غالبية العرب والمسلمين لا يقرون للغرب بتفوقه الحضاري. هم يقرون له بتفوقه التكنولوجي أو المادي، لكنهم ينكرون أنه حقق أي تقدم أو تفوق ثقافي وأخلاقي. هناك تجاهل، متعمد في جانب منه وعفوي في جانب آخر، للمنجز السياسي والقانوني الغربي، أو تبخيسه بالإشارة إلى ما يبدو لهم أنه تناقضات تنسف هذا المنجز من أساسه. يبدو هذا واضحاً في الاعتراف بالقدرات الصناعية الهائلة للغرب، وفي الوقت نفسه بوصف هذا الغرب بالانحلال الثقافي وانعدام الانضباط الأخلاقي لديه. معظم التيارات والمدارس الفكرية في العالم العربي تلتقي حول هذه النتيجة، وإن اختلفت في ما بينها في تبريرها وتوصيفاتها وتفاصيلها.