الصحافة الإسرائيلية حول زيارة الأسد للإمارات: ثقب من فراغ كبير

أفردت وسائل إعلام إسرائيلية، في الأيام الماضية، مساحة تغطية إخبارية حول الزيارة التي أجراها رأس النظام السوري، بشار الأسد إلى الإمارات، الأسبوع الماضي.

ومن بين هذه الوسائل صحيفة “يسرائيل هيوم“، والتي تحدثت في تقرير لها، اليوم الاثنين، عن “سياق مختلف” للزيارة، التي أعلن عنها بشكل مفاجئ ودون أي مقدمات.

وجاء في تقرير الصحيفة أن زيارة الأسد “كانت جزءاً من محاولة لإعادة نظامه إلى العالم العربي وإبعاد نفسه عن إيران. إن احتضان عدو سابق بعيد كل البعد عن رؤية وردية حول مستقبل سورية”.

وتقول الصحيفة: “حتى لو عاد نظام جزار دمشق إلى جامعة الدول العربية، يبدو أنه حتى الإمارات والسعودية ليس لديهم جيوب عميقة كافية لتمويل إعادة بناء المنطقة التي مزقتها الحرب”.

وتضيف: “تم اقتلاع الملايين من جذورهم، ولا يمكن إطلاق سراح إيران المختوقة بالعقوبات الأمريكية بسهولة بالمال. علاوة على ذلك، لا يسيطر نظام الأسد حتى على ربع المنطقة”.

ولذلك يبدو أن النقطة الرئيسية للاجتماع بين الأسد وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، بحسب الصحيفة “هي وضع الإمارات كقوة إقليمية صاعدة – كيان يمكنه التحدث إلى جميع اللاعبين في الشرق الأوسط – من إيران. وسورية لإسرائيل ومصر”.

وتربط الصحيفة زيارة الأسد بسياق عام يخصّ الإمارات، حيث كانت قد استقبلت قبل أسابيع الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرستوغ، وبعد ذلك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وكل ما سبق أسس للقمة الثلاثية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد في شرم الشيخ، الأسبوع الماضي.

ونقلت صحيفة “العرب” عن مصادر دبلوماسية في القاهرة قولها إن القمة شهدت ولادة “تحالف عربي إسرائيلي جديد”.

وتوضح “يسرائيل هيوم” أنه ومنذ وصول إدارة جو بايدن إلى السلطة، كانت الإمارات والسعودية في “أزمة إيمان” مع الولايات المتحدة.

ولم تؤد هجمات الحوثيين على الإمارات والسعودية إلا إلى تعزيز هذا الشعور، بعد إسقاط الميليشيا الموالية لإيران من القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية، العام الماضي.

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية: “بينما تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية فإن أبو ظبي قلقة للغاية من أن إيران والقوى الإسلامية الأخرى ستحاول التدخل في الفراغ”.

و”يعمل محمد بن زايد على تحويل الإمارات إلى قوة عربية عظمى. قوة ستقود تحالفاً عربياً يمكن أن يملأ هذا الفراغ”.

وتتبع الصحيفة: “على عكس إسرائيل، التي لم تحطم بالكامل محرمات التطبيع، تتمتع الإمارات العربية المتحدة بعلاقات رسمية مع معظم اللاعبين في المنطقة، لذلك لن يكون من المفاجئ رؤيتها تقود هذا التحالف الناشئ”.

وكان مراسل الإذاعة الإسرائيلية العامة، عميحاي شطاين، قد كشف الأربعاء أن إسرائيل ومصر استفسرتا من الإمارات خلال القمة الثلاثية في شرم الشيخ عن دوافعها في تعويم النظام السوري واستقبال بشار الأسد، فيما أكد أن “الرد الإماراتي فسر الخطوة بالضرورية ضمن مساعي تطويق النفوذ الإيراني في المنطقة”.

وقال المراسل إن الجانب الإماراتي أوضح للطرفين الإسرائيلي والمصري، أن “الحرب في سورية قد انتهت عملياً”، وأن إعادة فتح الجسور والعلاقات مع نظام الأسد تخدم سياسة إبعاده عن حضن إيران وروسيا، وهو أمر يخدم أيضاً المصالح الإسرائيلية.

وأضاف أن إسرائيل لم تبلور موقفاً حاسماً بهذا الخصوص، لكنها ترى أن من شأنه أن يساعد في إضعاف الوجود الإيراني في سورية.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا