كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال سابقاً، أن تركيا حاولت شراء أنظمة “باتريوت” الأمريكية في عهد إدارة أوباما، لكن الأخيرة قالت إن الكونغرس “لم يسمح”. وأضاف:”كان علينا اتخاذ مثل هذه الخطوة لتعزيز الدفاع الجوي، وقد وجدت الشروط الأفضل لدى روسيا”.

ويحتدم الخلاف بين أنقرة وواشنطن منذ سنوات بشأن اهتمام تركيا بمنظومة “إس-400″، إلا أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال سابقاً إن حصول تركيا على منظومة صواريخ “باتريوت” الأمريكية لا يتعارض مع صفقة صواريخ “إس 400”.

وعقب اكتمال عملية شحن المجموعة الأولى من منظومة “إس 400” الروسية، إلى قاعدة “مرتد” الجوية في أنقرة، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن بلاده تريد من تركيا عدم تفعيل منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 400″، مشيراً إلى إمكانية “فرض عقوبات إضافية”.

وكانت الإدارة الأميركية، هددت تركيا باستثنائها من برنامج مقاتلات “إف 35″، إذا حصلت على منظومة “إس 400” من روسيا، حيث انتهت مشاورات موسعة بين المؤسسات الأميركية، باتفاق على إخراج أنقرة من برنامج إنتاج المقاتلات فقط وعدم بيعها، من دون فرض عقوبات.

والجيش الأمريكي، يستخدم نظام “باتريوت” الصاروخي، لحماية قواعده وحلفائه في العالم، وتمتلك العديد من بلدان الشرق الأوسط منظومة باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي، ومن بين تلك الدول السعودية، الإمارات، الكويت وقطر، كما تمتلك إسرائيل تلك المنظومة.

10 فروق بين “إس 400” الروسية و “باتريوت” الأمريكية
وحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، فإن الفروق بين منظومتي الدفاع الجوي، تكمن فيما يلي:

1- تم تصميم “إس 400” لإسقاط أحدث الطائرات والصواريخ في المدى المتوسط والبعيد، بينما تحمي صواريخ “باتريوت” الأمريكية المنشآت العسكرية المهمة والقواعد الجوية من الهجمات الجوية.

2- تصنع “إس 400” شركة “ألماز أنتي” الروسية، بينما تصنع “باتريوت”، شركة “رايثيون” الأمريكية.

3- تعمل “إس 400” في الجيش الروسي، وأبرمت تركيا صفقة لشرائها، بينما تنتظر الصين تسلمها، وهناك احتمالات أن تشتريها السعودية والهند والبحرين، في المقابل تعمل “باتريوت” في 15 دولة بينها مصر والسعودية وإسرائيل، إضافة إلى أمريكا.

4- تتكون منظومة “إس 400” من 3 أجزء، أولها 8 وحدات مضادة للطائرات مجهزة بـ12 منصة إطلاق، والجزء الثاني يضم أنظمة القيادة والتوجيه والرادارات، والجزء الثالث يضم الدعم الفني والصيانة، في المقابل يتكون الجزء الأول من منظومات “باتريوت”، من وحدة الرادار والتحكم النيراني، والثاني يضم مركز القيادة، والثالث يمثل وحدة إطلاق الصواريخ.

5- يدمر “إس 400” أهدافا جوية على مدى 250 كم، والصواريخ الباليستية على مدى 60 كم، بينما يمكن للباتريوت إصابة الأهداف الجوية في مدى 160 كم، والصواريخ على مدى 45 كم.

6- يمكن لـ”إس 400″ إسقاط أهدافها في ارتفاعات تتراوح بين 10 أمتار إلى 27 كم، بينما يتراوح مدى “باتريوت” بين 60 مترا إلى 24 كم.

7- يغطى رادار “إس 400” دائرة قطرها 600 كم، ويمكن إعدادها للإطلاق خلال 5 دقائق، بينما يغطى رادار “باتريوت” مدى 150 كم، ويحتاج إعداده إلى 30 دقيقة.

8- لا يحتاج “إس 400” إلا 10 ثوان لإطلاق صواريخه، بينما يحتاج “باتريوت” 15 ثانية لإطلاق أول صاروخ بعد اكتشاف التهديد.

9- يمكن لـ”إس 400″ إطلاق صواريخ بزاوية مقدارها 90 درجة، بينما لا تتجاوز زاوية إطلاق صواريخ “باتريوت” 38 درجة.

10- تعمل روسيا على تطوير “إس 500” ليكون النسخة الأكثر فتكا، وفي المقابل يوجد 4 طرازات من صواريخ “باتريوت” الأمريكية تحمل مسميات “باك 1، 2 ، 3″، وأحدثها “باك 3 إم إس إي”.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا