“نحتال برش المياه”.. “موجة حرارة” تزيد من معاناة مهجري إدلب (صور)

مع ارتفاع درجات الحرارة في مختلف المناطق السورية، وتجاوزها في شمالي غربي سورية درجة 42 مئوية، تتفاقم معاناة سكان مخيمات النازحين في إدلب، وسط شحّ الخدمات وغياب البنى التحتية.

ويضرب مرتفع جوي المنطقة منذ أيام، وسط توقعات باستمراره حتى يوم السبت المقبل، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة.

ورصد “السورية.نت” الحياة اليومية في مخيم “الفاروق”، اليوم الخميس، في ظل الموجة الحرارة والرطوبة، التي زادت من احتياجات النازحين.

“غياب الخدمات”

يشتكي صالح العليوي المهجر من قرية “الجدوعيات” بريف حماة، في حديثٍ لـ”السورية.نت” من تراجع الخدمات في ظل ارتفاع درجات الحرارة، أبرزها المياه والخيام.

يقول العليوي: “تصلنا المياه كل أربعة أيام، تعبئ لنا مقدار برميل (1000 لتر) من المياه فقط.. هذه الكمية لا تكفي حاجة عائلتي الكبيرة”.

مهجرون يشتكون من غياب البنى التحيتة لمواجهة حر الصيف في مخيم "الفاروق"، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)
مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم “الفاروق”، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)

ويشير في تتمة حديثه: “ارتفاع درجات الحرارة يزيد احتياج عائلتي من المياه، لكن هذا لا يغير من مستحقاتي من كميات المياه”.

لا تتوقف معاناة عائلة المهجّر صالح، عند نقصان المياه، إذ تحضر “الخيام المهترئة” عاملاً إضافياً يضيّق عليه معيشته، وخاصةً مع اشتداد الحرّ.

ويضيف: “انتهى عمر خيمتي منذ زمن طويل، ونطالب باستمرار بتبديل خيامنا لكن لا مجيب.. خيمتي لا تقينا لا حر الصيف ولا برد الشتاء”.

مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم "الفاروق"، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)
مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم “الفاروق”، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)

وتفرض طبيعة موقع مخيم “الفاروق” الأثري، في منطقة كفرلوسين شمالي إدلب، على سكّان المخيم عدة عوائق أبرزها عدم إمكانية مدّ أرضية المخيم بالحصى وبقايا مواد البناء، على اعتباره موقعاً أثرياً لا يمكن تغيير ملامحه.

ويناشد العليوي في ختام حديثه لـ”السورية.نت”: “المنظمات الإنسانية وحكومة الإنقاذ لتحسين واقع مخيمنا، واستبدال خيامنا المهترئة، لمواجهة فصل الشتاء الذي صار على الأبواب”.

وزاد: “نحتال على الحرّ برش المياه حول الخيمة تارةً، أو نعرّي أطفالنا من الثياب تارةً أخرى، ونداوم على تحميمهم بالمياه، رغم قلتها حفاظاً على أرواحهم”.

مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم "الفاروق"، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)
مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم “الفاروق”، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)

“تحذيرات”

وحذّر فريق “منسقو استجابة سورية”، اليوم الخميس في بيان، من مخاطر تهدد حياة النازحين في المخيمات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

وقال بيان الفريق: “لازالت حياة الأطفال والنساء في المخيمات مأساوية، وخاصةً أن بقاءهم في المخيمات في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة، الأمر الذي يهدد حياتهم بالخطر”.

مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم "الفاروق"، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)
مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم “الفاروق”، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)

وأضاف: “يعيش أكثر من 1.8 مليون نازح في أكثر من 1.633 مخيماً لا تتوفر فيها متطلبات التعامل مع العوامل الجوية المختلفة”.

إضافة إلى “قدم الخيم وانتهاء العمر الافتراضي لها، مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بضربات الشمس وظهور الأمراض الجلدية بشكل كبير، عدا عن مخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة ارتفاع الحرارة وفي مقدمتهم الأطفال”.

ودعا البيان، المنظمات الإنسانية إلى “التحرك الفوري لتأمين متطلبات النازحين، وخاصةً المياه في ظل الأوضاع الحالية، وتوسيع عمليات الاستجابة الإنسانية، في ظل عجز كافة النازحين عن تأمين المستلزمات الأساسية بسبب ارتفاع أسعارها”.

مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم "الفاروق"، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)
مهجرون يشتكون من غياب البنى التحتية لمواجهة حر الصيف في مخيم “الفاروق”، كفرلوسين شمالي إدلب 1 سبتمبر/أيلول 2022 (السورية.نت)

وكانت صفحة “الأرصاد الجوية السورية” على “فيس بوك”، تحدّثت أمس الأربعاء، عن “طقس حار جداً ولاهب الخميس على كافة المناطق السورية”.

وقالت إنّ “ارتفاع نسب الرطوبة بشكل كبير، ستجعل من الطقس خانق ومزعج”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا