مرت أربع سنوات على حادثة أطفال درعا شديدة الفظاعة في سورية، والتي كانت بمثابة "الشعرة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة إلى الشعب، فزادت في الهوة عمقاً واتساعاً، بينه وبين جلاده (حاكمه)، واستتبعت ما استتبعته من قتل وتخريب وفجور كان مخبأ، على الرغم من كل عوامله ومسبباته، خلف سطوة الأجهزة الأمنية، وربما خلف بعض العادات والأعراف الاجتماعية التي لا تسمح لممارسة مثل ما ارتكب من فظائع في وضح النهار. إنها الشعرة نفسها التي أشعلت النار في جسد البوعزيزي، ثم ما لبثت أن طيَّرت زين العابدين من تونس كلها، نعم هي نفسها التي أتت بعد ذلك على حاكم مصر فجعلته يذهب وأحلامه في التوريث هباء.