يقول المستشرق هنري لامنس([1]) في محاضرة ألقاها في مدينة الإسكندرية سنة 1919م، ونشرت بعنوان: "التطور التاريخي للقومية السورية سنة 1920، ص8": "حذار من تمزيق أو من تجزئة غلالة الوطن، فهي قطعة واحدة لا قطبة لها ولا درزة، فأنا منذ أن جعلتني العناية الإلهية أعكف على دراسة هذه المسألة أي من حوالي ربع القرن، لم أعرف إلا سورية واحدة، هي سورية الجغرافيا، سورية التقليدية والتاريخية، على نحو ما كوّنها الخالق، وعلى نحو ما فهمها كتّاب العصور القديمة الكلاسيكية دائماً، من أمثال سترابون وبلين واليونان والرومان الذين كانوا شهوداً لا