طوابير الخبز تعود للمشهد في إدلب..لماذا الآن؟

تفاعل ناشطون خلال اليومين الماضيين، على مواقع التواصل مع مشاهد أظهرت طابوراً كبيراً من السكان، على نافذة فرن خبز في مدينة سرمدا شمالي إدلب.

ويأتي الطابور أمام فرن سرمدا إحدى أكبر مدن الشمال السوري، في ظل أزمة خبز تشهدها المناطق الخاضعة لإدارة “حكومة الإنقاذ” في ريفي إدلب وحلب منذ شهرين.

طوابير على الأفران المدعومة

قال مراسل “السورية.نت” في إدلب، إنّ طوابير الخبز تتركز أمام الأفران التي تلقّت دعماً مؤخراً من “حكومة الإنقاذ”.

وفي ظل ارتفاع أسعار الخبز الحرّ، شهدت الأفران التي شملها دعم  “الإنقاذ” إقبالاً كثيفاً من الأهالي، الأمر الذي أدى إلى ظهور الطوابير.

ولاقت آلية دعم الأفران الجديدة، انتقاداً على اعتبارها كانت سبباً في ظهور الطوابير، بحسب المنتقدين، إذ إنّ الأفران المدعومة توفر كميات محدودة للسكّان.

بعد استياء شعبي..”دعم” يقتصر على مادة الخبز في إدلب

في هذا السياق، يوضح حمدو الجاسم مدير العلاقات العامة في وزارة اقتصاد “الإنقاذ”، أن “الازدحام على فرن سرمدا الآلي لم يستمر لأكثر من ساعة واحدة، مؤكداً وجود فائض من الخبز في الفرن ذاته عقب الانتهاء من عملية التوزيع”.

ويشير  خلال حديثه لـ”السورية.نت”، إلى أنّ “الازدحام كان سببه تجمع عدد كبير من سكان المدينة والمخيمات المحيطة بها أمام الفرن، قبل توزيع الخبز بأكثر من ساعة”.

وحول الإجراءات المتخذة للحد من أزمة الطوابير، قال إنّ “وزارة الاقتصاد تتعامل مع المناطق التي تشهد ازدحاماً من خلال زيادة أعداد ربطات الخبز المدعومة المخصصة للفرن”.

كيف تبدو الأسعار؟

تسجل ربطة الخبز المدعوم من “حكومة الإنقاذ” سعر ليرتين ونصف، بوزن 600 غرام، في حين يبلغ وزن ربطة الخبز الحرّ 500 غرام وسعر 3 ليرات ونصف بالعملة التركية.

بينما تسجّل ربطة الخبز المدعومة من منظمة (جول) وزن كيلو غرام وسعر 4 ليرات وربع.

وتشير الإحصاءات إلى أنّ دعم المنظمات لمادة الخبز يشمل أكثر من 40 في المئة من سكّان المنطقة.

كميات محدودة 

يوفر الدعم المقدّم للأفران كمية محدودة من الخبز، وليست مفتوحة، وهذا أحد أبرز أسباب ظهور الطوابير والازدحام على أبواب الأفران المدعومة كما يؤكد مراسل “السورية.نت”.

يقول أبو يزن، مهجّر من مدينة خان شيخون، ومقيم في مدينة إدلب لـ”السورية.نت”، إنّ “طابور الخبز في فرن الحيّ الذي يقطن فيه يبدأ من الساعة 8 وحتى الواحدة والنصف، وبعد انتهاء الكمّية المدعومة المخصصة يبدأ توزيع الخبز الحرّ”.

يوضح أبو يزن، أنّ “الخبز الحر شاقّ مادياً، في وقتٍ يمكن تأمين خبز مدعوم بنصف القيمة تقريباً، لكن الانتظار على الطابور قد يعطلني عن عملي لساعات”.

في مدينة الأتارب غربي حلب، كان مشهد الطابور حاضراً بعد دعم فرن وحيد في المدينة التي يقطن فيها أكثر من 100 ألف نسمة.

يقول قاسم رمّاح، ناشط من المدينة، إنّ سبب الأزمة يعود لتخصيص كمية لا تغطي أعداد السكان كاملة، وعلى إثر ذلك ظهرت طوابير الخبز قبل أن يتمّ حلها ببدء التوزيع عن طريق المناديب.

ويشير رماح لـ”لسورية.نت”، إلى أنّ الأزمة ما زالت قائمة رغم بدء التوزيع عن الطريق المندوبين، لأن دفتر العائلة الواحدة مخصص له كيس واحد من الخبز (وزن 1200 غرام وسعر 5 ليرات)، مؤكداً أنّ هذا المخصص لا يتوفر لجميع عائلات المدينة، كما أنّ الكيس الواحد لا يلبي حاجة العائلة غالباً.

اجتماع طارئ

وكان اجتماع لما عرف بـ”قيادة المنطقة المحررة”، ضم كلاً من “هيئة تحرير الشام، وحكومة الإنقاذ ومجلس الشورى العام”، أقر دعماً وُصِفَ بـ”الخجول” لمادة الخبز.

وجاء الاجتماع “الطارئ” بحضور “أبو محمد الجولاني”، 24 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، بدعوة من مجلس الشورى العام (وهو مجلس توافقي مقرّب من هيئة تحرير الشام) لمناقشة أزمة الغلاء العامة والخبز تحديداً.

وتعهّد الجولاني في الاجتماع، بتقديم مبلغ 3 مليون دولار أمريكي لـ 40 فرناً حكومياً وغير حكومي، في المناطق الخاضعة لإدارة “الإنقاذ” المدعومة من “هيئة تحرير الشام” التي يقودها.
وجاء كل ذلك عقب تدهور سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما أرخى بظلاله على مناطق شمال غرب سورية، التي تتعامل أسواقها بهذه العملة، وشهدت ارتفاعاً حاداً بأسعار السلع الأساسية والكمالية.

قد يعجبك أيضا