المنفذ الوحيد مغلق.. الاستجابة للزلزال لا تجد طريقها لشمال غربي سورية

لا تزال تبعات الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية، فجر أمس الاثنين، تعكس حجم المأساة التي يعاني منها المتضررون خاصة في مناطق شمال غربي سورية، في ظل ظروف سيئة يصعب معها إيصال المساعدات للمحتاجين، وإنقاذ العالقين.

جهات دولية عدة حذرت من تفاقم الأوضاع في تلك المنطقة، بعد مرور أكثر من 30 ساعة على وقوع الزلزال، فيما لا تزال عائلات بأكملها تحت الأنقاض، وسط نقصٍ في معدات الإنقاذ وضعف الإمكانيات اللازمة لحالات الطوارئ.

دعوات للاستجابة للكارثة

وزارة الخارجية الألمانية أشارت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، لوجود “حاجة قصوى” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غربي سورية بشكل خاص.

ودعت ألمانيا روسيا والفاعلين الدوليين إلى استخدام نفوذهم لدى النظام السوري، من أجل السماح بإيصال المساعدات للمناطق الخارجة عن سيطرته، في ظل عدم توفر

وكذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حاجة سورية لمساعدات إنسانية “ضخمة” عقب الزلزال، وتحدثت عن “تحديات كبيرة” لعملية الاستجابة لمساعدة المتضررين.

وفي أحدث الإحصائيات وصل عدد القتلى في شمال غربي سورية جراء الزلزال لأكثر من 810 وأكثر من 2200 مصاب، بحسب الدفاع المدني السوري، والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض.

من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إن الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية أقوى زلزال يضرب المنطقة منذ ما يقرب من 100 عام.

وأضافت في بيان لها: “لا يزال الأطفال في سورية يواجهون واحدة من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيداً في العالم، حيث أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، واستمرار الأعمال العدائية المحلية بعد أكثر من عقد من الصراع، والنزوح الجماعي، والبنية التحتية العامة المدمرة، إلى ترك ثلثي السكان في حاجة إلى المساعدة”.

وجاء في البيان: “من المحتمل أن تكون المدارس والمستشفيات والمرافق الطبية والتعليمية الأخرى قد تضررت أو دمرت بسبب الزلازل، مما سيؤثر بشكل أكبر على الأطفال”.

فيما قالت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن الزلزال في سورية “يلقي بحملٍ جديدٍ على كاهل السكان في المأساة الإنسانية المستمرة منذ 12 عاماً”.

“لا سبيل لإيصال المساعدات”

منذ وقوع الزلزال فجر أمس الاثنين، توقفت المساعدات الدولية العابرة للحدود إلى مناطق شمال غربي سورية، المنكوبة جراء الزلزال، والتي كانت تصل لتلك المناطق عبر معبر باب الهوى بموجب قرار مجلس الأمن.

ونقلت وكالة “رويترز” عن متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن انتقال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سورية لا يزال متوقفاً بسبب قضايا لوجستية، ومن غير الواضح متى سيُستأنف.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، ماديفي سون سوون، لـ “رويترز”، اليوم الثلاثاء، إن “بعض الطرق معطل والبعض الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجيستية تحتاج إلى حل”، وأضافت: “ليست لدينا صورة واضحة عن موعد الاستئناف”.

فيما نقلت وكالة “الأناضول” عن متحدث أممي أنه تم تعليق نقل المساعدات العاجلة التي تقدمها الأمم المتحدة إلى شمال غربي سورية عبر تركيا “بشكل مؤقت”، على خلفية الدمار الذي خلفه الزلزال في البنية التحتية في كلا البلدين.

ويُعتبر معبر باب الهوى الحدودي المنفذ الوحيد لمنطقة شمال غربي سورية، وتدخل من خلاله المساعدات الدولية منذ سنوات، في ظل عدم وجود منافذ ومعابر أخرى لإيصال المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين من سكان تلك المنطقة.

من جانبها، دعت الخارجية الأميركية إلى فتح معبر باب الهوى بين تركيا وسورية، وقالت إن المعبر “يجب أن يبقى مفتوحاً لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها”.

وكانت المساعدات الدولية إلى سورية تصل في الغالب إلى تركيا عبر مطار أنطاكيا ثم إلى باب الهوى، إلا أن الطريق بين أنطاكيا والمعبر مدمر بشكل كبير جراء الزلزال، وسط صعوبة في التنسيق مع الجهات التركية.

ويشترك الشمال السوري مع تركيا بمعابر عدة، من بينها باب السلامة وجرابلس والراعي، لكن الأمم المتحدة ليست مخولة بإيصال المساعدات العابرة للحدود عبر تلك المعابر، بموجب قرار مجلس الأمن الذي حصر المساعدات عبر باب الهوى فقط.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا