ليلة أمريكية – إيرانية في شرق سورية: صواريخ متبادلة وانتقام محسوب

شهدت مناطق شرق سورية ليلة الجمعة-السبت هجمات متبادلة بالصواريخ بين القوات الأمريكية والميليشيات الإيرانية، في تصعيدٍ بدأت أولى شراراته بهجمة نفذتها طائرة مسيرة تتبع لـ”الحرس الثوري”، وأسفرت عن مقتل جندي أمريكي وإصابة آخرين.

وأقدمت الميليشيات الإيرانية، بحسب شبكات محلية ومسؤولين أمريكيين، خلال ساعات الليل، على استهداف القواعد الأمريكية في محافظة دير الزور، من بينها كونيكو وحقل العمر والقاعدة الخضراء، ما أسفر عن إصابة جندي أمريكي.

وعلى إثر ذلك نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية بطائرات “إف 15″، مستهدفاً منشآت تتبع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، والميليشيات التابعة له في المنطقة.

ونقلت مراسلة “سي بي إس نيوز”، مارغريت برينان، عن مسؤولين أميركيين اثنين قولهما إنه نه ومنذ رد الجيش الأميركي، ليل الخميس الجمعة، على استهداف قواته، تعرضت القواعد الأميركية في سورية إلى ثلاث هجمات متتابعة، مشيرة في تغريدة إلى أن جندياً أصيب في إحدى تلك الهجمات.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن تنفيذ “ضربات دقيقة” في شرق سورية، استهدفت منشأتين تستخدمهما الجماعات التابعة لـ”الحرس الثوري”.

وفي مؤتمر صحفي للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الجنرال بات رايدر، كشف البنتاغون عن تنفيذه لضربتين عبر مقاتلة من طراز “إف-15 إي” استهدفت منشأتين تابعتين لإيران في دير الزور، وقال إن “البنتاغون يواصل تقييم نتائج الضربات بعد تدمير المنشأتين وفقاً للمؤشرات الأولية”.

وجاءت الضربات الأميركية “رداً” على هجوم بطائرة مسيرة استهدف “منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سورية”، ما أدى إلى مقتل “متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخر”، بحسب البنتاغون.

“انتقام محسوب”

وحتى الآن لا يعرف ما إذا كان التصعيد الحاصل بين القوات الأمريكية وميليشيات إيران سيستمر في الأيام المقبلة وكيف ستكون مآلاته.

وبينما هددت مصادر إيرانية عبر وسائل إعلام ليلة السبت بنبرة هجومية قادت تصريحات من واشنطن إلى غير ذلك.

وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة، في أوتاوا الكندية أن “الولايات المتّحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران”، غداة تنفيذ الجيش الأميركي ضربات جوية في سورية، أسفرت عن مقتل مقاتلين موالين لإيران.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قال بايدن: “لا تخطئن الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها”.

في المقابل نقلت وكالة “نورنيوز” المقرّبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن مصدر مسؤول من المستشارين الإيرانيين في سورية، تحذيراً للولايات المتحدة من أن “طهران تملك اليد الطولى ولديها القدرة على الرد”.

وقال المصدر: “نحذّر العدو الأمريكي أنّنا نملك اليد الطولى ولدينا القدرة على الرد في حال تم استهداف مراكزنا وقواتنا في الأراضي السورية”، معتبراً أن “الأهداف التي هاجمها الأمريكان في سورية هي نقاط مدنية في دير الزور وهي عبارة عن مخازن تغذية ومراكز خدمات”.

ومنذ سنوات يتمركز حوالي 900 جندي أمريكي في سورية، معظمهم في الشرق، ويدعمون “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، من خلال عملية العزم الصلب التي تقودها واشنطن.

في حين تنتشر ميليشيات تدعمها إيران في مناطق واسعة من محافظة دير الزور، وخاصة في البوكمال الحدودية والميادين، ومناطق عسكرية أخرى قريبة من هاتين المنطقتين.

وسبق وأن تعرضت القواعد الأمريكية، سواء في دير الزور أو الحسكة، لهجمات من الميليشيات الإيرانية، إلا أنها لم تصل إلى حدود تصعيد كبير، ومواجهة واسعة.

وفي مؤتمر صحفي له الجمعة قال الناطق باسم “البنتاغون”، الجنرال بات رايدر إن “الضربات الدقيقة” التي حصلت “تهدف إلى حماية الأفراد الأميركيين والدفاع عنهم”، موضحاً أن واشنطن اتخذت إجراءات متناسبة تهدف إلى الحد من خطر التصعيد وتقليل الخسائر.

وأضاف رايدر أن تركيز واشنطن في سورية منصب على “هزيمة داعش”، مؤكداً أن الولايات المتحدة “لا تسعى للصراع والتصعيد مع إيران”، وأن هذه الضربات تهدف إلى إرسال رسالة واضحة للغاية مفادها “أننا سنأخذ حماية أفرادنا على محمل الجد وأننا سنرد بسرعة وبشكل حاسم إذا كانوا مهددين”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا