لقاء دافئ و”كأس ويسكي”.. ما الذي اتفق عليه بوتين وبينيت بشأن سورية؟

انتهى اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي، نيفتالي بينيت، وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام فإنه استمر لخمس ساعات، وكان “دافئاً وصريحاً”، وتناول فيه الجانبان عدة قضايا، في مقدمتها الملف السوري والبرنامج النووي الإيراني.

وتعتبر هذه الخطوة هي الأولى من نوعها، منذ تسلم بينيت الحكومة الإسرائيلية، وينظر إليها على أنها “تحمل قدراً كبيراً من الأهمية”، لعدة اعتبارات، قسم كبير منها يتعلق بما يشهده الشرق الأوسط في الوقت الحالي من تطورات.

وقدم المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اليوم السبت تقييماً للاجتماع، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية.

وقالت صحيفة “غازيتا” إن بيسكوف وصف المحادثات بأنها “بناءة وسرية”، مضيفاً: “شكر بوتين شخصياً بينيت على زيارته لروسيا، والتي تزامنت مع الذكرى الثلاثين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل”.

من جانبها ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن بوتين وبينيت اتفقا في نهاية اللقاء “على استمرار سياسة حرية العمل الإسرائيلية القائمة في سورية”، مشيرةً: “تلخص النقاش بنموذج الاستمرار في العلاقة إلى مستوى جديد”.

وكان من المقرر أن يستمر الاجتماع لساعتين، لكن تم تمديده إلى خمس ساعات، بينما اضطر بينيت إلى البقاء في مدينة سوتشي مع جميع من رافقه، على أن يغادر باتجاه إسرائيل، مساء اليوم السبت.

وقال وزير الإسكان زئيف إلكين، الذي رافق الاجتماعات في روسيا كمترجم لأكثر من عقد، إن “الاجتماع كان دافئاً للغاية، وشمل العديد من الإيماءات الشخصية ودعوة للقيام بجولة في منزل الرئيس الخاص”.

وقال إلكين: “قال بوتين إنه عادة لا يأخذ قادة هناك. كانت القضية الرئيسية هي خلق استمرارية في العلاقات الطيبة بين إسرائيل وروسيا، وهذا ما أكده الزعيمان”.

وبحسب إلكين: “شهدنا حواراً عميقاً للغاية حول القضايا الاستراتيجية مثل وقف البرنامج النووي وخطاب واسع للغاية حول الوضع في العراق. سورية وفي القضايا الأمنية – مع الحفاظ على سياسة التنسيق بين إسرائيل وروسيا”.

“خط ساخن”

وتشن روسيا حملة عسكرية في سورية منذ عام 2015 لمساعدة نظام الأسد على استعادة السيطرة على معظم أنحاء البلاد، واتجهت مؤخراً إلى تزويده بأنظمة الدفاع الجوي وعمليات التدريب لعناصره.

في المقابل تشن إسرائيل ضربات جوية منذ أعوام في سورية، وتستهدف بها مواقع لميليشيات تدعمها إيران، من حلب شمالاً وصولاً إلى باقي المحافظات السورية: دمشق، حمص، درعا والقنيطرة ومناطق الشرق السوري.

وأنشأت روسيا وإسرائيل خطاً عسكرياً ساخناً لتنسيق عمليات القوات الجوية فوق سورية لتجنب الاشتباكات، منذ عام 2018.

وفي عام 2018 تم اختبار العلاقات الروسية الإسرائيلية من خلال إسقاط طائرة حربية روسية من قبل دفاعات نظام الأسد، وذلك عن طريق الخطأ، في أثناء الرد على طائرات حربية إسرائيلية.

“كأس ويسكي”

وبحسب وزير الإسكان الإسرائيلي إلكين اتفاق بوتين وبينيت على تشكيل فريقي عمل، أحدهما سيتعامل مع الخطوط العريضة لدخول السياح الروس إلى إسرائيل.

وأضافت صحيفة “يسرائيل هيوم”: “تمت مناقشة العديد من القضايا الأمنية والإقليمية الأخرى، وباعتباره شخصاً حضر الاجتماعات لأكثر من عقد (إلكين)، كان مستوى العلاقة الحميمة من بين الأكثر سخونة في هذا العقد.

كما ناقش الاثنان أيضاً “القضايا الشخصية بينهما، وماذا يعني أن تكون قائد”.

وتابعت الصحيفة بحسب ما ترجم فريق “السورية.نت”: “لا يحدث هذا عادة في الاجتماعات الأولى، لذلك أدى إلى لفتة شخصية بأن بوتين قرر مواصلة الحديث في القصر ثم في منزله الخاص، بل دعا رئيس الوزراء لتناول كأس من الويسكي في منزله”.

وفي ذات السياق أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن الطرفان “ناقشا جملة من القضايا الأمنية، من بينها مكافحة البرنامج النووي الإيراني، والخوف الروسي من الهجمات الإسرائيلية في سورية دون تنسيق معها”.

في حين نقلت صحيفة “غازيتا” الروسية عن المحلل السياسي، بوريس دولغوف قوله: “إسرائيل تحاول الحفاظ على علاقات جيدة تقليديا مع روسيا، من أجل تعزيز مكانتها على صعيد الأمن في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “موسكو سعيدة جداً بهذا الأمر، لأنه يساعد على الحد من تفاقم الوضع في سورية المتحالفة معها. وبالطبع، يريد الجميع تقليل التوتر في المنطقة”.

“لقاء مرتقب”

وبينما تحاول روسيا إعادة شرعنة نظام الأسد في الوقت الحالي، تغيب صورة الاستراتيجية الأمريكية حيال الملف السوري، منذ بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض.

أما إسرائيل ما تزال تؤكد على ضرورة إخراج إيران من سورية، وإبعاد ميليشياتها على طول حدودها، وكانت قد كثفت من ضرباتها الجوية في الأيام الماضية، ووسعتها لتصل إلى ريف حمص وسط البلاد.

وقبل أيام كان السفير الإسرائيلي في روسيا، ألكسندر بن تسفي قد أعلن أن بلاده اتفقت مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على عقد لقاء “عال المستوى” لمناقشة الوضع في سورية وإيران.

وقال بن تسفي لوكالة “سبوتنيك” السبت الماضي: “حتى الآن لا يوجد سوى فكرة، لم يتم تحديد الموعد أو المكان بعد. من جانبنا، نحن على استعداد لاستضافة الوفود، لكن هذا لم يتقرر بعد”.

وعبّر عن أمله “أن يأتي رئيس وزرائنا الآن ويكون قادراً في النهاية على اتخاذ القرار. في هذه المرحلة لا يوجد سوى اتفاق وتفاهم على أن هذا الاجتماع سيتم، ولكن متى بالضبط – لم يتم الاتفاق على هذا بعد”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا