لماذا قصفت إسرائيل مواقع في دمشق على يومين متتاليين؟

تعرضت مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري ليلة الجمعة لقصف صاروخي إسرائيلي هو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة، وبينما لم يعرف حجم الخسائر بالتحديد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية و”المرصد السوري” أن الضربات استهدفت مخازن أسلحة للميليشيات الإيرانية في الريف الجنوبي الغربي للعاصمة.

وقالت وكالة أنباء النظام “سانا“، اليوم إنه عند الساعة 00.17 فجراً |نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً أحد المواقع في ريف دمشق، ما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية”.

وفي حين لم تعلق إسرائيل على الضربات وهي السياسية التي تتبعها منذ سنوات نشرت وسائل إعلام فيها ومستخدمون عبر “تويتر” تسجيلاً مصوراً أظهر عبور الصواريخ من أجواء الجولان السوري المحتل باتجاه دمشق.

ونقلت شبكة “صوت العاصمة” المحلية عن مصادر لم تسمها أن القصف تسبب بتدمير منظومتي دفاع جوي في الثكنات العسكرية المحيطة بدمشق.

وقالت المصادر إن “الطائرات الإسرائيلية استهدفت بشكل مباشر منظومات دفاع جوي تتبع للنظام السوري جرى تعديلها وتطويرها عبر الميليشيات الإيرانية خلال السنوات الماضية”، بينما أشارت إلى أن “إحدى المنظومات التي جرى تدميرها تتمركز في تل المانع التابع لناحية الكسوة”.

وهذه هي المرة الثامنة التي تستهدف فيها إسرائيل مواقع في سورية، منذ بداية العام الحالي، والسادسة خلال شهر مارس/آذار الحالي.

وكان آخر الاستهدافات قبل يوم واحد من الضربة الحديثة على دمشق، إذ استهدفت صواريخ قواعد جوية للنظام في محيط العاصمة، ما أسفر عن مقتل عسكريين وإصابة آخرين.

ماذا وراء التصعيد؟

وفي بيان صدر صباح الجمعة اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن “هذه الاعتداءات تأتي لصرف الانتباه عن الأزمات والانقسامات الداخلية العميقة لهذا الكيان”، وفق تعبيره.

وقال: “الكيان مستاء من القوة الداخلية والانفتاحات الأخيرة في العلاقات الخارجية السورية”.

لكن المحللة السياسية المختصة بالشرق الأوسط، إيفا كولوريوتي أوضحت عبر حسابها في “تويتر” أن الضربات على يومين متتاليين “هي بمثابة رسالة موجهة إلى إيران وحزب الله أكثر من نظام الأسد”.

وتقول المحللة: “بعد الأزمة القضائية والسياسية التي عصفت بإسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدا الأمر وكأن حكومة نتنياهو قد ضعفت داخلياً، الأمر الذي قد يعتبره الأعداء في إيران والضواحي الجنوبية لبيروت فرصة”.

وخلال الأسبوعين الماضيين، سارعت إيران عملها في برنامجها النووي، إضافة إلى الهجمات التي نفذتها المليشيات التابعة لها ضد القوات الأمريكية في المنطقة الشرقية.

وتضيف كولوريوتي أنه و”من خلال الضربات الإسرائيلية تؤكد حكومة نتنياهو أنها لا تزال صلبة خارجياً وأنها قادرة على ضرب ووقف أي تهديد لأمنها القومي سواء من طهران أو حزب الله”.

وكقاعدة عامة، لا يعلق الجيش الإسرائيلي على ضربات محددة في سورية، لكنه أقر بشن مئات الغارات ضد الجماعات المدعومة من إيران، التي تحاول الحصول على موطئ قدم في البلاد على مدى العقد الماضي.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم أيضاً شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، وعلى رأسها “حزب الله” اللبناني”.

وقد جاءت الضربات الجوية والصاروخية يومي الخميس والجمعة بعد هجومين في الأسابيع الأخيرة على مطار حلب الدولي، ونُسبت أيضاً إلى إسرائيل.

واستهدفت إحدى الضربات الأسبوع الماضي أيضاً مستودع ذخيرة تحت الأرض في مطار النيرب العسكري المجاور، وفقاً لمصادر استخباراتية إقليمية لم تسمهما تحدثتا إلى وكالة “رويترز” للأنباء.

وقالت المصادر إن الموقع كان يستخدم لتخزين أنظمة موجهة بالصواريخ سلمتها رحلات شحن إيرانية.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا