جنوب تركيا.. المئات يشيعون فارس العلي بعد مقتله بـ”طعنات عنصرية”

شيع المئات في ولاية هاتاي التركية الشاب السوري، فارس العلي، صباح اليوم الاثنين، بعد مقتله قبل يومين على يد مجموعة من الشبان الأتراك، متأثراً بطعنات تلقاها منهم، بدوافع “عنصرية”.

ونشر سوريون ومستخدمون أتراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة من أجواء التشييع، بينما قال أحد المقربين من “العلي” لـ”السورية.نت” إنه من المقرر أن يتم دفنه في محافظة إدلب شمالي سورية.

وكانت حادثة مقتل الشاب فارس ذو الـ17 عاماً قد هزت أوساط السوريين في تركيا، على مدى اليومين الماضيين.

وكذلك الأمر بالنسبة للأوساط التركية، ولاسيما المحسوبة على الحكومة التركية ووزارة الداخلية، والمنظمات الإنسانية والحقوقية، على رأسها “هيئة الإغاثة الإنسانية” (ıhh).

وينحدر الشاب “فارس” من إحدى قرى أريحا بمحافظة إدلب السورية، وقد لجأ مع عائلته إلى تركيا منذ نحو 9 سنوات، بعد مقتل والده خلال الحرب في سورية.

وبعد لجوئه مع أمه وإخوته درس “العلي” لسنوات في “مدارس الأيتام” التي ترعاها “هيئة الإغاثة الإنسانية”، فيما حصل قبل أشهر على مقعد لدراسة الطب في الجامعة، بعد تفوقه في امتحان “اليوز” بدرجات عالية.

وبينما كان الشاب يكمل تعليمه اتجه مؤخراً للعمل في مصنع لإنتاج “رب البندورة” في هاتاي التركية، لإعانة أسرته.

ووقعت جريمة مقتل الشاب بعد خروجه من ملعب لكرة القدم في بلدة نارليجا قرب مدينة أنطاكية، مساء يوم السبت، حسب وسائل إعلام مقربة من الحكومة، حيث تلقى عدة طعنات من شبان أتراك أقدموا على مهاجمته.

وهؤلاء الشبان هم أبناء سيدة تركية تعثر بها العلي في مكان عمله الجديد، قبل عشرة أيام.

وأصدرت ولاية هاتاي بياناً مكتوباً، أمس الأحد، أكدت فيه اعتقال “الفاعلين” في الحادثة “خلال مدة قصيرة”.

وأوضح البيان أنه “تم سوقهم إلى السلطات القضائية”.

وزار رئيس “هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات” (IHH)، بولند يلدريم، عائلة “فارس”، بينما اتصل وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو بالعائلة معرباً عن تعازيه لها.

واستنكر يلدريم والهيئة، في بيانين منفصلين على تويتر، بشدة “الاعتداء” الذي أودى بحياة فارس، مستذكرين أنه “أحد أيتامنا السوريين”.

وقالت الهيئة إنه ترعرع في مجمع الريحانية لرعاية الأيتام التابع لها، حتى أنهى المرحلة الثانوية هذا العام بتفوق، ونال معقداً للدراسة في كلية الطب.

وهذه ليست الحادثة الأولى التي يقتل إثرها شبان سوريين، ففي شهر يونيو / حزيران الماضي قُتل الشاب شريف الأحمد (21 عاماً) على يد مجموعة من الأتراك، والذين هاجموا منزله الواقع في حي دمير كابي، بمنطقة باغجلار في ولاية اسطنبول.

وتحمّل الحكومة التركية ووزارة الداخلية شخصيات من أحزاب المعارضة مسؤولية تصاعد هكذا نوع من الجرائم التي توصف بـ”العنصرية”.

وعلى رأس هذه الشخصيات أوميت أوزداغ زعيم “حزب النصر”، والذي ينشر بصورة شبه يومية معلومات مضللة بخصوص السوريين المقيمين في تركيا، بينما يقود حملات كراهية ويبث خطاباً “عنصرياً” ضدهم، مؤكداً على ضرورة مغادرتهم البلاد.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا