جبهات إدلب تشتعل.. تركيا تلوح بإجراءات جديدة عقب إسقاط مروحية للنظام

يبدو أن تركيا قررت الإفصاح عن خطتها العسكرية في محافظة إدلب، بالنظر إلى تطورات الأحداث المتسارعة في المحافظة، حيث أعلنت فصائل المعارضة، اليوم الثلاثاء، عملاً عسكرياً معاكساً ضد قوات الأسد، بدعمٍ تركي، بدأته بإسقاط مروحية تابعة للنظام في سراقب.

إذ قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستكشف، غداً الأربعاء، عن خطوات جديدة ستتخذها في محافظة إدلب، في إطار الرد على قوات الأسد، عقب استهدافها لجنود أتراك في إدلب، وقتل 13 منهم خلال الأيام القليلة الماضية.

أردوغان توعّد خلال مشاركته في فعالية بالمجمع الرئاسي في أنقرة، اليوم، بمواصلة الرد على قوات الأسد، بقوله “قمنا بالرد على الجانب السوري بأقصى درجة، ولن نكتفي بذلك، بل سنواصل الرد”، محذراً جنود الأسد: “سيدفعون ثمنًا باهظًا كلما اعتدوا على جنودنا”.

تصريحات أردوغان جاءت بالتزامن مع إعلان فصائل المعارضة، عن عمل عسكري على محور سراقب، شرقي إدلب، بعد سيطرة النظام عليها، حيث نشرت “الجبهة الوطينة للتحرير”، بيانات متلاحقة، اليوم، عبر قناتها في “تلغرام”، أكدت خلالها استهداف مواقع للنظام بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وإسقاط طائرة تابعة فوق قرية النيرب في سراقب.

لا طيران في سماء إدلب

أسفر إسقاط مروحية تابعة لقوات الأسد في إدلب، عن مقتل 4 عسكريين كانوا على متنها، هم العميد عيسى عز الدين، الرائد علي رزق الحلاق، الملازم بشار محمود سمرة، الملازم الملقب بـ “أبو يحيى”، حسبما تداول ناشطون موالون للنظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تداول ناشطون مقطعاً مصوراً يُظهر إسقاط الفصائل للطائرة المروحية، عقب استهدافها بشكل مباشر في أثناء تحليقها فوق قرية النيرب، غرب مدينة سراقب الاستراتيجية، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها ومن ثم سقوطها، بالتزامن مع محاولات الفصائل التقدم باتجاه سراقب واستعادة السيطرة عليها.

عقب ذلك، ذكرت شبكات محلية أن الطيران المروحي التابع للنظام اختفى في سماء إدلب، خاصة فوق منطقة سراقب، إثر إسقاط المروحية، فيما قال “مركز إدلب الإعلامي” إن قصف النظام تركّز على مدينتي سرمين وبنش، شرقي إدلب، ما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين.

النظام يستنكر

سارع نظام الأسد، بطريقة غير مباشر، إلى استنكار الإجراءات العسكرية المدعومة من تركيا في إدلب، عبر توجيهه خطاباً رافضاً للوجود التركي على الأراضي السورية.

وقال “مصدر رسمي” في وزارة الخارجية، في حكومة النظام، لوكالة الأنباء “سانا”، إن الجانب التركي “يستمر في عدوانه على سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية، وذلك من خلال نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب، واستهداف المناطق المأهولة بالسكان، وبعض النقاط العسكرية، في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية المندحرة أمام تقدم الجيش العربي السوري”.

ودعا المصدر المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حيال الإجراءات التركية في سورية، معبراً أنها “تتناقض مع بيانات آستانا وتفاهمات سوتشي بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب”.

ويأتي ذلك في وقت أحكمت فيه قوات الأسد من سيطرتها على طريق دولي استراتيجي، اليوم الثلاثاء، وهو طريق حلب- دمشق السريع (M5)، عقب سيطرتها على 10 قرى وبلدات جديدة في ريف حلب الغربي، بدعم جوي روسي.

رسائل تركية إلى روسيا

إعلان تركيا عن حزمة إجراءات جديدة في محافظة إدلب، غداً، يأتي عقب فشل المباحثات مع الروس في أنقرة، بشأن مستقبل المحافظة في ظل تقدم قوات الأسد، واستهدافها للجنود الأتراك بشكل مباشر.

حيث أجرى وفد روسي زيارة إلى العاصمة التركية، السبت الماضي، انتهت دون التوصل لاتفاق يذكر، في وقت سادت فيه توقعات بأن يصل الجانبان لاتفاق شبيه بسيناريو اتفاقي “خفض التصعيد” و”سوتشي” السابقين.

وأعلنت الخارجية التركية، أمس، أن “اجتماع السبت بين الوفدين الروسي والتركي، لم يتمخض عنه أي اتفاق حول الأوضاع في محافظة إدلب السورية”، حسبما قال وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي.

فيما قال جاويش أوغلو، اليوم، إن “على روسيا وإيران الضامنتين للنظام السوري إيقاف ممارساته العدوانية”، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”.

وتسود توقعات بأن يُجري الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، قمة قريبة بشأن تطورات الأوضاع في إدلب، في وقت اتخذت فيه تركيا إجراءات عسكرية منفردة في المنطقة، ولا يزال الحديث عن القمة في إطار التوقعات فقط.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا