“خيبة أمل” بعد تمديد مجلس الأمن إيصال المساعدات لسورية 6 أشهر فقط

تبنى مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، قراراً بتمديد إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، مدة 6 أشهر فقط، ما شكّل “خيبة أمل كبيرة” لمنظمات إنسانية طالبت بتمديده عاماً كاملاً.

وعرقلت روسيا كافة المقترحات التي تم تقديمها في مجلس الأمن بشأن تمديد إيصال المساعدات مدة 12 شهراً عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بحسب المندوبة البريطانية الدائمة في الأمم المتحدة، بربرا وودورد.

وقالت وودورد عبر حسابها في “تويتر”، اليوم الثلاثاء، إن هذا التجديد لتفويض المساعدات عبر الحدود هو لمدة 6 أشهر فقط، مع نية التجديد لمدة 6 أشهر إضافية عبر قرار آخر مطلع العام المقبل.

“غموض” حول مصير السوريين

من جانبها، قالت البعثة البريطانية في مجلس الأمن عبر “تويتر” إن التصويت على تمديد إيصال المساعدات سيبقى مفتوحاً، لكن “الغموض سيخيم على السوريين المحتاجين مع حلول فصل الشتاء المقبل”.

وأضافت أن “الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أخبرتنا مراراً وتكراراً أن التجديد لمدة 12 شهراً كان ضرورياً، إلا أن روسيا منعت ذلك يوم الجمعة الماضي”.

وأصدرت منظمات إنسانية بيانات عدة، نددت خلالها بتبني مجلس الأمن قرار إيصال المساعدات إلى سورية مدة 6 أشهر فقط، معتبرة ذلك “خيبة أمل” لملايين السوريين شمال غربي سورية.

وقالت “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز)، في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن الآلية الحالية لإعادة التفويض كل ستة أشهر يمثل “وضعاً مستحيلاً” بالنسبة لمقدمي المساعدات، ويعرض أكثر من 4 ملايين سوري بحاجة لمساعدات أساسية في شمال غرب سورية للخطر.

وأضافت أنه خلال الأشهر الـ 12 الماضية ازدادت الاحتياجات الأساسية في شمال غربي سورية، حيث ارتفع عدد المدنيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى 4.1 مليون، في حين ظل معدل التطعيم الإجمالي ضد COVID-19 أقل من 5%.

وجاء في البيان أن “المساعدات المقدمة إلى شمال غرب سورية لم تتجاوز الاستجابة لحالات الطوارئ، والمطلوب هو توسيع الوصول، وليس المزيد من القيود”.

من جانبها، اعتبرت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، أن تمديد التفويض مدة 6 أشهر هو “انتصار مؤقت” للعاملين في المجال الصحي والإنساني في المنطقة وملايين السوريين.

وأضافت أن “هذا الحل الوسط الضيق للغاية والمشين لا يؤدي إلا إلى إعادة تشغيل مؤقتة للعاملين في المجال الصحي والإنساني، الذين يحتاجون إلى متسع من الوقت للتخطيط لمهامهم في سورية”.

وكذلك، أصدر فريق “مسقو استجابة سوريا” بياناً عبر خلاله عن “خيبة أمل كبيرة نتيجة رضوخ مجلس الأمن الدولي للمطالب الروسية، علماً أنه كان بالإمكان الوصول إلى حلول إضافية، وهو ما يكشف زيف التصريحات الدولية عن وجود خطط بديلة”.

وأضاف أن “القرار الأخير هو الحلقة الأخيرة في بدء عمليات إغلاق معبر باب الهوى الحدودي أمام العمليات الإنسانية خلال الفترة القادمة، وتحويل مسار المساعدات الإنسانية إلى مناطق النظام السوري مع قبول دولي لهذا الأمر وقبول الأمم المتحدة”.

روسيا تطرح خيارين

بموجب قرار مجلس الأمن الدولي، اليوم، فإن آلية إدخال المساعدات ستنتهي في العاشر من شهر يناير / كانون الثاني 2023، وسيكون تمديد الآلية الإنسانية عبر “باب الهوى” مشروطاً بأن يقدم الأمين العام، أنطونيو غوتيرش، تقريراً خاصاً حول الاحتياجات الإنسانية في سورية، في موعد لا يتعدى 10 من ديسمبر/ كانون الأول 2022.

واشترطت روسيا لتمرير القرار أن يكون التمديد لـ 6 أشهر فقط، أو يتم إنهاء هذه الآلية.

إذ نقلت وكالة “فرانس برس” عن مندوب في مجلس الأمن، لم تكشف عن هويته، أن روسيا فرضت على أعضاء المجلس خيارين اثنين، “إما أن يتم إنهاء هذه الآلية، أو تمديدها لمدة 6 أشهر فقط”.

وأضاف: “لا نستطيع ترك الناس يموتون”، مبرراً موافقة المجلس على التمديد لـ 6 أشهر فقط.

وكانت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قد قالت، الأحد الماضي، “عملنا طوال عطلة نهاية الأسبوع مع أعضاء مجلس الأمن للتوصل إلى حلّ وسط”.

وأضافت غرينفيلد عبر “تويتر”: “تلتزم الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للسوريين في إدلب، وسنواصل القتال من أجل استمرار التفويض العابر للحدود”

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا