رسائل أردوغان في “خطاب النصر”: اللاجئون والتضخم والسياسة الخارجية

بعد حسمه نتائج الرئاسة وفوزه بولاية جديدة مدتها خمس سنوات، أطل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من نافذتي اسطنبول وأنقرة، بخطابين منفصلين، متحدثاً عن ملفات ووعود للمرحلة المقبلة.

بدأ أردوغان “خطاب النصر” من اسطنبول بأغنية للمغني التركي جنكيز كورت أوغلو، وهي الأغنية الاحتفالية المفضلة لحزبه، واعتاد أردوغان غناءها في حملاته الانتخابية.

وتقول: “لمن يسمع ولمن لا يسمع، لمن يسأل ولمن لا يسأل.. نحبه كثيراً”.

أما من المجمع الرئاسي في أنقرة، بدأ أردوغان خطابه بالتأكيد على أن تركيا “هي الرابح الوحيد” في هذه الانتخابات، التي “لا خاسر فيها”.

واستعرض برنامجه للمرحلة المقبلة، والتي شملت ملفات حساسة بالنسبة للشعب التركي، أبرزها الوضع الاقتصادي واللاجئون.

التضخم في “خطاب النصر”

أمام 320 ألفاً من الحشود، قال أردوغان من القصر الرئاسي في أنقرة، إن حكومته ستركز خلال المرحلة المقبلة على الوضع الاقتصادي في البلاد، وحل مشكلة التضخم.

وأضاف أن حل المشاكل الناتجة عن ارتفاع الأسعار بسبب التضخم، هو الموضوع “الأكثر إلحاحاً” في الأيام القادمة.

مشيراً إلى أن “حلها ليس بالأمر الصعب بالنسبة لنا”.

وقال: “ألم نثبت ذلك بتخفيض سعر الفائدة والتضخم”.

وتابع: “تم تخفيض معدل الفائدة مؤخراً إلى 8.5 سوف ترون كيف سينخفض التضخم أيضاً”.

وتحدث أردوغان في خطابه عن دعم الاقتصاد التركي، والتركيز على الإنتاج في مجال الصناعة والطاقة، ما يؤدي لانخفاض معدل البطالة، حسب قوله.

وقال إن بلاده لم تأخذ قروضاً من صندوق النقد الدولي منذ 10 سنوات، في وقت كانت تدعو فيه المعارضة التركية إلى اللجوء للقروض.

وأضاف: “تحقيق الأمن والاستقرار أمر هام وعلينا بناء اقتصاد إنتاجي وسنحقق قفزة جديدة ستبهر الجميع”.

اللاجئون و”طوعية العودة”

باعتباره أكثر المواضيع طرحاً وجدلاً في الفترة التي سبقت الانتخابات، تطرق أردوغان في “خطاب النصر” إلى ملف السوريين في تركيا.

وأكد مجدداً على أن بلاده مستمرة بنهج “العودة الطوعية” للاجئين السوريين، عبر تنفيذ مشاريع سكنية وخدمية بالشمال السوري.

وقال: “العودة الطوعية إلى بلادهم بشكل آمن جزء مهم من سياستنا”.

وتحدث عن مشروع سكني بدعم قطري، سيؤمن العودة لمليون لاجئ سوري.

وأضاف: “من واجبنا تلبية تطلعات مواطنينا بالطرق والأساليب التي تليق بأمتنا. لقد أعدنا طوعاً قرابة 600 ألف شخص إلى مناطق آمنة على الأراضي السورية”.

وتصدر ملف اللاجئين السوريين في تركيا الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين، قبل أيام من جولة الإعادة.

وشنت أحزاب المعارضة خطاباً “يحض على الكراهية” ضد السوريين، وتوعدت بترحيلهم خلال عام.

فيما تعاطى “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، بأسلوب “ناعم” مع عودة السوريين لبلدهم، عبر التركيز على “طوعية” و”أمان” العودة.

أردوغان والسياسة الخارجية

بمعرض حديثه عن السياسة الخارجية لبلاده، أكد الرئيس التركي، مواصلة المعركة ضد التهديدات الأمنية والمنظمات “الإرهابية”، على الحدود الجنوبية لتركيا مع سورية والعراق.

وقال: “سوف نستمر في إبعادهم عن حدودنا عبر أنشطة متعددة الأوجه”.

وتحدث عن تشغيل القنوات السياسية والدبلوماسية “بشكل أكثر فاعلية”، لمكافحة تلك التهديدات.

كما وعد بتعزيز مكانة تركيا بشكل أكبر، من خلال نقل الاستثمارات في النقل والطاقة إلى المستوى العالمي، باعتبارهما البنية التحتية الأساسية للتنمية.

وقال: “سنزيد تعاوننا الاقتصادي مع روسيا وسنطور القطاع السياحي والخدماتي”.

انتخابات تركيا: كيف سيؤثر التصويت على السياسة الخارجية؟

وكان الرئيس التركي قد حصل على 52.2% من أصوات الناخبين خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، أمس الأحد.

وحقق بذلك فوزاً “صعباً” على مرشح المعارضة كمال كلشدار أوغلو، الذي حصل على 47.8% من الأصوات.

قد يعجبك أيضا