“مشاريع حماية” الفئات الضعيفة في إدلب..إنجازات تواجه تحديات

انعكس حبّ خالد للأطفال إيجاباً على عمله كمنشط في مركز حماية في مدينة أرمناز شمالي غربي إدلب، الأمر الذي حفّزه على ابتكار أساليب وأنشطة مميزة للتعامل مع الأطفال وإنجاز مهامه بنجاح.

خالد بركات منشط دعم نفسي، يعمل منذ حوالي 3 سنوات في برنامج الحماية التابع لـ”منظمة إحسان للإغاثة والتنمية”، يشقّ صباحاً طريقه إلى المركز وفي جعبته أفكار جديدة يسعى لنقلها للأطفال، محاولاً “كسب ثقتهم” بالدرجة الأولى”، على حدّ تعبيره.

يقول بركات لـ”السورية.نت”، إنّ “هذا النوع من النشاطات يُشعر الأطفال بالأمان في ظل الظرف الاستثنائي الذي يعيشه السوريون.. يعبّر فيها عن ذاته ومشاعره وأحاسيسه ومن هنا تأتي أهمية كسب ثقة الطفل”.

خالد بركات في المساحة الصديقة للطفل، أرمناز بريف إدلب (السورية.نت)
خالد بركات في مركز الحماية بمدينة أرمناز (السورية.نت)

وتهتم مشاريع الحماية الموجهة لفئتي الأطفال والنساء، بتقديم خدمات الرعاية النفسية والدمج المجتمعي في مناطق شمال غربي سورية، لمواجهة آثار الحرب السلبية على هاتين الفئتين، خلافاً للمشاريع التقليدية التي تلبي الاحتياج الخدمي والتعليمي والبنى التحتية.

ويضيء قائمون على مشاريع الحماية في “إحسان للإغاثة والتنمية” أحد برامج “المنتدى السوري” ، على تجربتهم خلال السنوات السبع الماضية، وأبرز الخدمات المقدمة في مراكز الحماية، والتحديات التي واجهتهم.

“تحدٍ كبير”

يعتبر محمد ديب غزال وهو مستشار برنامج الحماية في منظمة “إحسان”، في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أنّ “تحدياً كبيراً واجه قبول برامج الحماية ضمن السياق السوري في بداية الأمر، إذ تركّزت غالبية النظرة المجتمعية للمشاريع على أنها مشاريع ترفيهية وتقدم معلومات بسيطة وسطحية، إلا أنّها خلاف هذه النظرة تماماً”.

ويضيف أنّ “البرنامج يسدّ ثغرة كبيرة من خلال تركيزه على الفئتين الأشد ضعفاً وهما الأطفال والنساء، لكن يغطي الجانب النفسي والقيمي وغير الحسي للمجتمع بخلاف المشاريع التقليدية التي تقدم سلة غذائية أو مساعدات عينية”.

ماذا تقدم المشاريع؟

يوضح غزال أنّ “الألوان والترفيه وحتى الأنشطة، هي وسيلة لتقديم خدمات تركز على الجانب النفسي والأخلاقي والتربوي والتوعوي”.

ويشير إلى أنّ كلمة “الحماية”، جاءت من “أهداف المشروع في حماية الأطفال والنساء من كافة أشكال العنف والإساءة والاستغلال والإهمال والدفاع عن حقوقهم”.

وإلى جانب الأنشطة المتنوعة للمراكز المنتشرة في عدة مواقع في ريفي إدلب وحلب، يعمل المشروع كما يضيف ذات المتحدث، على “تقديم خطة استجابة وعلاج لبعض الحالات الطارئة سواء للسيدات والأطفال”.

“أنشطة مجدولة وعامة”

بدورها، تؤكد هبة سماق وهي مشرفة مركز الحماية في مدينة أرمناز، في حديث لـ”السورية.نت”، على أهمية برامج الحماية و”خاصة ضمن ظروف الحرب التي حرمت الأطفال الكثير من حقوقهم، وخاصة حق التعبير عن المشاعر وحق التعليم، وهي رديف لباقي المشاريع الخدمية والإغاثية المنتشرة في المنطقة وليست بديلة عنها”.

وتلفت سمّاق إلى أن “الأنشطة شملت جميع الفئات من أطفال ونساء وذوي إعاقة، إذ إنها تستهدف الفئات الأضعف وتعمل على ترميم نقاط الضعف ودعم نقاط القوة”.

مساحة صديقة للطفل في مركز حماية (السورية.نت)
مساحة صديقة للطفل في مركز حماية (السورية.نت)

وحول الأنشطة التي توفرها المركز، تتحدث سمّاق، عن أنشطة تشمل جميع جوانب الحياة، على حدّ وصفها.

وتبدأ الأنشطة بحسب سمّاق، من “الأنشطة المجدولة وتكون على عدة جلسات متتالية يقدم خلالها منهاج الدعم النفسي الاجتماعي الذي يهدف إلى تقديم أنشطة موجهة للطفل وتكوين شخصيته بالإضافة إلى دمجه في المجتمع”.

وتضيف: “نشاط التوعية العامة يقدم جلسات جوالة حسب الاحتياج تقدم لكل من الأطفال والكبار للتوعية بقضايا المجتمع، إلى جانب أنشطة المهارات الوالدية التي تستهدف مقدمي الرعاية للعمل على حماية الأطفال ضمن أسرهم”.

بينما يتابع “نشاط إدارة الحالة”، وفقاً لسمّاق “الأطفال المستضعفين، حسب معايير ضعف محددة، حتى الوصول إلى مرحلة التعافي بالإضافة إلى تمكين أسرته”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا