مقتل “أبو عمر الشاغوري”.. قيادي متعدد الولاءات في درعا

أعلن نظام الأسد، الجمعة الماضي، مقتل محمد علي الشاغوري، الملقب بـ”أبو عمر الشاغوري” في ريف درعا الغربي مع اثنين من مرافقيه، لتطوى صفحة شخصية بارزة، أثارت جدلاً طويلاً في الجنوب السوري.

ووجهت للشاغوري، القيادي السابق في فصائل المعارضة السورية في الريف الغربي، اتهامات عديدة من قبل عدة أطراف بين مبايعته لتنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية”، وبين تبعيته لنظام الأسد، ليطلق عليه لقب قيادي متعدد الولاءات.

عملية اغتيال “منظمة”

وفي التفاصيل، نقلت وكالة “سانا” التابعة للنظام عن مصدر أمني بأن “القوى الأمنية نفذت عملية أسفرت عن مقتل متزعم في تنظيم داعش الإرهابي واثنين من مرافقيه في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي”.

وقال المصدر إن العملية أدت إلى مقتل أبو عمر الشاغوري الذي وصفته بأنه “من القيادات المتبقية لتنظيم داعش في ريف درعا الغربي والمسؤول عن عمليات الاغتيال والاعتداءات التي كانت تجري فيه”.

وحسب “تجمع أحرار حوران” المختص بأخبار المنطقة الجنوبية، فإن عملية الاغتيال كانت محكمة ومن قبل محترفين، إذ هاجم حوالي 25 شخصاً، منزل أبو عمر الشاغوري ومرافقيه، ودارت اشتباكات بأدت لمقتل أبو عمر.

ونقل التجمع عن مصدر مقرب من الشاغوري بأن الأخير أسهم في “كشف خلية سرقة ونهب بعد إلقاء القبض على خمسة منهم في بلدة المزيريب قبل أيام، واعترفوا بسرقة 50 موقعاً ما بين محل تجاري أو منزل بقيمة مسروقات تجاوزت 250 مليون ليرة سورية وما زالت هذه الخلية محتجزة عند مجموعة محلية يقودها الشاغوري في المزيريب”.

من هو أبو عمر الشاغوري؟

ينحدر الشاغوري من بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، وانضم إلى صفوف المعارضة وكان قائداً لكتيبة فرسان الجنوب.

خاض العديد من المعارك مع الفصائل التي كانت تقاتل نظام الأسد أبرزها معركة “نبع الصخر” في القنيطرة سنة 2014، عندما أطلقت الفصائل معركة “فالمغيرات صبحا” وسيطرت على بلدة نبخ الصخر الاستراتيجية كونها تصل القنيطرة بمحافظة درعا.

كما شارك في معركة “تل جموع” غربي درعا، وسيطرت حينها الفصائل على المنطقة، وأصيب أبو عمر خلال المعركة ما أدى إلى بتر قدمه اليسرى.

وعقب ذلك شارك في معركة “المربعات” في القنيطرة سنة 2014، ووعد في تسجيل مصور متابعة الطريق إلى دمشق وفك الحصار عن أهل داريا.

وخلال هجوم قوات الأسد بدعم روسيا على الجنوب السوري سنة 2018، برز أبو عمر الشاغوري برفضه الخروج من المنطقة وقتاله حتى النهاية.

وقال في تسجيل مصور “نحن أولاد البلد ولن نخرج إلا جثث، وسنبقى في البلد”.

شخصية جدلية

يعود الجدل حول شخصية أبو عمر، من الاتهامات التي وجهت له بعد سيطرة نظام الأسد على الجنوب السوري والتسجيلات التي سربت له.

أولى الاتهامات التي وجهت له كانت انضمامه إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، وورد اسمه في تسجيل لشخص يدعى “محمد ربيع العودات” المعروف بـ”حمودة تسيل”، الذي ألقى القبض عليه من الأمن العسكري التابع لقوات الأسد.

واعترف العودات في التسجيل إنه بايع التنظيم، وشارك إلى جانب أبو عمر الشاغوري بتنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة في المنطقة.

ونتيجة ذلك كان أبو عمر من الأسماء الستة التي طالب نظام الأسد بخروجهم من درعا إلى إدلب في الشمال السوري، إلا أنه نفى ارتباطه بالتنظيم ورفض الخروج.

وفي آواخر مايو/ أيار 2020 وجهت له اللجنة المركزية اتهاماً بالوقوف وراء اغتيال أعضائها على طريق المزيريب- العجمي، ما أدى حينها إلى مقتل  “عدي الحشيش، عدنان الشنبور، رأفت البرازي “، وإصابة محمود البردان (أبو مرشد).

وداهمت مجموعة من الأشخاص مزرعة الشاغوري عقب الاغتيال إلا أنه لم يكن موجوداً في المكان.

كما وجهت له اتهامات بالتعامل مع قوات الأسد، وما عزز هذه الاتهامات، التسجيل المسرب لحديث مع غيث دلة قائد “قوات الغيث” في الغرقة الرابعة التابعة لقوات الأسد.

وقال الشاغوري خلال حديثه مع غيث دلة، إن “عدوي وعدوك مشترك، وعدوي يلي جلس ثماني سنوات بدل الحكومة السورية”.

وأضاف “أنتم أقرب لنا من الروس، وأن التسوية مع النظام هي عبارة عن براءة ذمة”، نافياً انضمامه إلى صفوف “داعش”.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا