الشمال السوري “منكوب”.. مناشدات لتحرك دولي طارئ وخطة تبرعات

شهد الشمال السوري منذ فجر الاثنين وحتى ساعات المساء الكثير من الألم والضحايا والفقد، بعدما ضرب زلزال مدمر طرفي الحدود التركية-السورية، مسفراً عن آلاف القتلى والمصابين، وكارثة “لا تصفها كلمات”.

وأعلنت منظمة “الدفاع المدني السوري” في آخر إحصائياتها الأولية ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في شمال غربي البلاد لأكثر من 430 وفاة وأكثر من 1050 مصاباً، وأن هذه الأرقام ما تزال أولية.

وقالت المنظمة في بيان: “فرقنا بأقصى درجات الاستنفار، وتعمل على انتشال العالقين تحت الأنقاض، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض”.

وتحدث الفريق الإنساني عن “صعوبات كبيرة والحاجة ماسة لمعدات ثقيلة للإنقاذ”، في وقت زاد عدد الأبنية المنهارة عن 160 مبنى منهار بشكل كامل، و330 بشكل جزئي وآلاف المباني التي تصدعت في كامل المنطقة.

ومنذ ساعات الفجر لم تهدأ فرق “الدفاع المدني” في عمليات إخلاء المصابين وانتشال الضحايا، والذين توزعوا على عموم مناطق شمال غربي سورية، وخاصة في مدن محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية.

وبينما أعلن المنطقة “منكوبة” ناشد جميع المنظمات الإنسانية والجهات المانحة الدولية إلى تقديم الدعم المادي ومساعدة المنظمات التي تستجيب لهذه الكارثة ومساعدة ضحايا الزلزال بشكل عاجل.

وتأتي “الكارثة الكبرى” في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني بالفعل في شمال غربي سورية حيث باتت آلاف العائلات بلا مأوى، وتكافح من أجل البقاء في درجات حرارة الشتاء المنخفضة والعواصف الثلجية والمطرية، التي تشهدها المنطقة منذ أيام وما تزال مستمرة.

ونشر “المنتدى السوري” بياناً أعلن فيه أيضاً أن “الشمال السوري منطقة منكوبة، وبحاجة إلى تحرك دولي طارئ”.

وجاء في البيان: “الشمال السوري منكوب منذ سنوات، وعقب الزلزال تضاعف حجم الكارثة بعد سقوط عشرات الأبنية في لحظة واحدة، والناس نيام”.

وقال: “الآن جميع المشافي غير قادرة على استيعاب أعداد الجرحى، وفرق الإنقاذ تعمل بكل طاقتها الاستيعابية، دون الوصول إلى جميع الضحايا والعالقين تحت الأنقاض”.

ويعيش أكثر من 4.8 مليون شخص في شمال غرب سورية في الوقت الحالي وسط البرد والخوف، إزاء العواصف الثلجية والزلازل، بينما “الاستجابة لهم تحتاج للدعم الدولي وتكاتف المنظمات الإنسانية في أسرع وقت ممكن”.

ودعا “المنتدى السوري” المجتمع الدولي إلى وضع خطة إسعافية لدعم المتضررين في جميع المناطق المنكوبة، فيما أعلن جهوزية كوادره للتعاون معهم في جميع مناطق شمال غرب سورية وإدلب.

كما دعا السوريين في دول الاغتراب وأهل الخير في كل مكان إلى إعلان خطة تبرعات طارئة، وعاجلة لدعم المتضررين في مناطق شمال وغرب سورية.

ولا تقتصر الخسائر التي خلفها الزلزال المدمر على الشمال السوري بل تنسحب أيضاً إلى المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، إذ أعلنت وزارة الصحة التابعة له في آخر إحصائياتها ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 538 وفاة و1353 إصابة، في حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.

في المقابل أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي أن عدد القتلى ارتفع في تركيا إلى 1541، وعدد الجرحى إلى 9733.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا