“العودة” يرفض التدخل في ملف طفس.. قرار فردي أم تحت ضغوط؟

رفض أحمد العودة قائد “اللواء الثامن” في “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا في محافظة درعا التدخل بدور “الوسيط” لحل ملف بلدة طفس في الريف الغربي لدرعا.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات المتعلقة بطفس، اليوم الثلاثاء، إن اللجنة المركزية المسؤولة عن مناطق غربي درعا طلبت من “العودة” لعب دور الوسيط مع الطرف الآخر المتمثل بقوات الأسد وروسيا، لكنه رفض.

وأضاف المصدر في تصريحات لـ”السورية.نت”: “طلب الوساطة الذي وجهه أعضاء اللجنة المركزية يتعلق بتدخل العودة من أجل دمج المقاتلين المطلوبين ضمن قواته، كي يسقط عنهم شرط التهجير أو تسليم أنفسهم”.

وتابع: “الوساطة تضمنت أيضاً دخول العودة كوسيط لإقناع الضباط في قوات الأسد في إسقاط الشروط التي فرضوها أمس الاثنين، من أجل حل ملف طفس”.

ثلاثة شروط

وكان نظام الأسد قد اشترط الاثنين على وجهاء مدينة طفس وأعضاء “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي تنفيذ ثلاثة بنود من أجل إيقاف الحملة الأمنية، التي بدأها الأحد، وذلك في اجتماع شهدته مدينة درعا.

والشروط هي “تهجير أو تسليم” كل من الأشخاص وعائلاتهم: محمد جاد الله الزعبي، أبو طارق الصبيحي، أبو عمر الشاغوري، إياد الغانم، إياد جعارة، محمد إبراهيم.

أما الشرط الثاني فتضمن السماح بالتفتيش عن خلايا تنظيم “الدولة” و”مطرفين”، حسب وصف ضباط النظام، إلى جانب شرط ثالث أكد فيه النظام ضرورة “إخلاء مقرات الدولة السورية بشكل كامل في طفس”، وتسليمها له.

وتترقب بلدة طفس في الوقت الحالي المهلة التي حددها نظام الأسد لتنفيذ الشروط حتى يوم الخميس المقبل.

وأوضح المصدر أن اللجنة المركزية في درعا لم تتخذ حتى الآن أي قرار بشأن الشروط التي فرضها النظام، مشيراً إلى صعوبات تعترض “تهجير” أي من المطلوبين إلى الشمال السوري.

وذكرت شبكات محلية من درعا، اليوم، أن قوات “الفرقة الرابعة” تستمر باستقدام تعزيزاتها إلى الريف الغربي لدرعا، وخاصة في محيط بلدة طفس.

وكانت طفس بريف درعا الغربي قد شهدت الأحد اشتباكات متقطعة وقصف بالدبابات من قبل قوات الأسد التي حاولت اقتحام عدة مناطق، تحت ذريعة البحث عن مطلوبين وأسلحة ثقيلة.

وفي أثناء محاولتها للاقتحام تعرضت قوات الأسد لاستهداف من قبل مسلحين، ما أدى إلى مقتل عدد من العناصر فيها، قالت شبكات محلية إن عددهم يزيد عن ثلاثة.

من هو أحمد العودة؟

ويعتبر “العودة” من أبرز القادة السابقين في “الجيش الحر” في الجنوب السوري، وكان قد دخل في اتفاق “التسوية”، عام 2018، والذي أتاح له البقاء في مدينته بصرى الشام.

وتعتبر بصرى الشام الواقعة في الريف الشرقي لدرعا المعقل الأبرز الذي ينشط فيه العودة مع القوات العسكرية التي بقيت تحت سلطته، والمعروفة بـ”اللواء الثامن”، وهو التشكيل الذي تلقى دعماً من روسياً على مدار العامين الماضيين، كونه ضمن ملاك “الفيلق الخامس”.

وكان “العودة” قد أعلن، في 23 من حزيران الماضي، عن نيته تشكيل جيش واحد لمنطقة حوران بدرعا.

وتزامن كلامه في ذلك الوقت مع ما شهدته مدينته بصرى الشام من أجواء عزاء، نتيجة مقتل عشرة عناصر تابعين لـ”الفيلق الخامس”، جراء استهداف مجهول لحافلة مبيت تضم 40 عنصراً، كانت تنقلهم من اللاذقية إلى درعا لتبديل نوباتهم.

خطوط حمراء سابقة

وتقود الأحداث التي تشهدها بلدة طفس في الوقت الحالي إلى تلك التي عاشتها بلدة الكرك الشرقي، أواخر العام الماضي، وحينها لم يتمكن “العودة” من التدخل لحل التوتر الأمني الذي فرضه الحصار الأمني من جانب قوات الأسد.

وفي ذلك الوقت قالت مصادر مطلعة من درعا لـ”السورية.نت” إن “العودة” وفي أثناء تجهيز قوات الأسد لاقتحام الكرك الشرقي تلقى “تعليمات” من الطرف الروسي من أجل البقاء على الحياد، والالتزام بكافة القرارات التي تتخذها قوات الأسد.

ووصفت المصادر التعليمات بأنها “خطوط حمراء” وضعت للعودة من قبل الروس، من أجل عدم التدخل في أية مناطق تريد قوات الأسد اقتحامها.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا