يحب النظام الأسدي أن يوصف بالعلماني. ويكرّر دوماً أنه علماني، تحاربه الأصولية، لأنه يدافع عن العقل والحداثة.
يُصادر النظام العلمانية، في جملة ما يصادره من صفات، يستولي بواسطتها على مفاهيم ومبادئ، يجب الحؤول بين الآخرين والإفادة منها لبناء مواقف فكرية/ سياسية مستقلة عنه، أو مناهضة له، تمكّنهم من تكوين تنظيمات سياسية، تعبر عن حاجات ومواقف مغايرة للحاجات والمواقف التي يتبناها، ويعتبر كل ما عداها مرفوضاً وطنياً وقومياً وإنسانياً، لمجرد أنه يؤسس حقلاً سياسياً تعددياً، يبطل واحدية وجوده في المجال العام وسيطرته عليه، التي تستمد "شرعيتها" من القوة والعنف والأجهزة القمعية.