هل يصنع الشرق من جديد؟ نعم. والمؤسف بل المروّع أنه لا يصنع من أهله، ولا من نخبته السياسية والثقافيةالمخلصة، بل من خصومه وأعدائه، بعد رحلة صعبة من التردي الاجتماعي والثقافي والسياسي يعيشها من جديد، وتفتت وحدته الجغرافية والسياسية، وغرق أطراف وأعماق منه في وحل اشتباكات طائفية وقومية.
يأتي ذلك في ظل صراع مع الاستبداد وبأس من جماعات العنف والتوحش التي اختطفت مفهوم جهاد المقاومة الشرعي من مواقع كثيرة، وصارعت ذوي المبادئ وأصحاب الرؤية الوسطى من المقاومين والمجاهدين، ونزعت هويتهم الإسلامية لأنهم لا يعتقدون غلوّها ولا يتلبسون بوحشيتها.