“المياه والأغذية” أبرزها..احتمال عرقلة “المساعدات عبر الحدود” يثير مخاوف سكان المخيمات

بالتزامن مع اقتراب انتهاء مدة “آلية تفويض” مجلس الأمن، لإدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، والتهديدات الروسية بـ”عدم التمديد”، يتخوّف النازحون السوريون في مخيمات شمال غرب سورية، من عدم تجديد قرار إدخال المساعدات عبر الحدود.

وتأتي في صدارة المخاوف انقطاع الخدمات الممولة من مشاريع مرتبطة ببرامج منظمات الأمم المتحدة، أبرزها المياه والإصحاح والسلل الغذائية، إلى جانب الخدمات الطبية.

وتشكّل المشاريع المرتبطة بالخدمات الرئيسية للنازحين، النسب الكبيرة من جملة المساعدات والمشاريع الأممية لسكان منطقة شمال غربي سورية.

وفي إحصاءات لفريق “منسقو استجابة سورية”، فإنّ المساعدات الغذائية بلغت نسبة 73 في المئة من إجمالي المساعدات الأممية عبر “الحدود”، والمساعدات الخاصة بمشاريع النظافة والمياه والإصحاح 8.5 في المئة.

المياه على رأس “المخاوف”

يتخوف مهجرون في مخيمات النزوح من انقطاع مشاريع المياه أو تراجع كمياتها نتيجة توقف مشاريع “الأمم المتحدة” في شمال غربي سورية، ما يخلّف كارثة إنسانية.

يقول عبيدة يسوف، وهو قائد فريق مشروع الاستجابة الطارئة في منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، إن “الخدمات المتعلقة بقسم المياه والإصحاح أولوية بالنسبة للمنظمات المحلية، إذ يعدّ تحسين الوصول إلى المياه والصرف الصحي والوعي على المستوى العالمي، جزءاً لا يتجزأ من عملنا العام في مجال الصحة والرعاية لبناء مجتمعات أكثر صحة ومرونةً”.

وتلعب هذه الخدمات، بحسب يسوف، دوراً هاماً في الحدّ من انتشار الأمراض والأوبئة التي لا يمكن إيقاف انتشارها عبر الحدود، مما يشكّل خطراً على دول الجوار والعالم بأثره.

وتخدّم منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” وهي إحدى مؤسسات “المنتدى السوري”، حوالي 90 ألف نازح في 70 مخيماً في إدلب، بمشاريع “المياه والإصحاح والنظافة” وهي ما تعرف بـ(الووش)، بدعمٍ من “برنامج الأمم المتحدة للطفولة” (اليونسيف)، إلا أنها هي أيضاً مهددة بالتوقف متأثرةً بتمديد “آلية التفويض” عبر مجلس الأمن الدولي.

يعتبر بهجت سليمان وهو مدير مخيم “عين الدير” قرب بلدة كفتين شمالي إدلب، أنّ “توقف خدمات المياه في مخيمات النازحين هو بداية كارثة حقيقية في المنطقة، لأنها مادة رئيسية ولا يمكن الاستغناء عنها، كما أنّ الحال المعيشي للعائلات التي تقطن في المخيم سيء جداً، ولا يمكن لتلك العائلات تأمين خدمة المياه والترحيل مياه الصرف على نفقتها الخاصة”.

ويلفت سليمان، وهو أحد المستفيدين من مشروع “المياه والإصحاح في “إحسان” مع 117 عائلة في المخيم الذي يديره، إلى أنّ “توقف خدمة المياه أيضاً يرتّب على العائلات القاطنة في المخيم نقل المياه من مسافات بعيدة عبر الصهاريج، ما يزيد التكلفة المادية عليها”.

بدوره، يقول عبد العزيز بدر النهار، وهو نازح وربّ أسرة يقيم في المخيم، تعليقاً على التهديدات بتوقف المساعدات الأممية ومشاريع الخدمات، إنّ “النتائج لا يمكننا حتى توقّعها.. نحن أمام كارثة حقيقية، كيف سنأمن المياه أو الأموال لشرائها”.

ويضيف لـ”السورية. نت”: “بحال توقف المشروع، سنكون مضطرين نقل المياه من مسافات بعيدة.. وبعيداً عن المسافات، أغلب العائلات لا تملك قوت يومها، فكيف ستستطيع شراء المياه بقدر الاحتياجات اليومية”.

يوسف العاصي مهجّر من ريف حماة الشرقي، هو أيضاً يخشى من تبعات قرار “إلغاء آلية التفويض” عبر “باب الهوى”، وفقاً لما أفاد لـ”السورية.نت”، معتبراً أنّ “الخدمات المقدمة حالياً تحتاج لدعم إضافي، فكيف إذا قلّت وتراجع نشاطها؟”.

ومخاوف العاصي مضاعفة، بسبب ظرفه الصحي الخاص، إذ إنّه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويوضح لـ”السورية.نت”، أن “نقل المياه أو شرائه بنفقة شخصية يكاد أن يكون مستحيلاً بالنسبة لي.. ومشروع إحسان في الوقت الحالي يسدّ حاجتنا كلها ونأمل أن يستمر بأية طريقة”.

صفوان مصطفى، وهو مهجّر من قرية “جبالا” جنوبي إدلب، يقول إنّ “أخطر ما يمكن أن يفقده النازح هو خدمة المياه المجانية، وتأتي في مراحل أخرى المواد الغذائية وأنواع المساعدات الأخرى”.

ولا يخفي مصطفى وهو مقيم في مخيم “نسيم الشام” شمالي إدلب، في حديثٍ لـ”السورية. نت”، مخاوفه من “انتشار الأوبئة والأمراض مستقبلاً بين أطفال المخيم وسكّانه بحال ـ لا سمح الله ـ توقفت المشاريع الإنسانية وعلى رأسها المياه والنظافة”.

وكانت مديرية صحة إدلب، حذّرت في بيان أمس الثلاثاء، من “انتشار الأوبئة والأمراض مع توقف المشاريع الصحية في إثر إلغاء آلية التفويض عبر معبر باب الهوى”.

“السلة.. اعتماد كامل”

إلى جانب خدمات المياه والإصحاح، يحلّ انقطاع السلة الغذائية هاجساً لدى قاطني الخيام مع توقّف المساعدات الإنسانية عبر “باب الهوى”.

وساهمت السلل الغذائية المدعومة من “برنامج الغذاء العالمي”، رغم تخفيض كمياتها المتوالية على مدار السنوات السابقة، من تجاوز أزمة إنسانية ومعيشية لدى قاطني الخيام فضلاً عما توفره من مواد غذائية رئيسية من سكّر ورز وزيوت وسمن وبرغل وطحين والعدس والشعيرية والحمّص.

في هذا السياق، يؤكد عبد السلام اليوسف وهو مدير مخيم “أهل التحّ” قرب بلدة باتنته شمالي إدلب، أنّ “غالبية سكان المخيم يعتمدون على السلة الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة”.

ويضيف في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أنّ “سكان المخيم تأثروا سابقاً كما باقي سكان المخيمات، بتخفيض كميات السلة الغذائية”، ويتساءل: “فكيف لو انقطعت السلة كلها.. أكيد ستحل كارثة إنسانية”.

ويقدّر قاطنون في المخيم كفاية السلة الواحدة للعائلة بحوالي من 10 أيام إلى 15 يوماً من الاستهلاك، إذ يجري توزيعها شهرياً في المخيمات التي يشملها مشروع “الغذاء العالمي”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا