إيران حاضرة في إدلب: تدعم سوتشي وتتمسك بـ”أستانة”

دخلت إيران على خط التطورات الخاصة بمحافظة إدلب، والتي تتعرض لحملة عسكرية واسعة، من قبل قوات الأسد، تحت غطاء الطيران الحربي الروسي.

وفي وقت يترافق مع احتدام العمليات العسكرية في إدلب، التقى رئيس النظام، بشار الأسد وفداً إيرانياً في مدينة دمشق، اليوم الأحد.

والوفد من مجلس الشورى الإيراني ويرأسه علي لاريجاني.

وبحسب ما ذكرت “رئاسة الجمهورية السورية”، فإن بشار الأسد أكد أن “الدول المعادية للشعب السوري ما زالت تحاول حماية الإرهابيين، الذين يتخذون الأهالي رهائن ودروعاً بشرية”.

فيما أكد المسؤول الإيراني على مواصلة دعم بلاده لنظام الأسد، في عملياته العسكرية على الأراضي السورية كافة.

زيارة لاريجاني إلى دمشق تزامنت مع تصريحات للرئيس الإيراني، حسن روحاني، دعا فيها تركيا إلى الالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال المحادثات مع الجانب الروسي في “سوتشي”.

وبحسب ما نقلت وكالات إيرانية عن روحاني، قال: “عملية سوتشي لها أهمية كبيرة، ولا ينبغي التخلي عنها (…) آمل أن نتمكن من مواصلة العمل مع تركيا في إطار عملية أستانة”.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي: “وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (بموجب مذكرة سوتشي) على الالتزام بأمرين.. أولاً: يجب السيطرة على كامل أراضي سورية.. ثانياً: من الضروري مواصلة القتال ضد الإرهابيين”.

وتتعرض محافظة إدلب وأرياف حلب لحملة عسكرية واسعة من جانب قوات الأسد، المدعومة من الميليشيات الإيرانية في البر، ومن الطيران الحربي الروسي من الجو.

وتمكنت قوات الأسد، في الأيام الماضية، من تحقيق تقدم واسع على حساب فصائل المعارضة، والتي خسرت مراكز ثقل بارزة، بينها مدينة سراقب ومدينة معرة النعمان، بالإضافة إلى عشرات المواقع الاستراتيجية، في ريفي حلب الجنوبي والغربي.

وكان وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو قد أجرى مباحثات مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف في ميونخ، ركزت على :سبل وقف التصعيد” في محافظة إدلب.

وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية، اليوم الأحد، بأن الوزيرين بحثا، خلال اللقاء الذي عقد أمس على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، “العلاقات الثنائية والتطورات على الساحة السورية وإجراءات الولايات المتحدة في العراق والمنطقة”.

لماذا تصر إيران على “أستانة”؟

اللافت في تصريحات روحاني حول محافظة إدلب، هو تمسك طهران بعملية “أستانة”، والتي تعتبر طرفاً أساسياً فيها، على خلاف اتفاق “سوتشي”، والذي تم توقيعه فقط بين الجانبين الروسي والتركي، في أيلول 2018.

ومن شأن التمسك بـ”أستانة” أن يكون لطهران موطئ قدم في مناطق النفوذ في الشمال السوري، وبالأخص في محافظة إدلب، والتي تنتشر فيها قوات تركية في مناطق نفوذ فصائل المعارضة، وقوات روسية في مناطق سيطرة قوات الأسد.

وبدأت عملية “أستانة” في يناير/كانون الثاني 2017، وبلغت محطاتها 14، ومن أبرز ما توصل إليه الأتراك والإيرانيون والروس فيها، هي مناطق “خفض التصعيد”، والتي سيطرت قوات الأسد عليها بشكل كامل، ما عد محافظة إدلب، والتي تعتبر منطقة “خفض التصعيد” الرابعة.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد تحدث عن موت مسار محادثات “أستانة” بين نظام الأسد والمعارضة السورية برعاية الدول الضامنة، بسبب عدم تنفيذه على الأرض من قبل موسكو.

وقال أردوغان للصحفيين، في أواخر كانون الثاني الماضي، إنه “لم يتبقَّ شيء اسمه مسار أستانة”، مطالباً بالتحرك من أجل إحيائه مجدداً، والنظر فيما يمكن فعله.

وأضاف أردوغان أن هناك بعض الاتفاقات بين تركيا وروسيا في مسار “أستانة” و”سوتشي”، لكن “للأسف الروس لم يلتزموا بها”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا