تصدير الثورة

الواضح أنّ شهر العسل، في العلاقات الكويتية ـ الإيرانية، كان قصيراً أو عابراً، ومخالفاً لمألوف السلوك الإيراني على أقلّ تقدير؛ بدليل التدهور السريع في الخطاب الدبلوماسي المتبادل بين البلدين، إثر انكشاف ما بات يُعرف بـ»خلية العبدلي»، وتورّط عدد من أنصار طهران الكويتيين، فضلاً عن دبلوماسيين إيرانيين، في تخزين كميات هائلة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات وأجهزة التنصت.

لم يكن أحد من الطرفين يتوقع أن تبدد قمة كامب ديفيد الخلافات في وجهات النظر أو أجواء عدم الثقة. أو أن تسقط هواجس أهل الخليج من مواقف الرئيس باراك أوباما حيال إيران. ومن مدى التزامه بمواقفه ووعوده وسياساته، سواء في العراق أو سورية أو اليمن. لم يكن أحد ينتظر أن تتوحد الرؤى حيال الأزمات والقضايا التي تشغل المنطقة. في المقابل لم يكن أحد يتوقع أن تفشل اللقاءات في تحقيق الحد الأدنى من التفاهمات.

فإيران الإسلامية مهووسة منذ قيامها عام 1979، بهاجس تكرار الانقلاب على حكومة الدكتور محمد مصدق عام 1953، لذا تبنت إستراتيجية هجومية خلفيتها دفاعية على قاعدة "الهجوم خير وسيلة للدفاع" لتحصين النظام وتوفير الاستمرار ومنع محاولة انقلابية تعتقد أن واشنطن تخطط لها.