“اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان”..وتحديات كبيرة لحماية أطفال سورية

يشهد العالم في العقود والسنوات الأخيرة، حالة اضطراب واستقطابٍ أدت لنشوب نزاعات وحروب طويلة، فأينما توجهنا تسبقنا أخبار الصراعات المسلحة وغيرها، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في سورية والسودان واليمن، رغم الأصوات الكثيرة على المستوى الدولي والأمم المتحدة التي تدعو الى تحقيق السلام الشامل ونبذ الحرب والصراعات المسلحة، والدعوة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعوب المضطهدة والعمل على تحقيق التوازن الإجتماعي بالحوار وليس بالحرب.

إلا أن الحقيقة المحزنة أن الأطفال هم الفئة الأشد  ضعفاً، والاكثر تضرراً من فقدان الأمن والأمان، والاكثر تعرضاً لانتهاك حقوقهم في الحياة في ظل الحروب والصراعات، خصوصاً مع إنعدام الحرية والعيش الكريم في المجتمعات التي تجتاحها حمى الصراع المسلح.

فهم يجبرون على التجنيد في الحروب، ويستغلون  فيها لتحقيق أغراض دنيئة للأطراف المتصارعة، منهم من يتعرض للاختطاف، والقتل والعنف الجسدي والجنسي والنفسي، ويُحرمون من المساعدات الإنسانية والحياة الكريمة المستقرة الآمنة، ومن حقوقهم في الصحة و التعليم.

وعلى مدار 12 عام من “الحرب السورية” التي بدأها النظام ضد المطالبين بالتغيير، تحمل الأطفال النصيب الأكبر من مآسي الحرب القائمة، من قتل واعتقالٍ وتعذيب ولجوء، فضلاً عن انعدام فرص التعليم نتيجة استهداف المدارس واستخدامها  كنقاط عسكرية او مراكز إيواء، و أصبح قسم كبير من الأطفال المنتسبين إلى التعلم،  يواجهون خطر التسرب المدرسي.

إلى جانب ذلك نتيجة ما خلفته  الحرب، وُلِدت إحباطات وصراعات  أنتجت مشكلات نفسية لديهم، حيث يعاني كثير من  الأطفال، مشاكل أكثر خطراً،  وهي المشكلات النفسية كالقلق والخوف، وهذا ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية في إحدى دراساتها التي تناولت موضوع المشكلات النفسية في سورية، إذ أوصت بضرورة تقديم الدعم النفسي  الاجتماعي  لتحقيق الصحة النفسية لديهم، ويزيد مرونة الأطفال و تحقيق التعلم الفعال.

وبالحديث عن مناطق شمال غرب سورية، حيث يعاني الأطفال  ضغوطاً متراكمة منذ سنوات نتيجة الحرب المستمرة، وعدم توفر مقومات البيئة المستقرة الآمنة، والذي كشف وزادَ هذه المعاناة  الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا ومناطق شمالي غرب سورية في السادس من شباط الماضي.

فقد أظهر حجم الضغوط  النفسية الكبيرة التي  عاشها الأطفال، من هلع ورعب وأحياناً فقدان الأهل.

و قد وثقت  مراكز الدعم النفسي الاجتماعي والمساحات الآمنة للأطفال الكثير الكثير من الحالات، التي ظهرت فيها عند الأطفالـ، أعراض  إضافية  مثل الخوف والقلق ومشاكل سلوكية والتبول اللا إرادي، وهنا يمكن السعي الحقيقي إلى  تلبية الاحتياجات النفسية للأطفال،  ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وتحديدها وإتاحة الفرصة أمامهم، لفهم ما يحصل بطريقة مناسبة، وتوفير مساحات آمنة  لممارسة أنشطة ترفيهية  حركية،  وضرورة طمأنتهم وتهدئتهم ومساعدتهم في العودة للحياة من جديد بشكل مريح وفعال، و العمل على اكتسابهم مهارات تساعدهم على تجاوز الذكريات الصعبة التي عاشوها والتحكم بها. اليوم لدينا الكثير من التحديات التي تستلزم علينا العمل بجد لإنقاذ ما تبقى من طفولة أطفال سورية، والعمل معاً على رسم صورة حياتية جديدة وفعالة، تساعدهم على بناء المستقبل الذي يتمنوه.

            عدي المصطفى

عامل حماية في المنتدى السوري – اعزاز

المصدر السورية.نت


المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

قد يعجبك أيضا