إن التنمر الذي يمكن أن يتعرض له الطفل في المدرسة أو ساحات اللعب أو الحدائق، وغيرها من الأمكنة التي يجتمع فيها الأطفال صار من الهواجس التي تقض مضاجع الآباء والأمهات السوريين في بلدان اللجوء، خاصة بعدما تعالى الخطاب العنصري الرافض والكاره للاجئين، ليس فقط في دول الجوار التي نسمع كل يوم عمّا يتعرض له السوريون وعن العنصرية والتنمر والاعتداء بكل أشكاله الذي يتعرضون إليه أو يمارس بحقهم فيها، بل حتى في الدول الأوروبية التي قطعت شوطًا في مجال حقوق الإنسان وفي تجاوز الانتماءات الضيقة وفي تمثل قيم العدالة والمساواة وعدم التمييز وغيرها، لكن النزعة العنصرية والإحساس العارم بالتفوق والأحقية في الحيازة وامتلاك كل شيء باعتبار الفرد المواطن الأصلي وليس مهاجرًا لأي سبب كان، تجعل من بعض الأفراد متنمرين كارهين لغيرهم يحاولون النيل منهم وامتهانهم وإهدار كرامتهم وتحقيرهم، قد يصل بهم حد الاعتداء المؤذي دون أي رادع.