ما المعروف عن القصف الذي طال مدينة أصفهان الإيرانية؟

تتوالى ردود الفعل حول القصف الذي استهدف مدينة أصفهان الإيرانية، اليوم الجمعة، والذي تم اعتباره “رداً محدوداً” من قبل إسرائيل، على الهجوم الإيراني الذي استهدفها قبل أسبوع.

إذ أعلن الإعلام الرسمي الإيراني عن انفجارات هزت سماء أصفهان وسط البلاد، ناجمة عن تصدي المضادات الأرضية الإيرانية لمسيرات يعتقد أنها إسرائيلية، دون الإبلاغ عن خسائر مادية أو بشرية.

لكن ما المعلومات المتوفرة حول الهجوم “المثير للجدل” الذي استهدف إيران، وفق ما وصفته تقارير غربية؟

مركز للمنشآت النووية

تشير وكالات الأنباء الإيرانية إلى أن ثلاثة انفجارات دوت في أرجاء أصفهان، بالقرب من قاعدة شكاري الجوية العسكرية، في شمال غرب المحافظة.

وذكرت “القناة 12” الإسرائيلية بأن الهدف الذي تم قصفه في إيران كان مطاراً عسكرياً في منطقة أصفهان.

وتعتبر منطقة أصفهان مركزاً للمنشآت النووية الإيرانية، إذ تقع فيها العديد من المواقع النووية “الاستراتيجية” لإيران، بما فيها نطنز، التي تعتبر محور برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.

لكن شبكة “CNN” الأمريكية نقلت عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن المنشآت النووية “لم تكن هدفاً” خلال القصف الذي طال أصفهان اليوم.

وأضاف أن نطاق الأهداف لم يتم تحديده بدقة، لكن “من الواضح أن المواقع النووية والمدنية لم تكن ضمن هذه الأهداف”.

من جانبها، قالت وكالة “تسنيم” الإيرانية، إن المنشآت النووية في محافظة أصفهان “آمنة تماماً”.

وكذلك أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عدم وقوع أي ضرر في المواقع النووية الإيرانية، بعد الأنباء حول هجوم بمسيرات في محافظة أصفهان.

ودعت الوكالة عبر حسابها في “إكس”، جميع الأطراف إلى “ضبط النفس بأقصى درجة”، مشيرة إلى أن المنشآت النووية “لا ينبغي أبداً أن تكون هدفاً في الصراعات العسكرية”.

توتر حركة الطيران

عقب الهجوم المذكور، أعلنت وكالة “مهر” الإيرانية عن تعليق الرحلات الجوية إلى مدن طهران وأصفهان وشيراز، وكذلك المطارات في عدة أجزاء من البلاد.

وأظهرت برامج تتبع الرحلات الجوية أن الرحلات الجوية التجارية تتجنب غرب إيران، بما في ذلك أصفهان، وتلتف حول طهران من الشمال والشرق.

في حين قالت شركة الطيران الإماراتية في بيان لها إن إحدى طائرات شركة “فلاي دبي”، التي غادرت بالفعل إلى طهران، اضطرت للعودة إلى دبي بعد إغلاق مطار العاصمة الإيرانية.

وكذلك أوقفت عدة شركات طيران التحليق فوق الأجواء الإيرانية، وغيّرت مسارها إلى مطارات بديلة، أو عادت إلى نقاط انطلاقها.

لكن بعد ساعات قليلة من الضربة، بث التلفزيون الإيراني بثاً مباشراً لحركة المرور العادية على الطريق عند دوار في أصفهان، مؤكداً أن الأمور “طبيعية” في البلاد دون تسجيل “أضرار كبيرة” نتيجة الانفجارات.

صمت إسرائيلي وإقرار أمريكي

ولا تزال أصداء قصف أصفهان تتوالى في الأوساط السياسية والإعلامية الدولية، التي اعتبرته “رداً محدوداً” من إسرائيل على الهجوم الإيراني “غير المسبوق” السبت الماضي.

ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، عن مصادر أمنية وحكومية إسرائيلية، بأن تل أبيب لن تعلن مسؤوليتها عن الهجوم على إيران لـ”أسباب استراتيجية”.

لكن مسؤولين أمريكيين أقروا لوسائل إعلام محلية أن الضربة كانت “إسرائيلية”.ونقلت شبكة “CNN” عن مسؤول أمريكي قوله إن إسرائيل نفذت ضربة عسكرية داخل إيران، في خطوة تصعيدية محتملة يسعى مسؤولو الحكومة الإيرانية إلى التقليل من أهميتها، وفق الشبكة.

وأضاف مسؤول أمريكي آخر للشبكة أن الولايات المتحدة “تلقت إشعاراً مسبقاً يوم الخميس بشأن هجوم إسرائيلي مزمع في الأيام المقبلة، لكنها لم تؤيد الرد”.

وعبرت تقارير عبرية عن استغرابها من سبب الإقرار الأمريكي حول الضربة، وسط غياب التعليق الرسمي الإسرائيلي.

وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة “جيروزاليم بوست” إنه “من غير الواضح سبب كشف البنتاغون لوسائل الإعلام الأمريكية عن تورط إسرائيل”.

وأضافت: “كان بإمكانهم التزام الصمت، وكان بوسعهم الحفاظ على كرامة إيران، وتجنب تصعيد الوضع من تلقاء أنفسهم”.

ويأتي الهجوم بعد أقل من أسبوع من إطلاق إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ في أول هجوم مباشر لها على الأراضي الإسرائيلية.

وكان هذا الهجوم، الذي اعتبره محللون وسياسيون “غير مسبوق”، رداً على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أدى لمقتل كبار القادة الإيرانيين.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا