سفينة روسية مليئة بـ”القمح الأوكراني المسروق” تصل ميناء اللاذقية

أظهرت صور أقمار صناعية جديدة عرضتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” الأمريكية، وصول سفينة شحن روسية مليئة بالحبوب، إلى ميناء اللاذقية، ويُعتقد أنها سُرقت من المزارع الأوكرانية، وهي الثانية خلال هذا الشهر.

وتبيّن الصور التي عرضتها شبكة “سي إن إن” أمس الأحد، ناقلة البضائع “ماتروس بوزينيتش” في اللاذقية بتاريخ 27 من أيار/ مايو الجاري، وهي السفينة التي سميت على اسم جندي روسي قُتل في سورية عام 2015.

وهذه السفينة، هي واحدة من 3 سفن كانت تحمل الحبوب في ميناء سيفاستوبول في القرم، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكانت قد شُوهدت آخر مرة في سيفاستوبول في 19 أيار/ مايو، وتم تعقبها بعد ذلك عبر مضيق البوسفور، وجنوباً على طول الساحل التركي.

وتشير التقديرات وفق الشبكة الأمريكية إلى أن السفينة يمكن أن تحمل حوالي 30 ألف طن من الحبوب.

وبعد أن وصلت السفينة إلى المنطقة عبر مضيق البوسفور، حاولت أن ترسو في ميناء الاسكندرية في مصر، لكن تم رفض طلبها، لترسل إلى بيروت وتُرفض مرة أخرى، ومن ثم توجهت إلى اللاذقية. 

وفي وقت سابق، أفادت “سي إن إن” أن قوافل من الشاحنات شوهدت تحمل الحبوب من المزارع والصوامع في جنوب أوكرانيا إلى شبه جزيرة القرم. 

وتتهم السلطات الأوكرانية، القوات الروسية في المناطق المحتلة بمصادرة أكثر من 400 ألف طن من الحبوب.

وفي تعليق لها على التصدير غير المشروع للحبوب الأوكرانية، قالت مديرية المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية، في 4 أيار/ مايو، إن “جزءاً كبيراً من الحبوب المسروقة من أوكرانيا موجود على متن سفن تبحر تحت العلم الروسي في مياه البحر الأبيض المتوسط”.

وأضافت أن “سورية هي الوجهة الأكثر احتمالاً للشحنة، ويمكن تهريب الحبوب من هناك إلى دول أخرى في الشرق الأوسط”.

وتهدد سرقات الحبوب محصول هذا العام في أوكرانيا.

وتعد أوكرانيا واحدة من أهم البلدان المنتجة للحبوب في العالم.

ويبلغ سعر الطن من القمح حوالي 400 دولار في الأسواق العالمية، وقد ارتفع بشكل حاد هذا العام.

“إرهاب الغذاء”

ووصفت أوكرانيا في وقت سابق، سرقة موسكو لأطنان من حبوب في المناطق التي سيطرتها عليها بـ”إرهاب الغذاء“.

وقالت كييف في 8 أيار/ مايو، إن الجنود الروس يستهدفون محاصيل المزارعين في جنوب وشرق دونباس، مع استمرار القتال العنيف. 

ومع الهجوم الروسي على أوكرانيا المعروفة بأنها “مخزن حبوب أوروبا”، ارتفعت أسعار القمح لأعلى مستوى منذ 14 عاماً.

بينما أوقف الحصار الذي أعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، حركة المرور البحري المدني، ما تسبب بخنق الصادرات الزراعية الأوكرانية.

ولدى أوكرانيا رقعة زراعية تصل مساحتها إلى 32 مليون هكتار، إذ تغطي الأراضي الخصبة نحو 70 بالمئة من مساحتها، وتصل نسبة الأراضي الصالحة للزراعة لديها نحو ثلث إجمالي نظيرتها في الاتحاد الأوروبي.

كما تُعد من أكبر 10 دول مصدرة للحبوب في العالم.

ويشكل إنتاج روسيا وأوكرانيا من القمح حوالي 14 في المئة من الإنتاج العالمي، وتمثل صادراتهما ثلث نظيرتها العالمية للقمح، وفي 2019 بلغت حصة البلدين من الصادرات العالمية حوالي 25 بالمئة.

وأدى الغزو الروسي، إلى قطع الإمدادات من موانئ أوكرانيا، التي كانت تصدر في السابق كميات هائلة من زيت عباد الشمس، وكذلك الحبوب مثل الذرة والقمح.

وخلال السنوات الماضية، كانت روسيا المورد الأول لنظام الأسد.

وعمد النظام إلى تأمين القمح عن طريق مناقصات دولية وشراء القمح، خاصة من روسيا، لتصبح كمية القمح المستورد منها، نحو نصف الكمية المؤمنة في عام 2020، وفق بيانات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومته.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا