“كشيش أو الجراح”.. مطار استراتيجي خضع لسيطرة أطراف أربعة

عاد مطار الجراح العسكري بريف حلب الشرقي إلى الواجهة الإعلامية بعد افتتاحه رسمياً، الأسبوع الماضي، من قبل النظام وروسيا، ليصبح قاعدة عسكرية إضافية للأخيرة في الشمال السوري.

وتعتبر القوات الروسية هي القوة الرابعة التي تسيطر على المطار، خلال سنوات القتال الماضية، إذ خضع لسيطرة ثلاثة أطراف منذ 2013 وحتى 2017.

ويقع مطار الجراح، والذي يعرف أيضاً باسم مطار “كشيش”، في منطقة منبج على خطوط التماس مع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب، والمناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” أيضاً، وهو ما يسمح للنظام وروسيا بالإشراف الجوي على تلك المناطق.

ويحتوي المطار على 12 حظيرة ومدرج واحد بطول 3.1 كم، ويوجد في المطار طائرات من طراز “L39” المزودة بصواريخ وقنابل ورشاشات عيار 23 ميلمتراً

وكان المطار في سنوات الثورة الأولى مركز انطلاق الطائرات لقصف قرى وبلدات ريف حلب وخاصة جرابلس ومنبج.

3 أطراف سيطرت

في مطلع 2013، وبعد سيطرة “الجيش الحر” على مطار تفتناز جنوبي إدلب، بدأت الأنظار تتوجه نحو مطار الجراح لأهميته الاستراتيجية، من زاوية الموقع الذي يشغله، كحلقة وصل بين الشرق والغرب ويحتوي على مراكز صيانة للطائرات في الشمال السوري.

وحاصرت العديد من فصائل “الجيش الحر”، وخاصة “حركة أحرار الشام” و”لواء الإسلام” وعدد من الكتائب، المطار لمدة شهر كامل بهدف قطع الامدادات.

وفي 11 من فبراير/ شباط 2013 اتخذت الفصائل قراراً بالاقتحام من عدة محاورة، وخلال ساعات تمت السيطرة على كامل المطار، ليكون أول مطار للمقاتلات الحربية يسيطر عليه “الجيش الحر” في شمال سورية.

وعقب ذلك تعرض المطار إلى قصف مكثف من قبل قوات الأسد، ما أدى إلى تدمير عدد من الطائرات ومستودعات الذخيرة.

ولم تدم سيطرة “الجيش الحر” على المطار أكثر من عام، ليتنزعها تنظيم “الدولة الإسلامية” في أوائل عام 2014.

وتمكن التنظيم من التحليق بالطائرات التي سيطر عليها من المطار، وذكر حينها “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن أهالي من ريف حلب شاهدوا تحليق طائرة واحدة على الأقل على علو منخفض في أجواء المنطقة بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري.

وأعلن في ذلك الوقت وزير الإعلام في حكومة الأسد، عمران الزعبي، تدمير طائرتين من أصل ثلاث طائرات استولى عليها التنظيم في حلب.

ودامت سيطرة التنظيم على المطار نحو ثلاث سنوات، حتى مايو/ أيار 2017، عندما أعلنت قوات الأسد السيطرة على المطار بشكل كامل، وسط حديث عن تسليم عناصر التنظيم المطار للنظام وانسحابهم منه دون قتال.

وبخسارة تنظيم “داعش” لمطار الجراح يكون قد خسر جميع المطارات العسكرية التي سيطر عليها، ما عدا مطار “الحمدان” قرب مدينة البوكمال، التي خسره لاحقاً.

هدف للروس

الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انتشار طيرانها الحربي في مطار الجراح، بعد انتهاء عمليات الترميم، وإعادة افتتاحه رسمياً من قبل النظام بدعمٍ روسي.

وأضافت الوزارة أن المطار سيصبح قاعدة للقوات الجوية الروسية، وسيتم استخدامه بشكل مشترك بين القوات الروسية وقوات الأسد، بما يسمح بتغطية الحدود الشمالية للبلاد.

ونشرت الوزارة عبر حسابها في “تلغرام”، مقطعاً مصوراً من مراسم الافتتاح، ويُظهر انتشار طائراتها واستعراض المروحيات التابعة لها، كما قامت قوات الأسد بتنفيذ إنزال مظلي من المروحيات والقيام بتدريبات على معارك “وهمية”.

وبحسب بيان الدفاع الروسية، تم نصب الإضاءة في المطار، وتحصين أكثر من 9 كيلومترات، وتجهيز ساحة لاستقبال جميع أنواع وسائل النقل العسكري والطيران التكتيكي.

كما تم تجهيز برج القيادة والتحكم بالاتصالات والدعم الفني اللاسلكي للرحلات الجوية، بما يسمح بتنظيم رحلات على مدار الساعة، إلى جانب تنظيم الأمن والحراسة والدفاع الأرضي حول المطار.

ونشرت القوات الروسية أيضاً أنظمة دفاع جوي “لتغطية حدود الدولة وضمان سلامة المدنيين في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية في الجمهورية العربية السورية”.

وتهدف الخطوة الروسية لترسيخ حضورها العسكري في الشمال السوري، المنطقة التي تتقاطع فيها خطوط التماس بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وبين فصائل الجيش الوطني المدعومة من قبل تركيا.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا