سكان مخيمات يتحدثون عن أبرز احتياجاتهم بعد عواصف ريفي إدلب وحلب

خلّفت عواصف الثلوج التي تأثرت بها مناطق شمال غربي سورية، خلال الأسبوعين الأخيرين، أزمات إنسانية إضافية في مخيمات النازحين بريفي إدلب وحلب.

وبينما تأثرت مساحات واسعة في ضواحي جسر الشغور بريف إدلب بالعواصف الثلجية، فإن مناطق ريف حلب الشمالي الغربي، كانت الأكثر تضرراً، وخاصة منطقة عفرين، والمخيمات الواقعة فيها.

وأتت “أزمة الثلوج” وسط استجابة طارئة لمؤسسات إنسانية ناشطة في شمال غربي سورية، لكن سكان مخيمات متضررة، قالوا بأن الاستجابة كانت دون حجم الكارثة.

وتقول مؤسسات إغاثية في إدلب وريف حلب، إن فرقها بذلت جهوداً لتقديم ما استطاعت من خدمات الإستجابة في أزمة تحتاج لإمكانيات ضخمة، إذ أن عدد المخيمات العشوائية التي تؤوي ربع مليون شخص، يبلغ نحو 450 مخيماً، وهي المخيمات الأكثر ضعفاً بين عدد المخيمات الكلي البالغ نحو 1500في ريفي حلب وإدلب.

عامل إغاثة يحمل كيساً من حطب التدفئة في مخيم الجاسم الواقع بين منطقتي اعزاز وعفرين بريف حلب الشمالي 27 يناير/كانون الثاني 2022(السورية.نت)

وتنشط مؤسسات وفرق إغاثية عديدة في مناطق شمال غرب سورية، حيث يتركز نشاط بعضها في العمل على إيواء المئات من سكان المخيمات في منازل شيّدت وتشيّد حالياً، لكن أعدادها تبقى محدودة قياساً بعدد سكان المخيمات البالغ وفق أخر احصائيات فريق “استجابة سوريا” نحو مليون ونصف شخص، يحتاج معظمهم لمساعداتٍ دورية تعينهم في تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الأساسية.
واستطاع “فريق ملهم التطوعي” خلال الاسبوع الماضي، جمع تبرعاتٍ ستمكّنه من توفير إيواءٍ دائمٍ لنحو 500 عائلة كانت تسكن الخيام، حيث يقول القائمون عليه أنهم حققوا خطوة في طريقٍ طويل لإنهاء معاناة عشرات آلاف العائلات الأخرى التي مازالت تسكن الخيام منذ سنوات.

وتعمل مؤسسات إغاثية عديدة في نفس المسار، الذي تأمل فرق إغاثية في أن يُخفضَ أعداد المخيمات للحد الأدنى، عبر نقل ساكنيها تدريجياً لتجمعات سكنية دائمةً شُيّدت بعضها.

لكن هذا المسار الذي يهدف لإيواء أكبر عدد ممكن من سكان المخيمات في بيوتٍ دائمة، سيستغرق وقتاً وفق القائمين عليه، والذين يقولون أنهم بموازاة ذلك عليهم الاستمرار بتقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفاً من سكان مناطق شمال غربي سورية عموماً، وسكان المخيمات خصوصاً.

أكثر المخيمات تضرراً

وبينما تتوزع مئات المخيمات في محافظة إدلب وأرياف حلب الشمالية والغربية، فإن المخيمات التالية كانت من أبرز المخيمات  المتضررة بالعاصفة الثلجية الأخيرة:

حرش الخالدية

تأسس المخيم الواقع شرقي مدينة عفرين بريف حلب، عام 2020، ويقطن فيه حوالي 185 عائلة مهجرة من قرى وبلدات منطقة ريف حلب الجنوبي، فضلاً عن 190 خيمة يضمّها المخيم.

تأثر المخيم بالعاصفة الثلجية إذ تضررت حوالي 85 خيمةً.

يوضح أبو حاتم مدير المخيم لـ”السورية.نت” أنّ أبرز احتياجاتهم بعد العاصفة تتمثل في سلل غذائية وعوازل وإسفنج ومواد تدفئة.

ويلفت إلى أنّ “الاستجابة للعاصفة الثلجية كانت خجولة واقتصرت على توزيع مادة الخبز لمرة واحدة”.

مخيم دعوة خير

تأسس المخيم الواقع في محيط ناحية “المعبلطي” بريف عفرين في يناير/كانون الثاني 2020، ويقطن فيه حوالي 109 عائلات تنحدر من ريفي إدلب وحماة، فضلاً عن 115 خيمة يضمها المخيم.

تأثر المخيم بالعاصفة الثلجية وتضررت حوالي 7 خيام.

يوضح خالد أبو جاسم مدير المخيم لـ”السورية.نت”، أن أبرز احتياجات المخيم عقب العاصفة هي “فرش وتبحيص أرض المخيم وأغطية للخيام (شوادر) وعوازل مطرية”.

أما الاستجابة، بحسب أبو جاسم ، فقد تركزت على “مواد التدفئة والسلل الغذائية والإسفنج والحرامات واللحوم”.

قطرانية

تأسس مخيم “قطرانية” الذي يبعد 2 كيلو متراً عن ناحية المعبطلي بريف عفرين، في فبراير/شباط 2020، ويقطن فيه حوالي 86 عائلة تنحدر من أرياف حلب الجنوبي وحماة وإدلب، فضلاً عن 90 خيمة يضمها المخيم.

تأثر مخيم “قطرانية” بالعاصفة الثلجية وتضررت حوالي 12 خيمة.

يوضح خالد أبو جاسم مدير المخيم لـ”السورية.نت” أن أبرز احتياجات المخيم عقب العاصفة هي “خيام بديلة للخيام التي تضررت وانهدمت بالعاصفة الثلجية”.

بينما كانت الاستجابة جيدة للمخيم، حسب أبو جاسم، وتركزت على التدفئة والخبز والسلل الغذائية ومبالغ مالية وألبسة أطفال وعوازل للخيام.

عمال إغاثيون يُصلحون خياماً تضررت بالعاصفة في منطقة كللي بريف إدلب الشمالي 24يناير/كانون الثاني 2022(السورية.نت)

دار كبير

تأسس مخيم “دار كبير” الملاصق لناحية “معبلطي” بريف عفرين في مارس/آذار 2020، وتقطن فيه حوالي 21 عائلة، تنحدر من منطقة ريف حلب الجنوبي، فضلاً عن 22 خيمة يضمها المخيم.

تأثر مخيم “دار كبير” بالعاصفة الثلجية وتضررت حوالي 5 خيام.

يوضح خالد أبو جاسم مدير المخيم لـ”السورية.نت” أن أبرز احتياجات المخيم عقب العاصفة هي “الخيام والعوازل والسلل الغذائية”.

واقتصرت الاستجابة بحسب أبو جاسم، على توزيع مواد تدفئة ومبالغ مالية.

حرش الزيادية

تأسس مخيم “حرش الزيادية” الواقع قرب مدينة عفرين في شهر فبراير/شباط 2020، ويضم حوالي 286 عائلة تنحدر من ريف مدينة معرة النعمان الشرقي وريف حلب الجنوبي والغربي، فضلاً عن 286 خيمة يضمها المخيم.

تأثر مخيم “حرش الزيادية” بالعاصفة الثلجية وتضررت حوالي 53 خيمة.

يوضح بشار الحمادي مدير المخيم لـ”السورية.نت”، أنّ أبرز احتياجات المخيم عقب العاصفة هي “سلل المواد غير الغذائية والخيام والسلل الغذائية وسلل المنظفات”.

بينما اقتصرت الاستجابة على “كيس فحم” للتدفئة وبطانيات عدد 2، لكل عائلة.

صدقة

تأسس مخيم “صدقة” قرب بلدة الزوف بريف إدلب غربي عام 2014، ويقطن فيه حوالي 400 عائلة تنحدر من منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية، فضلاً عن 500 خيمة يضمّها المخيم.

ويعتبر المخيم من أكبر مخيمات تجمع “الزوف” وأكثرها تضرراً بالعاصفة الثلجية.

وتضررت حوالي 110 خيام بشكل كامل، وأكثر من 150 خيمةً بشكل جزئي بآثار العاصفة الثلجية.

يوضح خالد الأحمد مدير المخيم، لـ”السورية.نت”، أنّ أبرز احتياجات المخيم عقب العاصفة، هي “استبدال الخيام وسلل طوارئ ومنظفات ومواد تدفئة وعوازل داخلية وخارجية وفرش للخيام وأغطية (شوادر)، إضافةً إلى الألبسة الشتوية”.

ويشير الأحمد إلى أنّ نسبة 80 في المئة من الخيام غير صالحة للسكن، وتالفة ومهترئة، مشيراً إلى أن فرقاً إغاثية زارت المخيم وقدمت مواداً للتدفئة.

أطفال يلهون بعد تساقط الثلوج في مخيمهم بريف حلب 23 يناير/كانون الثاني 2022(السورية.نت)

الإخاء

تأسس مخيم “الإخاء” الواقع محيط بلدة الزوف غربي إدلب، عام 2013 ويقطن فيه حوالي 270 عائلة تنحدر من منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، فضلاً عن 300 خيمة يضمها المخيم.

تأثر المخيم بالعاصفة الثلجية حيث تضررت حوالي 80 خيمة بشكل كامل وأكثر من 110 خيام جزئياً.

أبرز احتياجات المخيم “سلل غير غذائية ومواد تدفئة وسلل طوارئ مع عوازل داخلية وخارجية وخيام”.

بينما الاستجابة اقتصرت على توزيع مادة “البيرين” للتدفئة وبطانيات لكل عائلة.

مخيمات بلبل وجاسم

وتعتبر مخيمات منطقة راجو، من أكثر المخيمات التي تأثرت بالعاصفة الثلجية الأخيرة، وهي مخيماتٌ عديدة تقع قربها أيضاً مخيمات الجاسم وبلبل، وتقطنها مئات العائلات النازحة من مناطق إدلب وحماه وبعض أرياف حلب.

وفي حديث سابق لـ”السورية.نت”، أشار وليد عليطو، وهو مدير مكتب “إحسان للإغاثة والتنمية”، إلى أن فرق مؤسسته جالت على عددٍ كبير من المخيمات المنكوبة في المنطقة، حيث “تم تقديم  قسائم بقيمة 100 دولار أمريكي لأكثر من 474 عائلة، سبقها جلسات إسعاف أولية من قطاع الحماية”.

أما في مخيم “الجاسم” الواقع على طريق عفرين ـ اعزاز شمالي حلب، فقد أكد عليطو، أن “إحسان” استجابت بتقديم مدافئ  وكميات من الوقود غطت 73 عائلة.

عمال إغاثة ينقلون مواد تدفئة لمخيم جاسم بريف حلب الشمالي الغربي 27 يناير/كانون الثاني 2022(السورية.نت)

و“في مخيم (بلبل) وزعت الفرق قسائم نقدية بقيمة 100 دولار لحوالي 637 عائلة من النازحين ضمن البلدة، سيتبعها قريباً توزيع على مخيمات المنطقة هناك”.

وفي مدينة عفرين، كانت الاستجابة لحوالي 1039 عائلة بقسائم شتوية بقيمة 100 دولار، موضحاً أنّ المنظمة تعمل على توسعة إضافية تشمل 3750 عائلة أخرى.

“كن دفئاً لهم”

وأطلقت منظمات إنسانية في مناطق شمال غربي سورية، الأسبوع الماضي، حملة تحت شعار “كن دفئاً لهم”، لإغاثة المتضررين في المخيمات بالعاصفة الثلجية.

وجاءت الحملة في إطار “التدخل العاجل لتلبية الاحتياجات الضرورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية، وسط ما تشهده المنطقة من برد قارس وتواصل للعواصف وتساقط الثلوج والأمطار، في ظل أوضاع معيشية واقتصادية قاسية”، بحسب بيان الحملة.

وشارك في المبادرة حوالي 15 مؤسسة إغاثية منها “إحسان للإغاثة والتنمية” (أحد مشاريع المنتدى السوري) و”بنيان” و”بنفسج” و”عطاء” و”شفق”، وغيرها من المنظمات العاملة في المنطقة.

ووجّهت المبادرة في بيانها مناشدة “بضرورة المشاركة والوقوف مع الحملة في استجابتها للمخيمات والتي تعمل من خلالها على توفير الخدمات اللازمة وخاصة للفئات الأشد ضعفاً، والحد من الآثار الناجمة عن الظروف المأساوية”.

المخيمات المتضررة تتزايد

وقال فريق “منسقو الاستجابة” في شمال سورية، الأربعاء الماضي، إنّ عدد المخيمات المتضررة بالعواصف الثلجية والمطرية ارتفع إلى 266 مخيماً خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري.

وأوضح أن نسبة 70% من مخيمات النازحين يعجز قاطنوها عن تأمين مواد تدفئة خلال هذا العام، كما يحتاج حوالي 95% من المخيمات إلى تركيب مواد للعزل على الخيام.

ولفت الفريق إلى أنّ الاستجابة من المنظمات الإنسانية لم تحدث تحسناً في المخيمات بسبب استمرار العوامل الجوية وزيادة حجم الأضرار.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا