“محروقات السوداء” تدفع حكومة الأسد للتعليق.. أين وصلت الأزمة؟

دفع الرواج الكبير لمادتي البنزين والمازوت بـ”السوق السوداء” في المحافظات السورية، خلال الأيام الماضية حكومة النظام السوري للتعليق، كون الأمر تزامن مع أزمة غير مسبوقة في هاتين المادتين، لأسباب تتعلق بـ”ضعف الإيرادات”، وفق الرواية الرسمية.

وتزيد أسعار هاتين المادتين في “السوداء” بأضعاف عن تلك المحددة بالسعر الرسمي، إذ وصل سعر ليتر البنزين الواحد إلى 17 ألف ليرة في حمص وحماة ودمشق، وكذلك الأمر بالنسبة للمازوت، حيث تجاوز سعر الليتر الواحد حاجز الـ8 آلاف ليرة.

ونشرت “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك” بياناً، السبت، قالت فيه إن “المازوت والبنزين الذي يباع في السوق السوداء هو مسروق بالمطلق، ويشترى بالسعر المدعوم، ثم يباع بأضعاف سعره”.

واعتبرت الوزارة أن “هذه اللصوصية تحرم المواطنين من مازوت التدفئة، كما تحرم المزارعين من المازوت بالسعر المدعوم والفعاليات الحساسة، التي لا يمكنها التوقف عن العمل مثل الأفران والمشافي”.

وقد تم ضبط الكثير من المصانع والمطاعم وغيرها من المنشآت التي استلمت مخصصاتها بالسعر الاقتصادي ثم باعته لتجار السوق السوداء، وفق البيان.

وأضاف أن “توقف التوريدات ناتج عن ظروف الأصدقاء الذين يزودون سورية بالمشتقات النفطية ويجري العمل على حلها، وهذا ظرف قاهر يعالج بدون ضجة إعلامية”.

أين وصلت الأزمة؟

وتعاني مناطق سيطرة النظام أزمة محروقات قديمة، زادت حدتها خلال الأيام الـ 10 الأخيرة، حيث يجد المواطنون صعوبة في توفير البنزين والمازوت وغيرها من المشتقات النفطية، إلى جانب انعكاس ذلك على قطاع الكهرباء عبر زيادة ساعات التقنين.

وأعلنت حكومة النظام جملة قرارات جديدة، خلال اليومين الماضيين، أبرزها تخفيض الكميات المخصصة من مادتي البنزين والمازوت للسيارات السياحية الحكومية بنسبة 40%.

بعد ذلك، خرج وزير النفط في حكومة النظام، بسام طعمة بمقابلة تلفزيونية عزا فيها سبب الأزمة إلى تأخر وصول ناقلات النفط، ما اضطر الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لتغطية الحاجات الأساسية فقط.

وقال طعمة إن “أزمة المحروقات لم تكن وليدة اليوم، إنما هي منذ أكثر من 50 يوماً، لكن الحكومة تعمل على معالجتها بالاستفادة من المخزون الذي تم تجميعه خلال الفترة الماضية”.

وأضاف أن سبب الأزمة الجديدة، يعود إلى تأخر التوريدات النفطية إلى سورية، وهذا الأمر لم تكن الحكومة تتوقعه، حسب قوله.

وأشار إلى أن “البحرية الأمريكية احتجزت إحدى النواقل السورية في اليونان لأشهر عديدة، ولم يفرج عنها إلا منذ بضعة أيام، وهي الآن في مصفاة بانياس، ولكن بسبب الأحوال الجوية السائدة لم يتم تفريغها إلى الآن، إضافة إلى إصابتها ببعض الأعطال نتيجة توقف بعض مضخات الهواء في أنظمة الربط”.

في غضون ذلك أفادت وكالة “رويترز“، اليوم السبت، بأن مجموعة تعنى بجمع بيانات تتبع الأقمار الصناعية أظهرت أن ناقلة ترفع علم إيران سلمت سورية، أمس الجمعة، شحنة نفطية تقدر بحوالي 700 ألف برميل في ميناء بانياس السوري.

وذكرت الوكالة أن تسليم الشحنة ينهي حالة من عدم اليقين استمرت شهوراً، بشأن مصير الشحنة، التي صادرتها الولايات المتحدة قرب اليونان في وقت سابق.

وأشارت إلى أن مصادرة الحمولة من هذه الناقلة، التي تدعى “لانا” والمعروفة سابقاً باسم “بيغاس”، دفعت القوات الإيرانية لمصادرة ناقلتين يونانيتين في مياه الخليج قبل الإفراج عنهما يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقالت كلير جانجمان، المسؤولة لدى جماعة الضغط الأميركية “متحدون ضد إيران النووية”، التي تتعقب حركة الناقلات التابعة لإيران من خلال بيانات الشحن والأقمار الصناعية، إن بيانات الرصد بالأقمار الصناعية تظهر أن “لانا” أفرغت حمولة تبلغ نحو 700 ألف برميل في ميناء بانياس السوري.

وأكدت جانجمان أن شحنات إيران إلى دمشق “تعدّ وسيلة لتعزيز مكانتها الإقليمية، كما أنها جزء رئيسي من إستراتيجية النظام للبقاء”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا