كيف استغل “الحشد الشعبي” زلزال سورية؟.. تحليل يقدم “تفاصيل لم ترو”

على مدى الأيام الماضية من كارثة الزلزال المدمّر في سورية لم ينقطع ذكر وحضور “الحشد الشعبي” العراقي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وبالتحديد حلب، إذ وصل إليها مسؤولون في هذه الميليشيا تباعاً، في خطوات “لافتة” استبقت وصول بشار الأسد، وجاءت في أعقاب زيارة أجراها قائد “الحرس الثوري” الإيراني، إسماعيل قاآني.

ويعرف “الحشد الشعبي” الذي يتكون من عدة ميليشيات عراقية، منذ سنوات، بتبعيته المباشرة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وعلى الرغم من أنه كان حاضراً في سورية في الأيام الأولى للثورة لدعم نظام الأسد، إلا أن ما تحركاته عقب الزلزال أطلقت تساؤلات، في وقت يشرح تحليل نشر على “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” تفاصيل لم تروُ، منطلقاً من زاوية قانونية.

وجاء في التحليل الذي كتبه إريك يافورسكي، وهو مساعد لشؤون البحوث في “برنامج السياسة العربية” في معهد واشنطن أن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في 6 شباط/فبراير “أتاح فرصاً كثيرة أمام الحشد الشعبي العراقي للانتشار في المناطق السورية المتضررة”.

وجاء ذلك بموافقة الحكومة العراقية بعد أن كان تواجد هذه القوات في سورية يتم في السابق دون أوامر قانونية من القائد العام للقوات المسلحة العراقية، كما يقتضي “الدستور العراقي”، وتسلسل القيادة، ومدونة الانضباط العسكري.

أما اليوم، ووفق التحليل “فقد فتح الزلزال فرصة كبيرة أمام الحشد للعمل بشكل علني في سورية من جهة، وأمام إيران من جهة أخرى، لنقل الأسلحة إلى سورية ولبنان داخل قوافل المساعدات”.

وكانت “قوات الحشد الشعبي” قد سارعت، خلال الأيام الماضية، بقيادة كلٍّ من فالح الفياض وعبد العزيز المحمداوي (أبو فدك)، والمصنفين على قوائم الإرهاب الأمريكية إلى إطلاق “حملة مساعدات إنسانية” تحت تسميات مختلفة، منها “سيدة الشام زينب” و”بعثة الإغاثة العراقية”.

وفي حين يتولى “أبو فدك” إدارة عمليات المساعدة، حيث تم إرساله إلى سورية للإشراف المباشر على جهود الإغاثة، يعمل على تسهيل القوافل على الجانب العراقي من الحدود قاسم مصلح، قائد عمليات الأنبار في “الحشد الشعبي”، والذي اعتقله المسؤولون العراقيون في عام 2021 فيما يتعلق بمقتل ناشط على يد عناصر في “كتائب حزب الله” في عام 2020.

“على طريق الزلزال”

وعلاوةً على الطريق المشروع الذي فتحه الزلزال، عمد المسؤولون في “الحشد الشعبي” على استغلال الكارثة للتأثير على الحملات الدعائية في وسائل الإعلام العراقية والإيرانية على حدٍّ سواء.

ففي حلب، عُثر على لافتة تشكر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني و”الحشد الشعبي” وأبو فدك “على دعمهم الشجاع للشعب السوري”.

وقد نشر “الحشد الشعبي” المئات من عناصره الذين أنشأوا مستشفيات ميدانية ومطابخ ومراكز للتبرع بالدم على الأرض، مع الإشارة إلى أن مركبات المساعدة غالباً ما حملت مزيجاً من أعلام “الحشد الشعبي” وجمهورية العراق.

في غضون ذلك عملت وسائل الإعلام الإيرانية على التعظيم من شأن مساعدات “الحشد” من خلال الإشادة بجهوده، في دلالة وثيقة على احتمال وجود تنسيق على مستوى الإعلام والرسائل بين طهران و”الحشد الشعبي”.

ومن جهتها، وصفت وسائل الإعلام التابعة لـ “الحشد الشعبي” جهودها بأنها واجب ديني من السلطات في النجف لدعم جيرانها السوريين، مستمدةً الشرعية من المؤسسة الدينية الشيعية غير التابعة لـ “المقاومة”.

وفي 10 شباط/فبراير، التقى “أبو فدك” ببشار الأسد وسط الأنقاض في حلب، وبعد ذلك سافر إلى اللاذقية حيث التقى بالمحافظ وأبلغه بآخر المستجدات حول جهود الإغاثة التي تبذلها “قوات الحشد الشعبي”.

ولاحقاً التقى “أبو فدك” بوزير الإدارة المحلية حسين مخلوف، أحد كبار مساعدي الأسد للشؤون المحلية.

وعكست هذه الزيارات واللقاءات تلك التي قام بها قائد “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني” إسماعيل قاآني، والذي أرسلته طهران أيضاً للإشراف على “جهود الإغاثة”.

ويشير تحليل “معهد واشنطن” إلى أن قيادات “الحشد” وشركاءهم الإيرانيين “يستخدمون على الأرجح الزلزال لتحسين تنسيقهم عبر الحدود بشكل كبير مع الأسد وحزب الله اللبناني”.

كما يحاولون “إضفاء الشرعية على أنفسهم داخل العراق”، ومن هنا، “يتوجب التدقيق عن كثب في المواقع والعمليات الخيرية لـقوات الحشد الشعبي في سورية”، وفق ذات التحليل.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا