“جوكر لبنان”..لماذا أوكل ميقاتي لعباس ابراهيم ملف السوريين في لبنان؟

أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، السبت الماضي، قراراً كلف فيه المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، باستلام ملف النازجين السوريين.

القرار المفاجئ جاء بعد خلاف في الملف بين ميقاتي ووزير المهجرين في الحكومة، عصام شرف الدين، الذين كان يعتبر “المايسترو” لملف إعادة السوريين المقيمين في لبنان، عبر وضعه خطة لتحقيق ذلك تدريجياً، زار إثرها دمشق مرتين والتقى فيها مسؤولين في حكومة الأسد.

وعقب عودة شرف الدين من سورية، منتصف الشهر الماضي، صرح بأن زيارته كانت بعلم وموافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي كان يتواصل معه بشكل شبه يومي ويَطّلع منّه على كل المستجدات في هذا الملف.

وقال إنه “بعدما نجحت الخطة والزيارة إلى سورية، تغيّرت الأمور وبدأ رئيس الحكومة يقوّض صلاحياته”، متهماً ميقاتي “بتقديم مصالحه الخاصة مع الدول كرجل أعمال على المصالح الوطنية”.

كما وقع سجال بين الوزير شرف الدين، وبين مستشار ميقاتي، فارس الجميل، الذي قال إن شرف الدين زار سورية “للقيام بمسعى شخصي حول موضوع عودة النازحين، وذهب على رأس وفد حزبي”.

وأعلن الجميل، في مقابلة مع قناة “الجديد” اللبنانية، إن “ملف النازحين عاد عملياً الى صاحب العلاقة وهو الوزير هكتور حجار”، وزير الشؤون الاجتماعية.

اللواء إلى الواجهة

وفي ظل السجال والجدل في موضوع اللاجئين، كلف ميقاتي اللواء عباس إبراهيم بالملف، وأكد القرار أن تكليف إبراهيم يأتي “لتأمين العودة الطوعية والآمنة للسوريين، وللتواصل في هذا الخصوص مع الجهات السورية المعنية”.

كما أفسح القرار لإبراهيم “الاستعانة بما يراه مناسباً من الإدارات والمؤسسات العامة، وهيئات المجتمع المدني، في سبيل إنفاذ المهمة المطلوبة منه”.

ويعتبر إبراهيم من الشخصيات اللبنانية البارزة التي لعبت دوراً في العديد من القضايا خلال السنوات الماضية، كان أهمها لعب دور الوسيط بين واشنطن ونظام الأسد من أجل بحث مصير المختطفين الأمريكيين في سورية، على رأسهم الصحفي “أوستن تايس”.

كما قاد مفاوضات مع “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية” خلال ما عُرف بمعارك “الجرود” الحدودية بين لبنان وسورية سنة 2017، ما جعله يحظى بشعبية لدى اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم السياسية.

واعتُبر تسلم إبراهيم لملف اللاجئين دلالة على تحجيم دور شرف الدين، إلا أن الصحفي اللبناني، رامي نعيم، قال إن إبراهيم “لا يدخل في هذه الزواريب السياسية الصغيرة، وإنما أي ملف شائك يريدون التوصل إلى حلول فيه يعطى لعباس إبراهيم”.

وأضاف نعيم لـ”السورية.نت”، أن تسليم إبراهيم ملف النازحين السوريين، دلالة على أن الملف يتجه إلى الحل، واصفاً إبراهيم بأنه “رجل الحلول”.

من جانبه اعتبر المحامي والمحلل السياسي أمين بشير، إن الزيارات المتكررة لوزير المهاجرين إلى سورية، من أجل “التقاط الصور فقط لا غير”، والقول للرأي العام اللبناني بأن “العهد اللبناني” ما زال مؤمن بالقضية ويتابعها، لكن هذه الاجتماعات لم ينتج عنها أي شيء.

كما اعتبر بشير أن قضية اللجوء السوري لا يمكن حلها عبر زيارة وزير لبناني إلى سورية، وإنما بحاجة إلى قرار دولي، وطالما القرار غير موجود لن يستطيع أي وزير مهما علا شأنه تحريك الملف.

وأشار إلى أن استلام اللواء عباس لملف يعني أمرين، الأول هو إيصال رسالة إلى الشعب اللبناني بأن الملف دخل في مرحلة “جدية التعاطي بالملف”، لأن الشعب اللبناني لم يعد يصدق السياسيين.

أما الأمر الثاني لأن إبراهيم يعتبر “الجوكر اللبناني” عبر تسلمه الملفات الحاسمة، وخاصة تلك التي تحتاج التواصل مع دول الغرب ودوائر القرار الدولي، ويمتلك كامل الصلاحيات للتحرك بالملف.

وأكد بشير أن تعيين إبراهيم دلالة على أن الدولة اللبنانية تعترف بأن إعادة النازحين السوريين، تحتاج إلى قرار دولي وليس اجتماع مع وزراء سوريين، لذلك بدأوا بالبحث عن طريق جديد وتعيين إبراهيم الذي يعتبر سفير لبنان لكل الملفات المهمة، وللتواصل مع الأمريكيين والأوروبيين، مشدداً على أن النتائج هي رهن بتحركاته وقدرته على حل الملف.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا