“فاتورة الجزار”.. تقرير ينتقد جهود الأسد للاستفادة من كارثة الزلزال

قالت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية إن جهود الأسد للاستفادة من مأساة الزلزال الذي ضرب سورية في 6 فبراير/ شباط الماضي، هي بمثابة “فاتورة الجزار”.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أمس الاثنين، أن نظام الأسد يستخدم تدفق المساعدات والأموال من أجل إعادة تأهيل سمعته دولياً و”غسل خطاياه الكثيرة”.

نهب المساعدات

تقول الصحيفة في تقريرها إن العاملين في الجمعيات الخيرية في مناطق سيطرة النظام، يشتكون من تحويل المساعدات الدولية المخصصة لمئات الآلاف من ضحايا الزلزال، إلى مشاريع خاصة ببشار الأسد وعائلته.

ونقلت عن شهود قولهم إنه لم يتم تسليم سوى جزء بسيط من المساعدات لضحايا الزلزال، مضيفة أن “الأسوأ من ذلك، هو استخدام نظام دمشق تدفق الأموال والمساعدات لإعادة تأهيل سمعته في المنطقة، ليغسل خطاياه المتعددة”.

وأشارت إلى أنه “من المقبول على نطاق واسع أن الرئيس السوري وأفراد عائلته الحاكمة يجب أن يحاسبوا على واحدة من أسوأ جرائم الحرب في القرن الحادي والعشرين”، خاصة أن النظام مسؤول عن مقتل 350 ألف شخص منذ عام 2011، فضلاً عن اعتقاله الآلاف قسرياً وتهجيره أكثر من 14 مليون سوري واستخدامه أسلحة محرمة دولياً.

وتشير إحصائيات صادرة عن حكومة النظام إلى أن إجمالي عدد طائرات المساعدات الإغاثية التي حطت في المطارات الثلاثة (دمشق- حلب- اللاذقية)، بلغ 283 طائرة منذ وقوع الزلزال في 6 فبراير/ شباط الماضي وحتى مساء أمس الإثنين.

كما نشطت قوافل المساعدات عن طريق المعابر البرية في مناطق سيطرة النظام، والحدودية مع العراق والأردن ولبنان.

وتتخوف منظمات إنسانية دولية من عدم وصول المساعدات لمستحقيها، خاصة أن النظام لديه سوابق بتسييس المساعدات وحجبها عن المحتاجين لها.

الإمارات تقود تعويم الأسد

أشارت صحيفة “ذا تايمز” في تقريرها إلى وجود اندفاع في العالم العربي لإلغاء العزلة المفروضة على الأسد وإخراجه من الوضع الحالي “عن طيب خاطر”.

وأضافت أن الإمارات تقود جهود التطبيع مع النظام وتضغط لرفع العقوبات عنه، تحت ذرائع مساعدة ضحايا الزلزال في سورية، لكنها في الواقع تسعى لإقناع العالم بالتراجع عن مقاطعة الأسد.

وأردفت: “يعكس ذلك جزئياً الرغبة في العودة إلى إعادة إعمار سورية مع احتمالية إبرام عقود بناء مربحة. كما تسترشد بالرغبة في فصل نظام الأسد عن طهران وتشكيل جبهة أكثر تكاملاً ضد الإيرانيين”.

وتحدثت الصحيفة البريطانية عن تخفيف واشنطن العقوبات المفروضة على النظام وسماحها بتدفق الأموال بحرية لسورية مدة 6 أشهر، ما أعطى للعرب “ثقة بالنفس” لإعادة التواصل مع الأسد، مشيرةً إلى أن “المستفيد المباشر: ديكتاتور يداه ملطخة بالدماء”.

واعتبرت أن الزلزال لم يكن قاتلاً فحسب، بل أصبح فرصة “جيوسياسية” بالنسبة للأسد من أجل تحسين سمعته دولياً.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا