“القصة بالتفاصيل”..ماذا يعني اتفاق “الجولاني” و”أبو ياسين” في ريف حلب؟

توصل “الفيلق الثالث” في ريف حلب الشمالي و”هيئة تحرير الشام”، إلى اتفاق “مبدأي” يتألف من 10 بنود لإنهاء “الاقتتال” بينهما، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ بعد الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت.

ونُشر الاتفاق، ليلة أمس الجمعة، ممهوراً بتوقيع قائد “تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني من جهة، وحسام ياسين (أبو ياسين) قائد “الفيلق الثالث” الذي يتصدره فصيل “الجبهة الشامية” من جهة أخرى.

وتنص بنوده على وقف إطلاق نار كامل، وإنهاء الخلاف الحاصل بين الطرفين، إطلاق سراح كافة الموقوفين في الأحداث الأخيرة، عودة قوات “الفيلق الثالث” إلى مقراته وثكناته.

وقضى أيضاً بفك الاستنفار العسكري الحاصل من جانب “تحرير الشام”، وأن يتركز عمل “الفيلق الثالث” في المجال العسكري فقط، فضلاً عن بنود أخرى، آخرها استمرار عمليات التشاور وإصلاح المؤسسات المدنية في المرحلة المقبلة.

ورغم إعلان هذا الاتفاق من الطرفين، إلا أن معرفات “الفيلق الثالث” سرعان ما حذفته بعد نشره بدقائق ليلة أمس، الأمر الذي أثار جدلاً وشكك في صحته أو البنود التي احتواها.

وفي وقت تضاربت الأسباب التي استدعت إلى سحب البيان من جانب “الفيلق الثالث”، تحدثت مصادر مطلعة لـ”السورية.نت”، أن عدداً من القياديين في “الجبهة الشامية” غير راضين عن البنود، كون “القصة في التفاصيل”.

وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن الاتفاق يتيح لـ”تحرير الشام” الدخول بشكل أو بآخر في إدارة مناطق ريف حلب الشمالي، سواء من الناحية المدنية أو العسكرية، معتبراً أن “مشروع إدلب تطبق ملامحه الآن في درع الفرات وغصن الزيتون”.

الجولاني مع أبو أحمد زكور وأبو مارية القحطاني القياديين البارزين في تنظيمه – 2022 – (حسابات مقربة من تحرير الشام)

ماذا يعني الاتفاق؟

من جانب “تحرير الشام” اعتبرت شخصياتٌ مقربة منها، أن ما حصل بمثابة “انتصار”، وأن القوات التي دخلت خلال الأيام الأربعة الماضية لن تنسحب، بل ستبقى.

ولم يتطرق الاتفاق المُعلن إلى وجود “تحرير الشام” في ريف حلب، بينما لم ينص على ضرورة انسحابها من المنطقة. وهذه نقطة جدلية تتعلق بـ”التفاصيل” التي لم تتضح ملامحها حتى الآن.

أما من جانب “الفيلق الثالث”، فقد قال سراج الدين العمر، وهو أحد أعضاء المكتب الإعلامي فيه، إن الاتفاق الذي تم نشره “هو مبدأي وليس نهائي”، لكنه أضاف: “مع ذلك يتم تطبيقه في الوقت الحالي”.

ويوضح العمر لـ”السورية.نت”: “الآن الاتفاق بحكم المعمول به”، في إشارة إلى البنود العشرة التي وقّع عليها “الجولاني” و”أبو ياسين”.

وكانت “تحرير الشام” قد توغلت خلال الأيام الماضية في مدينة عفرين والمناطق الواقعة محيطها، بينما وصلت إلى حدود مدينة إعزاز التي يتركز فيها ثقل “الفيلق الثالث”.

وقد جاء الاتفاق بعد محاولات “الهيئة” اقتحام اعزاز من جهة قرية كفرجنة، التي تفصل إعزاز عن عفرين.

واللافت أنه وبعد دخول “تحرير الشام” إلى عفرين، استقدمت كوادر أمنية وإدارية إليها، حسب ما أكدت مصادر لـ”السورية.نت”، قبل يومين، وهو ما أعلنته لاحقاً معرفات رسمية تتبع لـ”حكومة الإنقاذ” أيضاً.

وقد يعني ذلك أن دخول “الهيئة” إلى المنطقة، فرضَ مرحلة جديدة على مشهد ريف حلب الشمالي، في حين أكد البند الأخير في الاتفاق المعلن، على ضرورة “استمرار التشاور والمداولات لترتيب وإصلاح المؤسسات المدنية في المرحلة القادمة”.

ماذا يقول المراقبون؟

الصحفي، عقيل حسين اعتبر في تغريدة له على موقع “تويتر”، أن الاتفاق بمثابة “إعدام” لفصيل “الجبهة الشامية”، وأن الحكم صدر من خلال قادة الجبهة و”أبو محمد الجولاني”.

وأضاف الباحث السوري، أحمد أبازيد أنه “يمكن لاتفاق الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام أن يغير كل شيء أو ألا يغير شيئاً”.

وأوضح عبر “تويتر”: “لا ينص الاتفاق على دخول الجولاني إلى درع الفرات ولا على إدارته المنطقة، ولكن لا ينص على عكس ذلك أيضاً”، معتبراً أن “دخول الهيئة من كفرجنة سيكون إعلاناً لنهاية مشروع قوى الثورة السورية لتبقى سورية بين هتش والأسد وقسد”.

من جهته قال حسن صوفان القيادي في “تحرير الشام” عبر “تلغرام”، إن “مفتاح الحل هو تفاهم الجبهة الوطنية للتحرير مع هيئة تحرير الشام على المسائل الجوهرية وأهمها منظومة إدارية واحدة”.

واعتبر: “ما سوى ذلك فحرب عبثية تزيد معاناة الشعب المنكوب، وتحزن الصديق الصادق وتفرح العدو المتربص وتنهي وجود الثورة”.

ومن المقرر أن يدخل رتل عسكري لـ”تحرير الشام” من منطقة كفرجنة في الساعات المقبلة، على أن يعبر من محيط إعزاز اتجاه جرابلس، في خطوة استعراضية، اشترطتها “تحرير الشام” كبند غير معلن في الاتفاق.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا