دوريات التحالف الدولي و”قسد”.. هل تعلّقت أم استؤنفت؟

شهدت الساعات الماضية منذ صباح أمس الجمعة تضارباً بالتصريحات المتعلقة بالدوريات التي يجريها التحالف الدولي برفقة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال وشرق سورية.

وبينما أكدت هذه التصريحات أولاً “تعليقها” بسبب العملية الجوية التي بدأتها تركيا، تحدثت وكالة فرنسية بعد ذلك عن استئنافها مجدداً، حتى أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ليلة السبت، عن تعليقها بالفعل، واقتصار تسييرها في محيط سجون معتقلي “داعش” ومخيم الهول.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت صباح أمس الجمعة عن الناطق باسم “قسد”، آرام حنا قوله إنهم “علقوا التنسيق والعمليات المشتركة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بعد القصف التركي”.

وأضاف حنا أن “كل عمليات التنسيق والعمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وكذلك جميع العمليات الخاصة المشتركة التي كنا ننفذها بانتظام، قد توقفت”.

لكن وبعد ساعات من هذا الإعلان ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس” أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن استأنف دورياته المعتادة في مناطق سيطرة “قسد”، بعد تقليصها إثر الضربات الجوية التركية على المنطقة.

وقال مراسل الوكالة إن دوريتين للتحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” انطلقتا صباح الجمعة في اتجاهين مختلفين، من قاعدة رميلان في شمال شرق البلاد برفقة مقاتلين من “قسد”.

وتضمّنت كل دورية أربع مدرعات رفعت الأعلام الأمريكية، ورافقها سيارة عسكرية لـ”قسد”، إذ جالت إحداها في قرى متاخمة للحدود التركية قرب مدينة المالكية الحدودية، فيما توجهت الثانية شرقاً باتجاه الحدود العراقية.

تعلقت أم استؤنفت؟

وكان التحالف الدولي قد قلّص دورياته خلال الأيام الماضية، إثر الضربات التركية التي استهدفت بدءاً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر مواقع سيطرة “قسد”، ضمن عملية جوية سميت “السيف المخلب”.

وتراجعت الدوريات، وفق ما نقلت “فرانس برس” عن مصدر كردي، من “20 دورية أسبوعياً إلى نحو خمس أو ست تقريباً بعد الضربات التركية”.

وقال “لم يتوقّف التنسيق بين قوات سوريا الديموقراطية والتحالف، لكنه تراجع مع تقليص الدوريات وحاجة قوات سوريا الديموقراطية للتركيز على التصدي للتهديدات التركية وحماية مناطقها”.

لكن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) قدمت رواية مختلفة، ليلة السبت، ونقلت عنها وسائل إعلام أنها أوقفت الدوريات العسكرية المشتركة لمواجهة تنظيم “الدولة” في شمال وشرق سورية.

وقالت “سنتكوم” إن القوات الأميركية أوقفت الآن جميع العمليات المشتركة مع “قسد”.

لكنها أضافت أن “القوات الكردية والأمريكية تواصل تسيير دوريات والحفاظ على الأمن في مخيم الهول للنازحين والسجون”.

ومنذ شنّ تركيا عمليتها الجوية ثم تهديدها بشن هجوم بري، لوحت “قسد” بورقة “داعش” وعمليات التنسيق مع التحالف، وأنها ستضطر لإيقافها، بسبب ما تتعرض له من هجمات.

وحتى الآن ما يزال المشهد ضبابياً بخصوص العملية التي أطلقتها تركيا، وعما إذا كانت ستتحول إلى هجوم بري أم لا، خاصة أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لوّح بالقول إن عملية “السيف المخلب ما هي إلا البداية”.

ولا تزال الولايات المتحدة لديها حوالي 900 جندي في سورية، “لتقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية، ومساعدتها في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.

وتنتشر هذه القوات في مناطق متفرقة من محافظتي الحسكة والرقة ودير الزور، وكذلك الأمر بالنسبة للقوات الروسية التي تنتشر أيضاً في بعض المواقع في شرق سورية.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا