مخيمات إدلب..أزمات إنسانية ومعيشية متراكمة تتضاعف في الشتاء(صور)

تكاد أزمة الشتاء وما تحملها من كوارث طبيعية ومشقّات إضافية لسكان مخيمات إدلب وأرياف حلب لا تنتهي، لتأتي أزمة الغلاء المستمرة منذ أشهر حتى تحل بثقلها على العائلات المعدومة القاطنة في مأوى بلا جدران.

الحياة اليومية في مخيم "الصالحية"، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)
الحياة اليومية في مخيم “الصالحية”، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)

وتبدأ الأزمات المتراكمة على مهجّري الخيام من تأمين مادة تدفئة “معقولة” تناسب دخلهم الشهري، مروراً بإمكانية إيجاد فرصة عمل تُعين نسبياً على “غليان الأسعار” لمختلف المواد الغذائية والتموينية، مع هبوط سعر صرف الليرة التركية أو غلاء سعر المواد من المصدر.

الغلاء والتدفئة

في مخيم الصالحية بجوار بلدة كفر عروق شمالي إدلب، يعاني قاطنوه المهجرون منذ حوالي 3 سنوات، كغيرهم من سكان باقي المخيمات، أزمة معيشية صعبة في ظل غياب فرص العمل، ودخول فصل الشتاء وقلة المساعدات الإنسانية.

أحمد قدور، عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات، تاريخ تهجيره، يقول لـ”السورية.نت”، إنه يعيل “أسرتين، وفي ظل فصل الشتاء تتفاقم الأزمة المعيشية، من أجل تأمين مادة تدفئة للأطفال”.

الحياة اليومية في مخيم "الصالحية"، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)
الحياة اليومية في مخيم “الصالحية”، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)

ويوضح أحمد القاطنين في المخيم، أنه يعتمد منذ دخول فصل الشتاء في التدفئة على “الأحذية والمواد البلاستيكية”، التي توفرها الشوارع وأحواش الزيتون والأراضي الزراعية، وأحياناً يضطر لشرائها.

يطالب في ظل غلاء الأسعار، بضرورة تدخل منظمات محلية ودولية لتأمين المواد التموينية والغذائية الرئيسية من برغل ورز وطحين وزيت وسمن وغيرها من المواد الأساسية.

وتلجأ عائلات مهجّرة في المخيم إلى الاستغناء عن عدد من المواد الرئيسية، وكذلك التقنين في مواد أخرى، في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار.

كيف يواجه شمال سورية الغلاء؟..خبير اقتصادي يتحدث عن “حلول ومقترحات”

وارتفعت الأسعار في أسواق محافظة إدلب أكثر من 3 أضعاف، بسبب هبوط قيمة الليرة التركية أمام الدولار.

وتتمثل أبرز احتياجات قاطني المخيم في ظل حالة القلّة وارتفاع أسعار مختلف المواد، إلى مساعدات غذائية أو عينية (مالية)، حتى تكون العائلة المهجّرة قادرة على تأمين هذه المواد.

بـ”المفرّق”

غيّر الغلاء كثيراً من عادات الشراء لدى قاطني المخيم، أبرزها إمكانية شراء مواد التدفئة بـ”الجملة”.

“أبو حسن” القاطن في ذات المخيم، يشتري مواد التدفئة بالمفرّق، على خلاف السابق، حينما كان يشتري مؤونة الشتاء من مواد التدفئة، سواء “محروقات أو حطب أو قشور الفستق” بالجملة، بما يكفي لأشهر الشتاء كلها.

ويوضح لـ”السورية.نت”، أنّ “شراء مواد التدفئة بالطنّ أو نصف طن مكلف جداً، شراؤنا هذه الأيام بالكيس الواحد وبعد نفاده نشتري كيساً آخر”.

الحياة اليومية في مخيم "الصالحية"، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)
الحياة اليومية في مخيم “الصالحية”، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)

غياب مشاريع التدفئة

خالد المواس مهجّر من ريف معرة النعمان الجنوبي، قاطن في المخيم، يشتكي في حديثٍ لـ”السورية.نت”، قلة مشاريع المنظمات الإغاثية التي تغطي وسائل ومواد التدفئة في المخيم، بعد مضي أشهر على بدء الشتاء.

يوضح الموّاس أنّ “عائلات المخيم ـ وهو منهم ـ لم تتلق دعماً من قبيل مدافئ ومواد تدفئة من بيرين وحطب أو قشر فستق”، في وقتٍ حصلت المخيمات المحيطة بهم على دعم مخصص للشتاء بمبلغ 150 دولار أمريكي للعائلة.

لا يختلف حال المواس عن باقي قاطني المخيم، فهو يعتمد على حرق الأحذية والمخلفات البلاستيكية للتدفئة، وأحياناً “روث الحيوانات”.

وحول ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يقول:”كثير من الأيام تمر بدون طبخة، نقتصر على حواضر البيت، حتى نتمكن من الاستمرار”.

مسنّ في مخيم "الصالحية"، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)
مسنّ في مخيم “الصالحية”، بلدة كفرعروق شمالي إدلب، 10 يناير/كانون الثاني 2022 (السورية.نت)

مساعدات دورية

يوضح “عليوي العليوي” وهو مدير المخيم، أنّ “أبرز متطلبات المخيم دعم دوري شهري، سواء مساعدات مواد غذائية أو مبلغ شهري يدعم العائلات المهجرة، ويساهم في تخفيف محنتها”.

ويقول لـ”السورية.نت”، إنّ “مسؤولي المخيم يبذلون جهداً في التواصل مع الجهات المعنية من إدارة ومنظمات لتأمين احتياجات المخيم، إلا أنّ حجم المساعدات لا يلبي كافة الحاجات واللوازم، في ظل أزمات معيشية كثيرة”.

احصائيات “منسقو الاستجابة” في شمال غربي سورية منتصف 2020، وقد زادت الأرقام المذكورة أعلاه، حيث يزيد عدد سكان المخيمات حالياً عن مليون ونصف إنسان
المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا