كوادرها شبان وتبعيتها لـ”pkk”.. من هي “جوانن شورشكر” في شرق سورية؟

بين الفترة والأخرى يتردد اسم “الشبيبة الثورية” أو كما تسمى باللغة الكردية “جوانن شورشكر” في مناطق شمال شرق سورية، وخاصة في أثناء الحملات القمعية والأمنية التي تستهدف المحتجين، والذين يخرجون بمظاهرات مناهضة لسلطة “الإدارة الذاتية”، ويطالبون بتحسين الواقع المعيشي، الذي يتدهور يوماً بعد يوم.

تسجيلاتٌ وصورٌ كثيرة تنتشر لكوادر تلك المنظمة، واللافت أنها من فئة الشبان. يرفعون في غالب الأحيان رايات تحمل صورة زعيم “حزب العمال الكردستاني” (pkk)، عبد الله أوجلان، ويحاولون دائماً عدم إظهار كامل ملامح وجههم، من خلال اللثام الذي يضعونه.

وآخر ما تردد عن “الشبيبة الثورية”، يوم أمس الجمعة، حيث هاجم أفراد يتبعون لها مظاهرات احتجاجية خرجت في عدة مناطق ضمن محافظة الحسكة.

وكان العشرات من أنصار وقيادات “المجلس الوطني الكردي” قد تجمعوا في الشارع السياحي وسط مدينة القامشلي، أمس، بعد دعوة أطلقوها للخروج احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.

وعقب التجمع هاجمت مجموعة من “الشبيبة الثورية” بالعصي على أنصار المجلس، وأطلقوا شعارات مناهضة ضده، وهو ما وثقه صحفيون في تسجيلات مصورة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع تدخل قوات “أسايش” وتمكنها من إبعاد عناصر “الشبيبة الثورية” ألقى عدد منهم الحجارة، وأطلقوا عدداً من الأعيرة النارية في الهواء، ما تسبب بتفريق المتظاهرين.

وصباح اليوم السبت أعلن “المجلس الوطني الكردي” عبر موقعه أن “الشبيبة الثورية” كتبت “شعارات تخوينية” على أبواب وجدران مقاره في مدينة القامشلي، في تهديدٍ مبطن لأي تحرك قد تشهده الأيام المقبلة.

لـ”نسف المفاوضات”

لا ترتبط “الشبيبة الثورية” في العلن بأي كيان أو جسم سياسي أو عسكري في شرق سورية، لكن أعضاء “المجلس الوطني الكردي” يتهمونها بالتبعية لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (pyd)، والمتهم بدوره بالارتباط بـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب.

ويقول عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني”، بشار أمين إن “اعتداءات سلطة pyd على المجلس الوطني الكردي في سورية مستمرة ولم تتوقف، تارةً بالخطف والاعتقال، وأخرى بنفي النشطاء إلى خارج الحدود”.

ويتابع أمين في تصريحات لموقع “السورية.نت”: “هناك اعتداءات أيضاً على مكاتب المجلس وأحزابه، واعتداءات أخرى ضمن مسار التهجم الإعلامي عبر قناة روناهي والبرنامج الرئيسي فيها المسمى بـ(بوير)”.

واعتبر القيادي في “المجلس الوطني” أن الهدف الأساسي من الاعتداءات التي يتعرضون لها هو “نسف المفاوضات بين المجلس وأحزابهم”، في إشارة منه إلى “pyd”.

ويرى أن الهدف أيضاً يكمن في “عدم استئناف المفاوضات، متناسين بهذه الممارسات ادعاءاتهم بالديمقراطية، ويؤكدون على رفضهم لأية شراكة حقيقية مع مجلسنا”.

“بلبلة وضرب الأمن”

وسبق وأن تعرضت مقار ومكاتب “المجلس الوطني” في شرقي سورية لاعتداءات، الأمر الذي شكل عقبة في مسار “الحوار الكردي- الكردي”، الذي بدأ قبل أشهر طويلة، ولم يحقق أي نتيجة على أرض الواقع حتى الآن.

وبينما يتهم “المجلس الوطني” أنصار حزب “pyd” بالوقوف وراء الاعتداءات، ينفي الأخير ذلك، ويقول إن نظيره “يقف وراء عمليات الاستفزاز”.

ونشرت وكالة “anha” (هاوار) المقربة من “الإدارة الذاتية” تقريراً، اليوم السبت قالت فيه إن “المجلس الوطني يثير بلبلة في إقليم الجزيرة بحجة التظاهر ضد ارتفاع الأسعار”.

وأضافت: “واتبع سياسة الاستفزاز وإطلاق شعارات مستفزة لأهالي المنطقة وضد قوى الأمن والإدارة الذاتية، بهدف خلق بلبلة وإحداث الفوضى وضرب الأمن”.

لكن القيادي بشار أمين اعتبر أن ما حصل أمس الجمعة هو “تأكيد على أنهم قمعيون لأي صوت أو احتجاج، حتى ولو كان لدواعي مصلحة الجماهير وتأمين المعيشة اللائقة بالإنسان”.

ويوضح أن “احتجاج الأمس كان لسبب ارتفاع أسعار المواد، وخصوصاً المحروقات، وكذلك موضوع المطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمختطفين القابعين في سجون pyd. إنها مطالب إنسانية وجماهيرية بالدرجة الأساس”.

من هي “جوانن شورشكر”؟

في حديثه لـ”السورية.نت” أشار القيادي في “المجلس الوطني” بشار أمين إلى أن عناصر “الشبيبة الثورية” يتم استخدامهم في مناطق شرق سورية لـ”القمع والتنكيل، بدعوى أنهم خارج سلطة الإدارة الذاتية وإدارة pyd”.

ويضيف متسائلاً: “من أين يأخذون أوامرهم؟ أعتقد أنهم ينفذون أوامر القمع عبر توزيع الأدوار”.

من جهته يقول الكاتب والصحفي، هوشنك أوسي إن منظمة “الشبيبة الثورية” تتبع بشكل مباشر لـ”حزب العمال الكردستاني”، وهي لا تخضع لـ”الإدارة الذاتية” أو “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”قوات سوريا الديمقراطية”.

ويضيف أوسي لـ”السورية.نت”: “على الرغم من تبعية الجهات المذكورة لحزب العمال بشكل أو بآخر، إلا أن الشبيبة الثورية تختلف عنها بالتبعية المباشرة”.

وبحسب الكاتب: “(الشبيبة) تتبع مباشرة للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، الذي يعرف اختصاراً بقوات الدفاع الشعبي hpg”.

ما هي مهامها؟

واستهدفت “الشبيبة الثورية” خلال العام الحالي عدة مقار ومراكز للأحزاب السياسية الكردية، بالقنابل حيناً وبالتحطيم وإطلاق النار أحياناً أخرى.

وكان آخر الاستهدافات، في أغسطس/آب الماضي، حيث هاجم عناصرها مقر “المجلس الوطني الكردي” ومقر “الحزب الديمقراطي الكردستاني- فرع سورية” في مدينة الدرباسية شمال الحسكة، ما تسبب بأضرار مادية، علماً أنها أحزاب مرخصة لدى “الإدارة الذاتية”.

وبينما تغيب أهداف المنظمة الواضحة، يشير الكاتب والصحفي، هوشنك أوسي إلى أن مهمتها “تجنيد المقاتلين الذين يرغبون بالانتساب لحزب العمال. هذا أولاً”.

ويضيف: “عناصرها في الغالب من الشباب والأحداث والقصر الذين لا يتجاوز عمرهم 18 عاماً. هناك شبان بحدود 20 إلى 25 عاماً أيضاً”.

وتكون عمليات التجنيد “حصراً لحزب العمال، وليس لقوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية الأخرى في شرق سورية”، بحسب الصحفي.

ويتابع: “هذه المنظمة مكلفة بتنفيذ المهام القذرة في المنطقة، من خطف، واغتيال، وتهديد، وترهيب. عناصرها مؤدلجين، وأدمغتهم مغسولة على أن المهام التي يمارسونها ضمن النضال والتحرر والثورة والالتزام بمبادئ الشهداء، وبأوامر عبد الله أوجلان. باختصار هم شبان مضلل بهم عقائدياً وإيديولوجياً”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا