ربّما كان النصر الأهمّ الذي حقّقه بشّار الأسد، على امتداد سنوات الثورة السوريّة، والأذى الأكبر الذي أنزله ببلده وشعبه، أنّه دفع الثورة إلى العسكرة. فبعنفه المتمادي، نجح الأسد في جعل الحرب الأهليّة والعنف المضادّ أفقاً وحيداً لها. بهذا قُطعت الثورة عن النسق الكونيّ الصاعد للثورات، الذي افتُتح في أوروبا الوسطى والشرقيّة خلال 1989-91، واستُدرجت إلى النسق البائد الذي عرفته الحقبة الممتدّة من 1917 حتّى نهاية الحرب الباردة، حيث العنف الأداة المعلنة والغاية المطويّة في آن.